يوميات من الثورة الإرترية - الحادية عشرة
بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة
نتابع ما كتبناه في الحلقات السابقة من الوساطة الأمريكية
ملاحظة: إن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر كان قد اختار مسبقا وضمنيا الرئيس الأفريقي (دانيال أراب موي) رئيس كينيا لهذا العمل وإن كل هذا الكلام من أجل إطفاء الصيغة الديمقراطية لعمله.
الاقتراح النهائي للتسوية:
سيكون هناك سبعة مراقبين وستتم دعوة آخرين، ويمكن لكل فريق أن يختار مراقبين اثنين دون قيد ودون ممانعة من الجانب الآخر أما الثلاثة الآخرين فتتم دعوتهم بالاتفاق المتبادل بين الفريقين ويمكن أيضا تمثيل دول أخرى بواسطة مراقبين بالاتفاق المتبادل بين الجانبين على أن لا يكون هناك أي طرف عربي...؟
1. توافق الجبهة الشعبية على عدم إبداء أي تحفظ أو ممانعة بشأن الخيار غير المقيد وأن المراقبين سيقومون بمهامهم كشهود وكانت الجبهة الشعبية تصر على أن يقوم مركز كارتر وغيرها بتأمين عناصر السكرتارية.
2. يصر الجانب الإثيوبي على أن نائب الرئيس سيختار من عناصر السكرتارية الذين يستخدمون بصفتهم الفردية.
3. قال كارتر بالرغم من أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق تام حول الأمور أثناء المباحثات الأولية في أتلانتا فإن الجانبين وافقا على الاستمرار في هذه الجهود وقد تم تفويضي لتحديد وقت ومكان المباحثات المقبلة وأنني أفضل استمهال جهود السلام هذه لغاية 1989/11/18 حيث سيعقد اجتماعا أخر في نيروبي عاصمة كينيا وفي هذا الأثناء يطلب من الجانبين السعي إلى اتفاق حول المواضيع المتبقة وتقديم لائحة المراقبين والاتفاق على الزعيم الإفريقي الذي يعمل معي ضمن إطار المباحثات الرئيسية.
هذا ما جاء في البلاغ النهائي والذي صدر في أتلانتا ومن القراءة الأولية له يلاحظ المرء أنه يخلو من أي اتجاه للوجود العربي، كما نلاحظ أن الجبهة الشعبية تمشي وترسخ أقدامها وأخواني ورفاقي في الفصائل الأخرى يتناحرون وإلى حد أن وصل الموقف بينهم إلى الاقتتالل مثالا على ذلك أقدم لكم الآتي:
في 1991/3/20 أرسل لي الأخ... رسالة يقول فيها الآتي:
الأخ العزيز أحمد أبو سعدة المحترم.
أرجو أن تكون بخير وفي تمام الصحة والعافية مع بقية الأخوان الكرام.
عزيزي:
لقد وصلت إلى الخرطوم من كسلا للاتصال بكم ووضعكم في الصورة عن آخر تطورات تنظيمنا لاسيما بعد اكتشاف شبكة للتجسس والتخريب مرتبة مع الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا والغريب أشد الاستغراب بالأمر أن هذه الشبكة شملت عناصر قيادية من التنظيم وعلى رأسها (محمد أبو بكر جمع) رئيس المكتب العسكري سابقا وبعض القياديين من المجلس الوطني في حدود الستة أشخاص وعددا من القادة وأن اللجنة التنفيذية اتخذت الإجراءات الوقائية والتنظيمية نحوهم وأصدرت قرارا بفصلهم من التنظيم وسوف تتم محاكمة العناصر المتآمرة لاحقا لأخذ التنظيم حقه.
الأخ أحمد: الوضع داخل...
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة