المعتقل عبدالرحمن عبدالله يعقوب
بقلم مولانا: عبدالله خيار - سويسرا
عبدالرحمن عبدالله يعقوب، من مواطني مدينة بارنتو، في العشرينات من عمره،
وهو أحد منتسبي الخدمة الوطنية الدفعة الثانية، خاض مع وحدته العديد من المعارك في العام ١٩٩٨، وبعد الحرب استقرت وحدته الفرقة 16 اللواء الثالث في مدينة مندفرا.
في عام 2006 انتقلت وحدته الي منطقة القاش بركة للمشاركة في أعمال الحصاد التي تقوم بها الوحدات العسكرية من فترة الي اخرى، بعد الانتهاء من عمليات الحصاد وهم في طريق عودتهم لمقرهم مروا ببارنتو، إستأذنهم عبدالرحمن بانه سوف يتخلف عنهم في بارنتو لزيارة أسرته ومن ثم سيلحق بهم.
بعد قضاء عدة أيام مع اسرته لم يتمكن عبدالرحمن من العودة سريعاً الي وحدته العسكرية لظروف خاصة به، ذات صباح خرج عبدالرحمن من منزله لشراء بعض المسلتزمات لاسرته الا انه لم يعد الي منزله، تعرض للاختفاء القسري في وضح النهار، دون أن يلاحظ أي أحد ما حدث له في صباح ذلك اليوم.
والده رجل بسيط (رحمه الله) كان يعمل كخياط في المدينة، حينما طالت غيبة إبنه اضطر أن يسافر الي مدينة مندفرا مقر وحدة إبنه رغم صعوبة السفر وتكاليفه بالنسبة له، لم يكن لديه خيار آخر غير أن يفعل ذلك، حينما وصل الي مقر قيادة الوحدة وسألهم عن ابنه، أكدوا له انهم لا يعرفون شئياً عن إبنه من يوم أن تخلف عنهم في بارنتو.
عاد الاب وفي نفسه حسرة وهو حائر ويسأل نفسه أين يكون قد اختفى إبنه؟
لم يهدأ باله وواصل رحلة البحث عن إبنه في أي مكان يمكن أن يتواجد فيه إبنه، ولكن رغم كل هذه الجهود التي بذلها لم يتمكن أن يصل لاية معلومة تفيده بمكان تواجد إبنه، كاّن الأرض قد إنشقت وبلعته، مرت سنوات طويلة علي إختفائه، وما زالت زوجته وإبنيه يترقبون الافق عله يظهر فجاءة كما إختفى، حتى اللحظة أسرته لا تعرف شيئاً عنه ولا مكان إحتجازه، ولكنهم يتمسكون بخيط رفيع من الامل، فالامل هو الشئ الوحيد الذي تبقى لنساء بلادي اللائي ينتظرن أزواجاً قد يعودوا او لا يعودوا، الم أقل لكم أن المرأة الارترية هي أكثر من تضررت من ظاهرة الاختفاء القسري. الله غالب.