تجربة جبهة التحرير الارترية المرحلة الأولى ١٩٦١-١٩٦٥
إعداد صفحة: حامد إديس عواتي - فيسبوك
بعد معركة (ادال) في ١٩٦١/٩/١م أصبح القائد عواتي وزملاؤه في مواجهة مباشرة مع النظام الإثيوبي وهكذا كانوا في حركة دائمة
يواجهون نقصاً حاداً في السلاح والذخيرة.
وفي نفس الشهر سبتمبر/ايلول ١٩٦١ حدثت المعركة الثانية (اومال) وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول جرت المعركة الثالثة في (أدال هجر) وفي المعركة ألاخيرةأصيب القائد عواتي في زراعة بجرح خفيف بينما فقدوا في المعركة الأولي أسيرا (بيرق نواري) وفي المعركة الثانية شهيداً (عبده محمد فايد) - هذا وكان قد شارك في معركة (أدال) الأولي عشرون مناضلاً وبعد فترة تسلم عواتي أول دعم من مجموعة السودان كانت عبارة عن ٧٥ طلقة دفع ثمنها الجنود ألارتريون في الجيش السوداني كما قدم كل من حامد همد بلتوبياي ومحمد شيخ داؤود وسيدنا سليمان دعما متواصلاً للقائد عواتي تمثلت في الأغذية والملابس والمعلومات وعدد سبع (٧) بنادق قديمة. وفي عام ١٩٦٢ في (ابو حشيلا شكور) تم أول اجتماع عام للمقاتلين بعد ان انضم اليهم عدد ممن كانوا في في الجيش السوداني وغيرهم من المواطنين وهم:-
١. محمد إدريس حاج
٢. محمد عمر ابو طيارة
٣. عمر حامد ازاز
٤. عثمان ابو شنب
٥. آدم حامد قندفل
٦. كبوب حجاج
٧. محمد آدم ادريس
٨. محمد علي ابو رجيلة
٩. محمد ابراهيم بهدوراي
١٠. كشه محمد كشه
ويعتبر هؤلاء الدفعة الأولي التي التحقت بالقائد عواتي بعد معركة الثلاث ويطلق عليهم اليوم (الرعيل الأول) وكان الشهيد (طاهر سالم) هو قائد هذه المجموعة في السودان وراسها المفكر ولكنة لم يلتحق بجيش التحرير في تلك المرحلة نظراً لوجوده في خدمة الجيش السوداني وقد التحق في عام ١٩٦٣ بجيش التحرير الإرتري.
وفي اجتماع (ابو حشيلا) تم تقسيم الجيش الي أربع فاصائل بقيادة حامد عواتي كقائد عام وعلي راس كل فصيلة قائد من اولئك القادمين من الجيش السوداني .وتم فيما بعد تشكيل قيادة للجيش تولي فيها (حامد عواتي) مهمة القائد العام ومحمد ادريس حاج نائباً له وبعد استشهاده عين طاهر سالم نائباً ثم محمد عمر ابو طياره.
ولكن القدر لم يمهل القائد عواتي طويلاً فقد استشهد يوم ١٩٦٢/٦/٢٦ والمرجح ان سبب الوفاة كان هبوطاً في القلب.
لقد تميزت فترة ١٩٦١-١٩٦٥ بأنها فترة استقطاب الجماهير وتعبئتها وأحياء القضية الوطنية مرة ثانية علي المستوي الدولي ومن اهم المعارك في تلك المرحلة:-
١) عملية أغردات الفدائية عام في ١٩٦٢/٧/١٢ حيث قتل اكثر من ٣٨ شخصا من بينهم وزراء ومسؤلون في الحكومة الإثيوبية.
٢) عملية هيكوته الفدائية عام ١٩٦٣ وكانت جريئة ومتقنة في تخطيطها وتنفيذها وغنم الثوار اكثر من خمسين قطعة من بينها (برين).
٣) معركة شعب - وغنم فيها الثوار ايضا اسلحة كثيرة.
٤) معركة تقوريا ١٩٦٤/٣/١٥ وهي اول معركة ضد الجيش الإثيوبي حيث كانت المعارك حتي ذلك التاريخ تدور ضد قوات الشرطة والقوات الخاصة من الارتريين الذين استخدمتهم اثيوبيا ضد الثورة. كانت معركة (تقوريا) نقطة تحول في أساليب قتال جيش التحرير وفي مستوي التحاق اعداد كبيرة من الشباب الي الثورة بعد ذلك الانتصار.
وقد اثبتت التجربة العسكرية من ١٩٦١-١٩٦٥ بان ما طبقة القائد حامد عواتي ورفاقه من اسلوب حرب العصابات كان إبداعا عسكرياً إرتريا لقوانين حرب العصابات، وكان لشخصية القائد حامد عواتي التاريخية دوراً اساسياً في ارساء تقاليد البطولة الإرترية ونكران ألذات، بالرغم من احتياجات القتال الأساسية كالذخيرة والأدوية وكان مصدر تسليحهم الأساسي هو العدو الإثيوبي ان انتشار الثورة جغرافياً وتوسيع القاعدة البشرية يطرح تلقائياً دور العمل السياسي باعتبارة العنصر الحاسم في تطوير العمل العسكري وتنظيم وتعبئة الجماهيروهنا يجيء دور القيادة السياسية ان القيادة التاريخية لجبهة التحرير الإرترية (المجلس الأعلى) بحكم طبيعة واسلوب تكوينها وبعدها عن ارض المعركة لم تستطع أن توفر للتجربة العسكرية – السياسية الوليدة الظروف السياسية والأسس الصحيحة التي تمكنها من الانطلاق بثبات لذا فأن المجلس بالرغم من اهتمامه بجلب بعض المساعدات المادية والعسكرية والأنصال بالدول إلا انه أهمل وبشكل واضح معالجة القضايا السياسية والاجتماعية التي برزت مع تطور الثورة - مما ادي الي تنامي التناقضات الطائفية والعشائرية - والإقليمية.
وكان القائد عواتي بحكم شخصيته القيادية الفذة وتمتعه باحترام الجميع قادراً علي حسم الكثير من القضايا ومعالجة الاموربافق واسع ونظره عميقة تعكس فهما متقدماً لطبيعة المجتمع الإرتري – لكن استشهاده المبكر ترك فراغاً كبيراً علي مستوي القيادة وبدأت تبرز مظاهر التنافس الشخصي بين القيادات العسكرية مما أدي إلي تكوين مراكز ثقل قام المجلس الأعلى باحتضانها وتشجيعها وفقاً لحسابات أعضائه وصراعا تهم الشخصية.
شعر - عــمر جــابر:
عواتي جاء..
يحمل أكاليل الورد لنا باقات
جاء عواتي
فليل العهد الاسود مات
وسقطت أصنام وشعارات
تنتصب رؤوس وترتفع الرايات
عواتي جاء..
يكنس نفايات العصر
يكتب لنا ميلاد الفجر
جاء الرمح الاسمر لهيبا يمزق
وجه الأعداء
جاء الوعد الأخضر يبعث فينا
الأشياء
يشق في ظلمة الليل طريقا
يكون للمدفع والاعصار صديقا
جاء يدك حصون الفوضى
جاء لينعي الاحياء الموتى
عواتي.. عواتي
جئت هتافا ضد الهمس
تصنع حاضرا يسقط أمس
وغداً..
تحمل في كفيك الشمس
كنت شعاعاً
وكنت السهم
أنت الشيخ.. وانت الراهب
وانت الدم
قسما نمضي نترسم درب خطاك
وستحيا أبدا تتجدد ذكراك
تبعث حيا في الارض قبل سماء
ونحن نهتف أبداً
جاء عواتي
عواتي جاء