اختطاف المناضل الكبير محمد عثمان داير

بقلم الأستاذ: ياسين محمد عبدالله - باحث وكاتب صحفي

اختطف عملاء للنظام الديكتاتوري المجرم، المناضل الكبير محمد عثمان داير

محمد عثمان داير

من أحد الطرقات في أسمرا.

لم يعرف أبداً المكان الذي أخذوه إليه أو ما جرى له. سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه الجناة المجرمون.

لقد اختفى محمد عثمان داير في مايو 1995 من الفندق الذي كان يسكن فيه بأسمرا ولا يُعرف حتى الآن مصيره وتنكر السلطات أية علاقة لها باختفائه!!

محمد عثمان داير من المناضلين القدامى في الثورة الإريترية اختفى قسرياً قبل أكثر من عامين من الفندق الذي كان ينزل فيه بأسمرا وحى الآن تنكر الحكومة الإريترية معرفتها بمصيره.

ينتمي محمد عثمان داير لذلك النفر من المناضلين الذين قبضوا على الجمر ومشوا عليه، عندما التحقوا بالثورة في بداياتها وحملوا بجسارة فريد رايتها وغرسوها في كل شبر من أرض الوطن.

تعود معرفتي به إلى سنوات بعيد ة عندما كنت تلميذاً في المدرسة وكان هو أحد الكوادر البارزة في جبهة التحرير الإريترية وكنت ولا أزال أنظر إليه باعجاب وتقدير كبيرين فهو من المناضلين الذين جسدوا في سلوكهم وعلاقاتهم بالآخرين قيم وأخلاقيات النضال الإريتري وهو يحمل روحاً نبيلة وقلباً عطوفاً لم تعرف الضغائن طريقها إليه، ويتميز بوفاء نادر لاصدقائه ولذكرى شهداء الثورة التي ظل يناضل في إطارها لما يقارب الثلاثين عاماً.

وعندما تُوج النضال الذي كرس له حياته بالانتصار ونال الوطن حريته فقد داير حريته الشخصية وراح ضحية لروح التعصب، هو المعروف بتسامحه ورفضه للمعايير الطائفية والمناطقية والقبلية في علاقات الإرتريين ببعضهم البعض.

التحق محمد عثمان داير بجبهة التحرير الإريترية عام 1963 وتلقى دورة ضباط احتياط بالجمهورية العربية السورية وعمل في مختلف أجهزة الجبهة. أُصيب بداء السكر أثناء فترة النضال الوطني وهو اليوم في الستين من عمره تقريباً، لكن هذا لم يشفع له أمام حقد المجموعة الحاكمة ورغبتها في الانتقام وفي تصفية حسابات تتعلق بهواجسها وضغائنها تجاه مناضلي جبهة التحرير الإريترية. تكذب السلطة عندما تقول أنها لا تعرف شيئاً عن مصيره، فهي التي قامت باختطافه وهي مسؤولة مسؤولية تامة عن ما يحدث له.

إن مكان محمد عثمان داير ليس السجن، فالسجن للقتلة واللصوص والمرتشين، مكانه وسط شعبه وبين أفراد أسرته وأصدقائه وفي ذاكرة شعبنا الوفي الذي أعطاه داير أنضر سنوات عمره في تجرد وإخلاص.

إن جريمة اختطاف محمد عثمان داير لن تمر دون حساب وستظل سلامته مسؤولية في عنق العصابة الحكومية التي أصدرت أمر اختطافه حتى يتم الإفراج عنه ويعود لأسرته وأصدقائه.

إن واجبنا الوطني والإنساني وواجبنا النضالي يحتم علينا مناصرة داير والمطالبة بإطلاق سراحه.

لإنني أوجه حديثي بشكل خاص إلى أصدقاء محمد عثمان داير وأقول لهم أن صداقتهم له أمام امتحان حقيقي فهو يقف اليوم وحيداً أمام جبروت سلطة غاشمة تعرفون كلكم مدى حقدها عي أمثاله من المناضلين، هو المريض الذي يحتاج عناية طبية ونظام غذائي خاص.

Top
X

Right Click

No Right Click