تكوين حزب الشعب الثوري الارتري السري الذي كان يقود الجبهة الشعبية
تأليف المناضل: احمد طاهر بادوري المصدر: كتاب 'إرتريا رحلة في الذاكرة' ص:١٤٤–١٤٦
يذكر احمد طاهر بادوري، تمت الاستعدادات وتم تجهيز كل شئ للاجتماع التأسيسي وكان في المنطقة الوسطي من سلسلة جبل قدم
في موقع مرتفع مغطي بغابة من الاشجارالكبيرة الوارقة والخضراء. تنادينا سرا في ظلام الليل للتوجه الي ذالك المكان برفقة ابوبكر محمد حسن... وعند الصباح البكر تقاطر الرفاق وحين اكتمل العدد تناولنا وجبة الافطار والشاي. بعد ذالك دعينا الي مانسميه اليوم قاعة الاجتماعات وافتتحت الجلسة الاولي في صبيحة يوم ٤-٤-١٩٧١ من قبل الشهيد ابوبكر الذي تلي. علينا رؤوس مواضيع اللاجندة لمناقشتها والتصديق عليها.
وافق عليها الجميع دون زيادة او تعديل. كان عدد الحضور متواضع جدا وذاك للسرية التي احيط بها الحدث، وكن ذالك بموافقة الرفاق الاعضاء السريين المنضوين في خلاية البؤرة الثورية التي تكونت في جنوب دنكاليا.
لقد كان ذاك العدد يمثل النخبة الديمقراطية في الجانين. اذكر منم حسب الاهمية والموضع التننظيمي لكلا الجانبين (مجموعة دنكاليا ومجموعة اسياس او علا)، محمد علي عمرو، اسياس افورقي، رمضان محمد نور، الشهيد ابوبكر محد قاضي، محمود احمد محمود (شريفو)، مسفن حقوص، ابراهيم علي عافة، علي سيدعبدالله، معشو امباي، احمد محمد نورهلال، احمد صالح القيسي، احمد طاهر بادوري.
تراس الاجتماع رمضان محمد نور وقدم الوثائق التأسيسية وهي ورقة واسعة تضمنت التحليل السياسي للظروف الراهنة التي عقد في ظلها الاجتماع التأسيسي للحزب، والاوضاع الخاصة المحيطة بالثورة عموما والروئ والفكر السياسي والايديولوجي الذي سيقوم عليه التنظيم الحزبي والجبهوي. كما طرحت مسودة دستور الحزب، ووثيقة المبادئ الحزبية، والهيكل التنظمي له ومبدأ القيادة القائمة علي الديمقراطية المركزية.
لقد تم مناقشة جميع الوثائق في جلسات عديدة واجريت فيها بعد التعديلات، والاضافات الدرورية ثم جرت المصادقة عليها بالاجماع، اماتشيكلة الهيكل التنظيمي واسم الحزب فقد اخذت مايكفيها من النقاش وتم تشيكل قياد مؤقتة للحزب من ثلاثة اعضاء وهم: رمضان محمد نور واسياس افورقي وابوبكرمحمد حسن، كما عدلت تسمية الحزب من 'الحزب الشيوعي الارتري'، والتي كانت حسب اعتقادي علي غرار الحزب الشيوعي السوداني، الي 'حزب الشعب الثوري الارتري'، تيمننا ب 'حزب الشعب الثوري‘ الفيتنامي.
لقد كان ذالك ايضا من باب الحرص علي سرية الحزب الوليد، وتفاديا للحساسية والنفوروالشكوك التي يمكن ان يسيرها هذا الاسم، "الشيوعي" لدي عامة الشعب والمقاتلين اذا ما كشف امره في مرحلة ما من المراحل. وقد كانت سرية التنظيم الثوري تقتضي نظاما انضباطيا سارما واسلوب تجنيد في قاية الدقة والحذر.
وهكذا تم تسليم الحزب لي اسياس افورقي في طبق من ذهب ليستخدمه في مصلحته الخاصة بالرغم من انه لم يكن له ولمجموعته دورا في التأسيس.
وكان اسياس الشخص الوحيد الذي حضر من مجموعته اي مجموعة علا او سلفي ناظنت، اذ ان مسفن حقوص ومعشو امباي كانو مع مجموعة قوات التحريرالشعبية الجناح الاول اي مجموعة دنكاليا.