من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة عشرون
بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة
أعود هنا إلى القول بأن الاتفاقية قد عرضت على أعضاء المجلس الثوري الذي أعرب معظمه عن دهشتهم الشديدة على بنود هذه
الاتفاقية واعتبروها مخالفة تنظيمية وقد قال معظمهم بأن هذه الاتفاقية خدمة طوعية كبيرة للجبهة الشعبية لتحرير إرتريا وهي خدمة لا تستحق...؟
وأنا أقول هنا كعضو في الجبهة إن جبهة التحرير الارترية كانت على اتفاق وتنسيق مع قوات التحرير الشعبية وكان ثمرة هذا الاتفاق أن حرر فصيلان معا مدينة أغردات واختلط دم الأخوة المقاتلون في التنظيم مع بعضها لكن للأسف أن عادا التنظيمان واختلفا وهذا كان نتيجة دسائس الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ورجلها...؟
وفي هذا الخصوص يقول المناضل عبدالله إدريس محمد لي أحمد ناصر رئيس اللجنة التنفيذية ورفاقه نتيجة هذا العمل وكما أسلفت وقلت سابقا بأنني عضوا نشيطا في الجبهة ولي آرائي التي كان منبعها معايشتي الميدانية للثوار والمدنيين في القرى الارترية لذلك أقول الآتي وهذا من واجبي كإنسان أعطى معظم سنين حياته لنضال وكفاح أهله الشعب الارتري من هنا أقول الآتي:
كان على المتنفذين في قيادة الجبهة التحرير الارترية أن يتشاوروا مع قيادة قوات التحرير الشعبية التي كانت في حالة تنسيق مع قيادة جبهة التحرير الارترية قبل أن يوافقوا على مطالب الجبهة الشعبية المعجونة بالسم الزعاف لضرب التنظيمين.
وعلى أثر هذه الاتفاقية تقرر عقد لقاء في حقات بين جبهة التحرير الارترية والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا لكن الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا قامت بإفشال الاجتماع وطالبت بتأجيله واستعيض عنه في لقاء آخر تم في الخرطوم وفيه تم الاتفاق إلى قيام تنسيق مشترك في المناطق الشمالية والغربية والمرتفعات لكن هذا الاتفاق لم ينفذ إلا في المنطقة الشمالية ولغاية في نفس قياديي الشعبية المتنفذين الذين رفضوا ارسال قواتهم لإبلاى بالمنطقة الغربية والمرتفعات وهنا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك وهو أن الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا قامت بهجوم على معسكرات جبهة التحرير الارترية في (تيح) الواقعة بالساحل الشمالي وقد وقع هذا الهجوم في السادس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر 1978...؟ لم ترد جبهة التحرير الارترية على ذلك الهجوم وفي هذا السياق سألت (إبراهيم توتيل) رئيس المكتب السياسي في جبهة التحرير الارترية فأفادني بالتالي (علينا ألا نتعامل برد الفعل من أجل عدم تصعيد الموقف وعلينا العمل على تهدئة النفوس وأن نتحلى بالصبر وضبط النفس فكلنا رفاق).
الحقيقة التي أقولها لكم الآن يا أهلي هي إن التقدميين كما يسمون أنفسهم...؟! هم كتلة واحدة...؟؟؟ أليس إبراهيم توتيل تقدميا ؟ وأفورقي تقدمي أيضا...؟؟؟ ومنغستو تقدمي أيضا...؟
الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا كانت تسعى من خلال قوات جبهة التحرير الارترية المتواجدة في الجبهة الشمالية إلى الاستفادة القصوى من وجود عناصرها مع ثوار الجبهة وبذلك تضمن تلاعبها واستمرارها في نهج التعبئة المعادية للجبهة والتي كانت تسعى إلى تصفيتها ومن هنا كان تماطلها في إرسال قواتها إلى الجبهة الغربية والوسطى (المرتفعات) وبالرغم من هذا الوضع الغريب الشاذ والتوتر الذي كان سائدا خاض ثوار جبهة التحرير الارترية معارك ملحمية ضد العدو الإثيوبي في المناطق التالية:-
• عيلا تعضدا
• مرات
• كلاكيب
وكان ذلك في اليوم الرابع عشر من شهر تموز/يوليو عام 1978 وفي هذه المعارك حقق جيش التحرير انتصارات باهرة.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة