المختطاف المعلم نافع ود موس
إعداد: يوم المعتقل الإرتري
كانت بدايته مختلفة، عن رفاقه فإنّه قلّما جلس طالباً للتعليم المتقدّم حيث لم تتح له الفرصة بشكلها الطبيعي،
إلّا أنّه موفقاً في العمل على الإزدياد من التعليم النّظامي الإثيوبي حينها والتعليم الذي يقدّمه المعهد مما جعله يبرز بسرعة فائقة بين أقرانه من الطلاب فأصبح طالباً ومدرّساً في نفس الوقت.
سلك سبيل الأساتذة الكبار، رُوّاد التعليم في الستينات والسبعينات (الذين طوّروا أنفسهم بأنفسهم ومن ثم إستطاعوا أن يؤسّسوا بنية تعليمية جيّدة سطا عليها نظام هيلي سلاسي فدمّرها لإستبدالها بنظامه الخاص).
كان يقرأ في كلّ المجالات وبكلّ اللغات المتاحة له ممّا مكّنه من إجادتها كلّها بأقصى سرعة، كان يعمل بالخمس لغات التي أجادها بتمكّن ممّا جعله إضافة مميّزة في كلّ مكان تواجد فيه، هذا بالإضافة إلى أمكانياته التنظيمية وقدراته على إخراج الأنشطة الطلابية على أكمل وجه حيث كان له الدور القيادي في إعداد الأعمال الخطابية والمسرحية، وربّما إعتبر الأستاذ نافع الشاعر الوحيد الذي كان يكتب بكلّ اللغات التي يجيدها. وأذكر له في هذا السياق كتاباته الخطابية والقصصية والشعرية والمسرحية باللغات المحلية لطلاب فروع معهد اصحاب اليمين الثلاثة.
(معهد لعال ومعهد تحات ومعهد اوالد) وذلك لمساعدتهم في المشاركة بها في الحفلات الختامية للمعاهد...
كان للأستاذ نافع أيضا تأثيره المتميز في المشاركات الرّياضية حيث لعب بإستمرار الدور الأساسي في تأكيد وقوة مشاركات المعهد في المهرجانات التي كانت تنظمها أجهزة التعليم النّظامي والأخرى التي كانت تنظمها الأوقاف والمعاهد. وأذكر أن فريق المعهد الذي كان يقوده الأستاذ نافع قد لعب المباراة النهائية لفرق الكبار مع مدرسة كرن الثانوية في مبارة شهدت الكثير من التكافؤ، بالرغم من أنّ فريق الثانوية كلّه كان مكوّنا من لاعبي الفرق الكبيرة المتميزين وكان لدى فريق المعهد لاعب واحد فقط ممن يشاركون مع الفرق الكبيرة كان على ما أذكر الأخ عبدالرزاق محمد علي شقيق الأستاذ إدريس قرون.
كان للأستاذ نافع ميزة أخرى تتمثّل في الدّهاء المكتسب من العيش تحت ضغط الإستعمار الإثيوبي وإطّلاع كلّ من قرأ وتعلّم بالعربية ومن ثم تواصل (عبر المتاح من الوسائط حينها) مع العالم الخارجي وقراءاته من الكتب وإلتحاقه بالمدارس الحكومية المسائية مكّنه ذلك من القدرة على العمل من أيّ موقع وتميّز فيها كلّها، وكان يفاوض المدارس الحكومية ليحصل على ما يفيض عن حاجتها من الكتب قديمها وجديدها ليساعد بها المعهد، وكان لهذا العمل الدور الحاسم في التّمرحل بإتجاه إضافة المنهج الحكومي بجانب منهج المعهد.
مهما قلنا لن نوفيه حقه هو ورفاقه فهم رموزٌ للإخلاص المنتظم، إختطفتهم رموز الغدر المنظّم.
بقي أن نذكر أنّ الأستاذ نافع كان قد قام بتوثيق حكايا اهالي قرية عونا بعدما فعله نظام هيلي سلاسي والكوماندوس بهم وقد يكون الشّاهد الوحيد الذي تحدّث إلى كل من نجا من تلكم المذبحة المروّعة.
أدعوكم سادتى أن تدعوا في صلواتكم له ولرفاقه بفرج الله فأنّ لا شيء يستعصي على فرجه تعالى.
الإختفاء القسري في إرتريا