المعتقل محمد جمع أري
بقلم مولانا: عبدالله خيار - سويسرا
محمد جمع أري ذلك الشاب المهذب جداً حينما تلتقيه يخاطبك برقة وصوت هادئ النبرة
لا يخلو من الود والمحبة، عرفته بعد التحرير في اسمرا وهو ذلك الشاب المثقف المتسلح بالعلم والمعرفة من ارقي الجامعات في افريقيا.
التحق جمع بالاقسام الفنية للشرطة الارترية وأستطاع أن يكون خبيراً في مجال البصمات ومضاهاة الخطوط والتوقيعات.
أصقل تجربته هذه بالدراسة لمدة عام كامل حينما ابتعثته الشرطة الارترية للدراسة بهولندا، فإكتسب خبرات جديدة وكثيرة في مجال عمله، وعاد بعد ذلك الي أرض الوطن ليساهم كغيره من في بناء الدولة الوليدة، اثبت كفاءته المهنية بين زملائه فكان محل تقدير واحترام الجميع.
كم حزنت حينما علمتُ ان قوات الامن قامت باختطافه يوم 25 نوفمبر 2005 مع كوكبة خيرة من ابناء بلادي.
مضى علي اختفائه القسري اكثر من ١٧ عاماً ولا أحد يعرف مكان احتجازه حتي هذه اللحظة.
كم هو مؤلم أن يحدث هذا لشخص تعرفه عن قرب، وكم من مرة حاولت الكتابة عنه ولكني لم استطيع لان الكتابة تصبح عصية تحت رزيم الحزن وعبرات الاسي.
إن أعداد الاشخاص المختفين قسرياً في اريتريا اكبر مما نتصور يا أخوتي، وتشمل اشخاصاّ من كل شرائح المجتمع الاريتري من طلاب وفلاحين وعمّال ومهندسين ومحامين وقضاة وطيارين وعسكريين وفنيين.
لذا يا أخوتي فلنقف جميعا وقفة جادة للحد من معاناة هؤلاء القابعين خلف الاسوار، لنفعل شيئا ما من اجلهم ، ولنصرخ بالنيابة عنهم لايصال صوتهم الي كل الجهات المعنية حتى يتم اطلاق سراحهم أو تقديمهم لمحاكمات عادلة، نستطيع ان نفعل ذلك اذا قمنا بالضغط علي هذا النظام واعتقد جازماً ان قضية هؤلاء الاشخاص هي القضية الوحيدة التي يمكن ان نتفق حولها لان بين هؤلاء الاشخاص المختفين لنا اخ أو عم أو صديق أو جار، اللهم ردهم جميعاً سالمين الي ذويهم.