من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة الثانية والعشرون

بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة

ورغما عن كل ذلك فالشعبية لم تتوقف عن اعتداءاتها بل وسعتها حيث قامت بشن هجوم واسع النطاق على جيش التحرير الوطني في

منطقة أدوبحا وكان ذلك في 28 آب/ أغسطس عام 1980 وتم ذلك بمشاركة فعالة وكبيرة مع شعبية تجراي حتى وصلت إلى مشارف نهر بركة وبالتحديد إلى منطقة (كركبت) إزاء هذا العدوان من الشعبيتين على جيش التحرير.

وفي شهر أيلول/سبتمبر 1980 أي بعد حوالي الشهر بين الاعتداءات عقدت اللجنة التنفيذية اجتماعا طارئا بتقييم الاعتداء في هذا الاجتماع الذي جاء متأخرا جدا كانت أراء قياديي اللجنة التنفيذية غير متفقة حول الهجوم وطبيعته بل أستطيع القول وبصراحة تامة وللحقيقة إن وجهات نظر القياديين لم تكن متفقة مع بعضها بل مختلفة اختلافا كبيرا...؟؟! وقد برز رأيان الأول يرى أن هذا الهجوم يستهدف وجود جبهة التحرير ويجب مواجهته بكافة الوسائل أما الرأي الثاني فيرى أن الجبهة الشعبية المدعومة من تجراي يستهدف توسيعها ولا يسهدف تصفية الجبهة وهذا هو الغلط المميت (وهنا أبدي رأيي في هذا الأمر الحياتي: وهو أن الرأي الثاني كان الخنجر المسموم الذي طعنت به جبهة التحرير).

وبعد جدال طويل توصلت اللجنة التنفيذية إلى حل وسط وهو إرسال تعزيزات إلى وحدات الجبهة في منطقة (كركبت) والتصدي لعدوان الشعبيتين بحيث لا تجاوز التعزيزات العسكرية نهر (عنسبا).

شكلت لجنة للإشراف على توجبه العمل العسكري من إبراهيم توتيل رئيس مكتب الشؤون السياسية والتنظيمية وملاكي تخلي رئيس مكتب الأمن العام وإبراهيم محمد علي رئيس مكتب الشؤون الاجتماعية لقيادة عملية التصدي كما اتخذت اللجنة التنفيذية قرارا آخر وهو إرسال وفد للخارج برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس المكتب العسكري لشرح ما قامت به الشعبيتين بعدوانها العدائي.

ودعونا هنا نتساءل هل من الضروري أن يخرج رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس المكتب العسكري في هذه الظروف... هذا كان الطعنة الثانية للجبهة وهنا لا أريد أن أتهم أحدا سوى القول بأن هذا الغلط قد ساهم بشكل فعال في ضرب الجبهة بسكين حاد سموم في قلبها لأنه من الضروري أن يتواجد الاثنان على رأس القيادة والتصدي لهذا العدوان بكافة الوسائل حيث أن الجبهة الشعبية وحليفتها الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الاثيوبية يستعدان لعدوان كبيرا آخر وكان رأيي في ذلك الذي أدليت به لكافة أخواني الثوار وهو: إن التخريب قد بدأ وأن المؤامرة كبيرة لضرب جبهة التحرير وجيشها وقد نسجت خيوطها في الخارج وعلينا أن نعلم أن القيادة في تكوينها وفي وضع الخيوط الأساسية للتآمر قد وضعت في الخارج وفي الداخل وإن قيادتها التي أوكلت إلى عناصر غير مجربة وأستطيع القول هنا أيضا إن بعض عناصر القيادة لم يكن لها أي صلة مباشرة بجيش التحرير إنما الأمر كان خدمة مجانية للشعبيتين كما أن المتنفذين في القيادة قد قاموا بالخطوات التالية:-

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click