ذكرى استشهاد البطل عمر آدم

بقلم الأستاذ: عمر صالح عبدالله شوم حسب الله - كاتب ارتري

عمر آدم ثورة تترجل

استفتاء وطن تداعى

قاده من للشجاعة أظهر

شهيد

فتحو الطريق لنصرة
كل من دعا كي نتحرر

قَبِل الطليان استقلالنا
لكن العدو لاعلانه تأخر

أرادو إستفتاءاً لأن
اثيوبيا لشعبنا دوماً تحقر

خطٔطَ المستعمر معها
وبمحفل صليب تجمهر

أغلقوا صحف واحزاب
وسفكوا الدماء بل اكثر

أبو إن رأوا كرهنا
لوحدة مع اثيوبيا يظهر

بدا ممثل الامبراطور
زاهل يتقدم مرةً ويتقهقر

ولهم عمر آدم قد انبرا
يعلن إعتراضه ويجهر

تسائل الممثل غضباً
من يجرؤ على قتل العسكر

من ذا يريد منع
لقائي بمن للوحدة قرر

انه عمر بسجاله
جعل القلوب به تفخر

حر بنضاله ونباله
ومصير شعبنا به قد تقرر

حارب فكرة دمجنا
بمجتمع تطاول علينا وتجبر

عمر آدم اول شهيد
سجل اسمه في المحضر

أفنى بفصيله وحراكه
كل عدو لقتالنا قد تعسكر

فرٔق فلول عصابتهم
ولسطوة مجتمع اظهر

استشهاده اطلق ثورة
زادت من حضورهم أكثر

ضرباتهم اوجعت من
فرح باستشهاده وتبختر

لا يبالي إبن اساور
صنديد كأهله قد تحرر

ماعلموا حتى رأوا
أمراً ازهل قلوبهم وحذر

وما اعجبني سوى
تجاهل بطل للعدو ينحر

لِما ثورة الفاتح لم
تنبش تاريخنا كي يظهر

ملاحم ثورة ضاربة
بجزورها في بحر أحمر

صمود ابناءها سجلُ
إخفاءه جريمة لا تغفر

وكذا من لا يجهل
لكنه للتزوير وقته أهدر

تاريخنا عِلمُ اضاء
ظلمة الجهل بنا واخْطَرْ

لسنا لسنا لذلك نتعصب
او بتراثنا وارثنا نتكبر

بل الحق نرجو ولا
لغيره نتحلق او نتحسر

مناسبة القصيدة:

هو ذكرى استشهاد البطل عمر آدم الذي أشعل ثورة على اثيوبيا وعملاءها من مجتمع الصليب.. الذين تحلقوا حول الوطن لإجهاض رفضه للوحدة مع اثيوبيا ومحاولة خلق مبررات واهية تعكس ضعف مجتمعنا وعدم قدرته على ادارة دولته بنفسه وزيفوا حاجة الوطن للاستقلال وأغلقوا كل الصحف والاحزاب التي تنادي بالاستقلال.

ثم ظنوا أن المجتمع الارتري قد وضع في نار هادئة للبدء في طبخ وجبة الوحدة مع اثيوبيا واستقبال الوفود المتجمهرة لمباركة الممثل على جهوده من أجل الوحدة.. ثم فجأة من حيث لا يحتسبون انبرى لهم من ارعبهم وأعادهم الى أدراجهم ومنعهم من لقاء ممثل الامبراطور.. في خطوة ثورية متقدمة إستخدم فيها الشهيد عمر آدم ومن معه من ابناء أساور لا يتجاوز عددهم أصابع اليد.. أسلحة خفيفة وقنابل ومتفجرات اعترض بها خطط تذويب مطالب مجتمعنا في أن تستقل إرادته وتكتمل سيادته إسوة بالدولتان الشقيقتان ليبيا والصومال اللتان استعمرتا من قبل إيطاليا وكانت ارتريا هي الدولة الثالثة التي منحتها ايطاليا استقلالها لولا ان انجلترا علقت القرار بوحي من الامبراطور الاثيوبي هيلي فلاشا (سلاسي).

وقد تآمر العدو وترصد خطوات البطل حتى تمكن من رصده واصابته برصاص قناص من ابناء التقراي وهو أحد أفراد العصابات التي جاءت بها اثيوبيا للنيل من دعاة الاستقلال.. وما إن انتشر خبر إستشهاد البطل عمر آدم بطلقة غادرة من الخلف.. حتى تجمع أبناء عمومته من الساحل وكل صوب.. لنصرة الفصيل الذي يقوده البطل عمر آدم.. فصارت اربع فصائل بدل واحدة.. يقودها كل من البطل قرزماش علي شوم والبطل عمر محمد أللولا والبطل عثمان حجي ناصر.. هذا بالاضافة الى فصيل البطل عمر آدم والذي نابه بعد إستشهاده البطل صالح سليمان.. وهؤلاء الابطال بعد إعلان اثيوبيا العفو على كل الخارجين على القانون لبدء مرحلة جديدة.

سلموا اسلحتهم وقبلوا ان يساهموا في استباب الامن. ونشر السلام في ربوع البلاد لتحقيق نظام يحترم رغبات الشعب الارتري ويحقق مصالحه.. لكن وبعد فوات الاوان يكتشف البطل عثمان حجي ناصر واحدى عشر من الأبطال أن تلك الدعوة للسلام لم تكن سوى مكيدة للتخلص ممن يقاوم ارادة اثيوبيا وبوسائل خبيثة.. عكست تلك الصورة المشانق التي تعلق عليها الابطال بحي عداقا حموس بأسمرا ١٩٥٥م.

وهاهي تدور بنا دورة الزمان لنقرأ تصريحات على الاذاعة الاثيوبية تنادي ليس للوحدة مع إثيوبيا وحسب.. بل لإلغاء الوجود الارتري وانهاء علاقة الاخوة المزعومة بين الشعبين.. لتصبح علاقة سيد مع خادمه.. هذا ماصرحت به دلالات حديثه الذي أدلى به الصحفي الاثيوبي تامرات في حوار مباشر على اذاعة شقر المعروفة.

Top
X

Right Click

No Right Click