من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة التاسعة عشرة
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة
قبل أن أعود إلى متابعة سرد معارك جيش التحرير مع الإثيوبيين لابد لي من وقفة عند بعض المحطات الهامة:
عقدت قيادة جبهة التحرير اجتماعا خاصا بها لدراسة وتقييم الأحداث التي جرت وتجري من أجل تقييم المرحلة وكان ذلك أمرا مهما ذلك بعد الانسحاب من المدن كما سبق وأسلفت والأمر المهم هو تحرش واستفزازات الجبهة الشعبية وقوات التحرير الشعبية ضد جيش التحرير وميليشيات الجبهة في المواقع الخلفية ولكن الذي أود أن أركز عليه هو أن حدة التوتر بين جبهة التحرير وقوات التحرير الشعبية قد وصلت ذروتها مما أدى إلى تفجير القتال بينهم وكان ذلك في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1978 مما أدى هذا القتال إلى قفل باب الحوار بينهم في هذا الوقت حذرت جبهة التحرير من احتمال قيام الجبهة الشعبية بشن هجوم واسع على جبهة التحرير وكانت الجبهة الشعبية قد تحالفت مع (وياني تجراي) أي الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الإثيوبية.
وحصل ما حصل وفي هذه الأثناء قام الجيش الإثيوبي مستغلا وضع الجبهة بحملة عسكرية كبيرة منطلقا من منطقتي (وولو) و(تجراي) في المنطقة الجنوبية الشرقية بدنكاليا وكان ذلك في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1980 واستمرت هذه الحملة العسكرية إلى غاية التاسع عشر من شهر نيسان/إبريل عام 1980 وقد استخدم الجيش الاثيوبي في هذه الحملة الطيران والسفن الحربية والدبابات وقبل المتابعة لا بد لي من ذكر الأمر الهام التالي.
في العشرين من شهر تشرين الأول/اكتوبر من عام 1977 وبعد محادثات بين جبهة التحرير والجبهة الشعبية وقعت اتفاقية بين الجانبين وكان ذلك في العشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1977 هذه الاتفاقية كانت تنص على التنسيق السياسي والعسكري بينهما وأني سأكتب مستقبلا عن هذه الاتفاقية بشكل مفصل كما جاء فيها أعود متابعا فأقول إن الاتفاقية هذه كانت حبرا ناشفا على ورق أصفر بالي للأسباب التالية:-
(أ) إن اتفاقية العشرين من تشرين الأول/أكتوبر كانت مصنوعة من قبل جهات غير إرترية...؟
(ب) كان دخول جبهة التحرير الإرترية عملا غير مدروس ولغير صالح النضال الوطني...؟
ملاحظة: كنت قد حذرت منها لكن المتنفذين في الجبهة حينها لم يأخذوا تحذيري بما يستحقه.
لابأس هنا بأن أذكر التالي: فقد كان بعض الأشخاص الذين يدعون بأنهم تقدميون من الجانبين لا يمانعون أن يلتقوا وقد التقوا فعلا في إحدى الدول العربية التي تتدعي التقدمية...؟
(ت) من يتمعن في قرارات المجلس الثوري التي أقرها في دورته الثالثة والخط الذي رسمه اتجاه قوات التحرير الشعبية (البعثة الخارجية) بقيادة عثمان صالح سبي واللجنة الإدارية بعد الانقسام (أسياس أفورقي) والتي تحولت فيما بعد إلى الجبهة الشعبية وكان الطلاق بين الجناحين أي البعثة الخارجية واللجنة الإدارية قد تم في شهر آذار/مارس عام 1976 من هنا كان الدخول في الاتفاقية التي ذكرتها سابقا عملا ارتجاليا غير مدروس وتحت ضغط التقدميين من الطرفين...؟
(ث) والخطأ الذي حصل في هذه الاتفاقية هو أن التنظييمين المشاركين في هذه الاتفاقية قد قررا حل تنظيم ثالث وهو قوات التحرير الشعبية بحجة أن عثمان صالح سبي قد حل تنظيمه بنفسه كل ذلك تم بناء على رغبة قيادة الجبهة الشعبية التي كان يرأسها حينها رمضان محمد نور ولكن بتعليمات من نائبه القوي ورئيسه أيضا أسياس أفورقي والمذكور محمد نور إذا سألتوني عنه الآن أجيبكم (بأنه يهيم على وجهه في شوارع أسمرا)، إذن رفض أسياس الجلوس مع التنظيم الثالث الذي يرأسه عثمان سبي باعتباره تنظيما غير وطني حسب رأي التقدمي أفورقي والأمر المهم في ذلك هو إصرار أسياس على موقفه المتعنت وهو رأي غير صحيح في موضوع الوحدة الوطنية والأغرب من ذلك هو قبول المتنفذين في قيادة جبهة التحرير الإرترية وكل ذلك أمر غير منطقي بل خروج عن المفهوم الوطني لجبهة التحرير الإرترية التي نعتبرها كلنا التنظيم الثوري الوطني الحقيقي للشعب الإرتري وهذا هو الصحيح لكن البعض كان يعتبر نفسه تقدميا وقد تلاقى من كان يدعي بأنه كان تقدمي من تنظيم أفورقي...؟
أعود هنا الى القول بأن الاتفاقية قد عرضت على...
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة