شمس الحريّة المناضل الوطنى البطل الشهيد محمد سعيد إبراهيم شمسي ورفاقه الأبطال - الجزء الاول
بقلم الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - كاتب ومؤرخ إرتري، المملكة المتّحدة
أولا: وقبل البدأ فى السيرة العطرة للمناضل الشهيد (شمسى) أريد أن أشكر أخى وصديقى
(إبراهيم يحيى شمسى) الذى عاوننى فى جمع سيرة شهيد إرتريا و(شعب) المناضل (محمد سعيد إبراهيم شمسى)، وجمعنى بحفيدة (الشّهيد شمسى) (أم محمود) أسمع منها عن حياة المناضل البطل.
ولكن هذه المرّة جهّز صديقى (إبراهيم شمسى) نفسه عند زيارة الأهل فى السعودية، وعاونه أحفاد شمسى فى مدينة (جدّة) فى مقابلة العم (محمود أحمد شمسى) إبن عم الشهيد وهو الأقرب إليه فى العمر وعاش تجربة الشهيد شمسى فى فترة المطاردة من القوات الإثيوبية فى شمال دنكاليا الحبيبة إلى القلب والثورة.
فأهدى لى ولكم هذه الصورة النّادرة للشهيد، وتسجيل صوتى يحكى فيه ما قارب على الساعة أو يزيد ممّا أعانته به الذاكّرة، حكى فيه الكثير، عن تلك الأيّام الخوالى، بالرّغم من تقدّم السّن.
وباسمى واسمكم أشكر الأب (محمّود أحمد شمسى) ويسلم قلبه الذّى حفظ لنا هذا الجزء من تلك الدّرر... وبما أنّنى أصبحت أؤمن بأنّ أدبيات الثورة نقلت لنا جزء عظيم من تأريخ الآباء والأعمام ومناضلينا الأشاوس، من الرّعيل الأوّل وكلّ صنّاع الوطن.. إلا أنّ الحال اليوم يفرض علينا أكثر ممّا مضى، حفظ تأريخهم وتدوينه، ومعرفة المزيد ممّا لم يذكر ولم يدوّن حتّى الآن، لأن تأريخ الوطن هو تأريخ هؤلاء الرّموز الأفذاذ، حتّى وإن كانت حكايات من الأمّهات والحبوبات، يجب أت تدوّن لأنّ الوطن من تفاصيل حياتهم، يستمدّ حياته ووجوده، وحينها نضع فى صحائف تأريخنا ما صحّ منها وتكون مادة للرواة، وصنّاع الأفلام الوثائقية.
ثانيا: أريد أن يسمح لى بالتنويه بأنّ المناضل (محمّد سعيد ناود) يعزى قصّة الخروج الكبير لشرطة مدينة (مصوّع) إلى عمل نظّمته وقادته (حركة تحرير إرتريا) وينسب أيضا لـ (حركة تحرير إرتريا) قصّة الخروج الثانية لشرطة الإقليم الشّرقى فى إرتريا بكامله فى العام 1963 والتى لم توفّق، وأحرفنا المتواضعة هنا ماهى إلاّ تدوين للأحداث قدر المستطاع بعيدا عن الخوض فى صراع الـ(جبهة) والـ (حركة).
ثالثا: ليسمح لى القارئ فى نقلى المتصرّف من المراجع التى إستعملتها.. لتوسيع المعنى والمغزى حينا و للإختصار إحيانا أخرى.
شمسى هو: (محمّد سعيد إبراهيم شمسى) من عائلة (آلشمسى) المشهورة والمنتشرة فى كثير من بقاع إرتريا وخاصة فى مديرية (سمهر) أى (مصوّع، دخنو، قندع) و شمال وغرب مديريّة (سنحيت) ومدينة حقات خاصّة، على بعد 25 كيلو مترا غربا من مدينة (كرن) منهم الشيخ (إبراهيم شمسى) رحمه الله، والشيخ (محمّد نور شمسى) الّذى يعيش فيها حتى اللحظة شيخا وإماما لمسجدها، مع من تبقّى من(آل شمسى).
يقول العم (محمود أحمد شمسى)... ولد (محمّد سعيد) فى مدينة (قندع) فى بداية الثلاثينيات من القرن الماضى من والده (إبراهيم) ووالدته من عائلة (بيت حالى) المشهورة فى مديرية (سمهر) كافّة وبحكم وجود جزء من أسرته فى (دخنو) (حرقيقو) كان يأتى مرارا إلى هناك لزيارةأهله وأبناء عمومته، وبحكم سكنى وميلادى فيها كنت أعرفه وأقابله دوما.
درس القرآن على يد شيوخ (قندع) ثمّ درس فى المدرسة الحكوميّة، كان بجانب لغته (التّغرى) يتحدّث العربية واللغة الإنجليزيّة بمستوى جيّد، ثم أنتسب فى عهد الإدارة البريطانية إلى قوات الشّرطة، القوات المعروفة حينها بـ (فيلد فورس) (الكاتب: هى قوات الشرطة الميدانية) وفى عهد الكتلة الإستقلالية كان الشّهيد شمسى ممّن ينقلون المعلومات إلى أحرار إرتريا المناهضين للإنضمام إلى إثيوبيا ومن المتابعين بقوّة لتحرّكات الـ (شفتا) التابعة والمؤتمرة لحزب (الإنضمام إلى إثيوبيا).
يقول الأب (محمود أحمد شمسى)... وفى فترة العهد الفدرالى نقل إلى العمل فى ميناء (عصب) ويقول: "كان شمسى يشمئزّ من التعامل مع الوافدين الجدد (الأمحرا) كأى إرترى حرّ وشرطىّ أبىّ وحامى حمى.. فعندما أرسلت إثيوبيا عسكرها إلى كلّ المرافق، كان أحد الضباط (الأمحرا) يتدخّل فى كلّ شاردة وواردة فى شؤون عمل الشرطة فى مدينة (عصب) فما كان من الشهيد (شمسى) إلاّ أن حذّره مرات وبقوّة، وفى إحدى الأيّام تلاسن الضابط الأمحراوى هذا مع الشهيد (شمسى) فما كان من شمسى إلاّ أن أشبعه ضربا حتّى فقد على إثرها الوعىّ ونقل إلى المستشفى، ولولا لطف الله وتدخّل رفاق شمسى ربّما لكان قتله، وقبض على (محمّد سعيد شمسى) وأودع السّجن، رحم الله محمّد سعيد كان حاميا، و كان شجاعا" ومن ثمّ نقل الشّهيد فى نفس فترة الحكم الفدرالى للعمل فى مدينة (مصوّع).
قصّة الخروج الكبير:
يقول الأب (محمود أحمد شمسى).. نسبة لإستيلاء الإثيوبين على إرتريا بعد القرار الكاذب من البرلمان بتأريخ 14 نوفيمبر 1962، بدأ شمسى يتململ، ويتوق إلى عمل ما ومنها فكرة الخروج إلى الجبال، وبعيد إغتيال الجنرال (تدلا عقبيت) إتفق (شمسى) وبعض رفاقه للخروج للثّورة، وعلى رأسهم الشّهيد (قمحط إدريس) والشهيد (عمر ناصر على شوم). وعند الخروج إنقسموا إلى مجموعتين واحدة يقودها (شمسى) والأخرى يقودها (قمحط إدريس) وكانوا قد إتّفقوا على الإستيلاء على سلاح الحامية وشحنه على (سيارة أجرة) تاكسى وكان سائق التاكسى هذا إسمه (عندى إدريس) ليوصلهم بعيدا إلى مكان إتّفقوا عليه فى طريق (حرقيقو - زولا) ولكن إنكشف أمرهم ولا حقتهم إثيوبيا وإستشهد الشجاع (قمحط إدريس).
يقول الكاتب الكبير: (محمّد سعيد ناود "(1) عندما إستولت إثيوبيا على إرتريا فى الجلسة البرلمانية الكاذبة و المشؤومة واصبحت إرتريا المقاطعة الرابعة عشر، لئلا يصاب الشعب الإرترى بالهزيمة، قرّرنا أن نفضح الإدعاءات الإثيوبية بأن الشعب الإرترى لم يقبل بالإتحاد مع إثيوبيا وأن الذى حصل ما هو إلا مؤامرة حبكتها إثيوبيا، فأخرجنا مظاهرات عارمة فى كلّ أنحاء الوطن للإحتجاج على الضّم" ثم يقول: "وقبل أن يفيق الإثيوبيين من صدمة المظاهرات العارمة، تقرّر إخراج البوليس بكامل أسلحتهم من (مصوّع) وذلك كان حدثا لم تتوقّعه إثيوبيا، وخاصة مصوع فقد كانت قد جرت فيها ثلاث مظاهرات متتالية قبل خروج البوليس وكانت قد شلّت الحركة فى المدينة وأقفلت الحوانيت والمرافق العامة.
ويمضى ليقول "ولتنظيم عمليّة خروج البوليس من (مصوّع) فقد حضر من أسمرا (محمود إسماعيل) ومعه (إبراهيم آدم) عضو (حركة تحرير إرتريا) وكان من رجال الشّرطة العاملين فى أسمرا، وقام أيضا (محمّد عبدو) بأدوار مهمّة وهو من العناصر المدنيّة، الأساسيّة فى فرع الحركة فى مدينة (مصوّع) أما العناصر الأساسية فى بوليس مصوّع فكانو: البيت جاويش (عمر ناصر على شوم) والبيت جاويش (محمد سعيد شمسى) الأمباشى (قمحط إدريس)...
كان (محمد سعيد شمسى) مسؤلا عن مخازن الأسلحة فى شرطة مدينة مصوع والتى كان هدفنا فى إنجاح العملية، وكان (شمسى) بعد إنتهاء الدوام يسلم المفتاح للضابط المناوب، وفى أحدى الأيام وكجزء من العمليّة قام (شمسى) أثناء الدوام بالذهاب إلى السوق ونسخ المفتاح، وأعاد النسخة الأصلية إلى الضابط المسؤول، وبعد أن أصبح مفتاح المخزن فى يد المجوعة بدأ ورفاقه، فى تنظيم أنفسهم وتحديد ساعة الصفرلتنفيذ العمليّة.
العناصر العسكرية الأخرى التى شاركت فى العمليّة هى التّالى أسماؤها:-
1. أحمدين إسماعيل
2. إبراهيم آدم
3. إحمدين على
4. محمد نور
5. الجاويش محمد داؤود عضو (حركة تحرير إرتريا) من منطقة (فرو) وكان من المفترض أن يخرج ومعه جهاز (اللاسلكى) الحكومى والذى كان هو المسؤول عنه، ولكن لخطأ فى التوقيت لم يخرج معهم.
شاركت أيضا عناصر مدنية فى تلك العملية نذكر منهم:-
1. محمد ناصر
2. محمد سليمان
3. عبالقادر حاج حسين
4. أحمد إسماعيل
5. محمود دين شفا
6. إدريس بقونى
7. آدم على
8. سعيد أحمد
9. صالح بورى
10. آدم صالح
11. صالح شوم
12. محمود عثمان
13. أحمد عمردين محمد
14. محمود محمد دين
15. إدريس أحمد
16. صالح إبراهيم.
وبعد أن إمتلك الثّوار مفتاح مخزن السلاح لم يبقى أمامهم إلاّ الخروج وبالسلاح سرّا، ودون أن يلحظ بخروجهم أحدا.. و تطوّع سائق التاكسى (عندى إدريس الدنكلى) وهو عضو الـ (حركة) أن يحمل السلاح فى التاكسى إلى النقطة التى يحددونها له، وفعلا كانت نقطة التجمع هى منطقة (حدليت) والتى تقع على بعد 50 كيلو مترا جنوب مصوّع...والنقطة الثانية والملحة قبيل التحرّك، كانت ضمان أن يكون أعضاء الحراسة من أعضاء الحركة فى لحظة إتمام العملية... وجاءت ساعة التنفيذ فتحددت بيوم 19-12-1962 والساعة الثانية عشرة ليلا.
وزحفت الجموع نحو نقطة التّجمّع إلى منطقة (حدليت) على طريق (زولا - إرافلى) كما طلب منها..وإنتظار الإشارة، وهى ضوء السيّارة إضاءة ثم إطفاء ثلاث مرات متتالية.
ومن ثم تحرك الشّهيد (شمسى) والشّهيد (قمحد) ومعهم المفتاح وثالثهم (عندى إدريس) سائق التاكسى إلى الهدف (المخزن). وعند وصولهم إلى مخازن الأسلحة فوجئوا بمالم يكن فى الحسبان، تغيّرت عناصر الحراسة.. بعناصر لم تكن من الحركة.. ولكنّ الشّهيدين تصرّفا بكل هدوء وألقيا التّحيّة.. لحظات وبعدها أشهر (شمسى وقمحد) السلاح على عناصر الحراسة، قائلين: إن بدرت منكم أى حركة فمصيركم الموت!!! نحن إرتريون أحرار!!! نريد الخروج بالأسلحة إلى الجبال لنصرة قضيتنا!!! فعليكما الإختيار بين الإنضمام إلينا أو الموت!! فوافق أعضاء الحراسة بالإنضمام إلى المجموعة تحت تهديد السّلاح، وفى الحال فتحت المخازن و شحنت الأسلحة على التاكسى.
وكانت كمية الأسلحة التى إستولوا عليها:-
1. إثنين برين إنجليزى
2. (30) بندقيّة أبو عشرة
3. (12) مسدّسا
4. (5000) طلقة
5. خمسة قنابل وكان الإتفاق مع (عندى إدريس) إذا قبض عليه يجب أن يقول أنه لا يعرف شيئا عن الثورة، وإنّما رجال من الشرطة حملوه السلاح وأوصلهم إلى مكان ما أرادوا، لأنّهم رجال الدّولة ومسلّحون، وكان يعتقد أنهم فى مهمة حكومية، وبعد أن أوصلهم (عندى إدريس الدنكلى) إلى (حدليت) واصل الثوار فى السّير ليبتعدوا قدر الإمكان من (مصوّع) حتى ظهيرة اليوم التالى.. وفى ظّهيرة اليوم الثّانى، جلسوا لأخذ قسطا من الرّاحة وليطعموا أنفسهم، فذبحوا كبشا، إشتروه من المواطنين، وبدأو فى إعداد الطّعام، وأثناء ذالك ودون أن ينتبه أحد هرب الإثنان رجال الحراسة الذين أخذوا بالقوة عائدين إلى (مصوّع).
وبوصول رجلى الحراسة إلى مصوّع إنقلبت مدينة (مصوّع) رأسا على عقب.. لأنّ الإثنين، أدليا بمعلومات تفصيلية للحكومة كان آخطرها الإتّجاه الّذى سلكته المجموعة عند خروجها من مصوّع، وفى الحال قامت إثيوبيا بتحريك قوة قوامها (800) جندى بعد أن جمعتهم من مختلف النقاط والمراكز ووضعت على رأس تلك القوّة، ضباطا برتب عسكريّة عالية، وبدأت قوات المطاردة تزحف نحو (حدليت) فى شكل كمّاشة، بجناحين وقلب، تتحرّك لمحاصرة القوّة التى خرجت، لتبيدها، وكلفت الحكومة، الجاويش (على) من منطقة عمله فى (إرافلى) فى شمال (دنكاليا) على رأس فصيلة للمشاركة فى المطاردة، فواجه (الجاويش) إمتحانا فى وطنيته وحرجا فى موقفه وكان عليه الإختيار بين المهنة والوطن...، لأنّه إرترى غيور على أرضه وشعبه،... فما كان منه إلاّ أن إتصل بعضو الحركة والذى كان فى (إرافلى) حينها (أحمد أمريكانى) وطلب منه، أن يحرّك شخصا مأمونا فى الحال وفى الإتّجاه الذى سوف تسلكه (قوات المطاردة) ليقول للمشائخ وللمواطنيين: إذا سألتهم قوات المطاردة، عن وجهة القوة التى خرجت من مصوّع، ليخبروهم بأنّ القوّة إتّجهت إلى المديريّة الغربيّة.. حتّى تخفّ المطاردة عنهم... ولكن حصل المحظور ووقعت المواجهة الأولى فى قرية (سعيْتو دقّى) فى شمال دنكاليا وفى الطّريق بين مدينة مصوّع وإرافلى... وإستشهد البطل (قمحد إدريس)...
وإستلم القيادة بعد الشهيد (قمحد إدريس) الشّهيد (محمد سعيد إبراهيم شمسى) فقد رآى أن لا سبيل فى الإستمرار فى القتال، فقرّر دفن السلاح، و ثمّ التوجه إلى الجزيرة العربية لمعاودة الكرّة، وفى ظلّ ظروف أحسن... حتّى يخرج العدوّ المغتصب من أرضنا الطّاهرة.. و كانت فى تلك السّاعات الصّعبة، القوات الإثيوبية قد تمكّنت من أسر بعض الثوار من القوة، وما يمكن أن يقال فى نهاية الأمر، أنّ القوة أدت دورها وأن خروجها إنتشر فى كلّ بقاع إرتريا... وفهمت إثيوبيا أنّ الشعب الإرترى لا ولن يستكين، وسوف لن يسكت على الإعتداء والإستيلاء الغاشم، وأنّ الإرترى سوف لن يحمل سلاح إثيوبيا لقتل إخوته وشعبه، بل سوف يوجّه هذا السّلاح عاجلا أو آجلا إلى صدور الجيش الإثيوبى". (2)
وتلك الإنتفاضة كانت لإثيوبيا ولكلّ الأجيال القادمة فى إرتريا درسا وإمتحان للإرادة، ولكن لسوء حظّنا لم تستطع إثيوبيا فهم الرّسالة وقتها، ومن فهم الرّسالة منهم وأراد أن يقول: أوقفوا الظّلم!!! أوقفوا القهر!! أقفوا الحرب! أقفوا النّزيف... أوقفوها كلّها لأنّها أوبئة قاتلة مثل الطّاعون والعياذ بالله، لا تعرف الحاكم والمحكوم، ولا تفرّق بين الثّرى والفقير، إنّها مثل الطوفان قد تؤذينا وتؤذى الكلّ!!! منهم البرقادير جنرال (منقستو نواى، وشقيقه العقيد جرماى نواى)، كان نصيبهم الرّجم والقتل والسّحل والشّنق، ولكنهم تركوا رسالة مفتوحة لمن أتى من أجيال إثيوبيا بعدهم، وهى: أنّ الظلم لا بدّ أن يزول وزائل!!! ولذالك كان الثّمن فادحا وعظيما لنا ولإثيوبيا، فقدنا أرواحا طاهرة كان يمكن إدّخارها، للبناء والتعمير، ووفّرنا كلّ الويلات وكلّ العذاب، والفوضى، أمّا هم فمن جرّاء الحرب التى أعلنوها، على الشعب الإرترى أصبحوا من أفقر دول العالم، يتضرّر شعبهم جوعا وعطشا،، ومات ملكهم المفدّى ميتة الجرذان، ودفنه أحد (فراعينهم) تحت مقعده، حتّى يضمن، أنه قد مات وأنه لا يملك (سبعة أرواح) ولئلا يجعل البسطاء من قبره مزارا وما أكثرهم فى بلد تحكمه الشّعوذة وقانون كهنوتى سمّوه الـ (كبرى نقّستات).. وتعنى (مناقب الملوك)... أو (جلال الملوك) لمــُلْك فقد كلّ مقوّمات الهيْبة والجلال.
الهوامش:
1. كتاب (حركة تحرير إرتريا - الحقيقة والتأريخ) صـ 213
2. نفس المرجع أعلاه صـ 218-222
تـابـعـونـا... في الجزء القادم
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.