من صومعة الذاكره كما عرفته وشاركته فى بعض المواقف النضاليه الوطنيه المناضل الكبيرالشيخ موسى محمـد نور
بقلم الأستاذ: ابوبكر محمد عمر قاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ موسى احد اعضاءالرعيل الاول ، الذين قيل عنهم ركبوا الامواج على سنن الرماح.
هو الاخ الاصغر للشيخ المناضل الشهيد/ سليمان محمـد نور - أول مسؤل مكتب جبهة التحرير الارتريه فى المملكة العربيه السعوديه. وهو الاخ الاكبرللمناضل الزعيم الشهيد/ الدكتور طه محمـد نور - نائب الزعيم الشهيد عثمان صالح سبى، رئيس جبهة التحرير الارتريا - قوات التحريرالشعبية - الذى لقى ربه فى احد السجون دون ان يقدم للعداله وبدعوه ملفقه (حيث ليس لهم حجج صادقه لاعدامه. مثله مثل العلماء والمدرسين والبطريارك الذى تحت السجن الاجبارى من اكثر من عشر سنوات). وله اخوين أخريين ابراهيم محمـد نور و محمود محمـد نور رحمهم الله.
الحاج الشيخ موسى من الزعماء الذين شاركوا بتائسيس المنطقه الخامسة، عام 1965 مع زملائه كل من المناضل الشهيد الشيخ نصراى معاشوا والمناضل الشهيد الشيخ محمـد عمريحى ممثل القياده فى المدن الارتريا (واخيرا مسؤل مكتب جبهة تحريرارتري فى الجمهورية الايرانية بطهران). المنطقه الخامسة، منطقة ابناء المرتفعات، كما كان يقال عنها وقتها عندما انقسمت الجبهة الي خمسة مناطق (تقليدا لطريقه ادارت الحركه الثوريه الجزائريه) بعد أن اصبح زمام الامر والمبادرة فى يد الثوره وعندما ازداد عددهم، وحصلوا على كميات كبيره من الاصلحه، وكونوا كوادر من الفدائيين - منهم من تسلل الى مطار أسمرا الحربى، على الرقم من الحراسه المشدده، ونسفوا طائرتيين حربيتيين كانت تربضان هناك واصابوا بطائرتيين اخرتيين بعطب كبير. وذلك برائسة الفدائى الكبير الشهيد سعيد حسين - مدرب الفدائين (خرج الفدائى سعيد من هذه المصيبة للميدان ليموت بيد القدر، بالسم مع عشره من زملاءه البواسل فى احياء دنكاليا، والى الان لم يكتشف الفاعل الحقيقى).
وكان الشىخ موسى المشرف والسند الكبير لمثل هذه العمليات التي قام بها الفدائي سعيد حسين وقد شاركته التحري في هذه المهمه بطلب من الشيخ موسى. وكان صديقى الحميم المناضل المهندس/ عزالدين محمـد سعيد حبونه، مسؤل مكتب الارصدة الجويه فى مطار اسمرا وقد قضينا اليالي سويا نتجول حول اجهزة الرصد الجوي، ورصد مواقع الحراسة الليليه للجيش الاثيوبى فى أن واحد. حيث كان يراسل جميع المحطات العالميه عن الاخبارالجويه بالتليغرام (دى دا دا دت)، وانا كنت اراسل جماعة الفدائيين عن الحراسة فى المطار. عن طريق قائدنا الشىخ موسى محمـد نور.
بيان جبهة التحرير ارتريا الصادرعام 1968م من مكتبهم فى سوريه دمشق (تجدوا صوره منه فىى الفيسبوك سابقا).
يذكرنا المنشور عن الخليه السريه والتى اقامها الشيخ موسى مع كل من الشيخ نصراى والشيخ محمـد عمر يحيى. السبعة الاوائل منهم كانت اللجنه الداخليه (سنترال كوميتى) ويتكون من ثلاثه من حزب العمال وهم:-
1. قيتاتشوا - سيوم - والاسم الحقيقى سيوم/ اما اسم قياتشو كان اسم وهمى كان يستعمله عندما يذهب الى اديس ابابا.
2. زكرياس سهالى.
3. أبراهام هيلى والثلاثه من شركة واحده هى بيس كمبانى.وبالمناسبه قيتاتشو (سيوم) هو الذى تمكن من تهريب الرئيس اسياس افورق من جامعة اديس ابابا الى جابوتى عام 1966م بسيارت الشركة (شركة بيس) والتى كان موظف فيها.
وواحد من ادارة التعليم وهو الاستاذ المناضل الشهيد/ شفا نور محمـد. علمت بانه توفى فى اوستراليا.ربنا يرحمه ويدخله الجنة مع الابرار والصديقين.
وثلاثة من رابطة اتحاد الطلبه بجامعة أسمرا كانت تسمى حينها (Rehablitation) وهم:-
1. فوتو قبرميكائل.
2. استفانوس هبتو.
3. أبوبكر محمـد عمر قاضى.
وكان لنا مقر فوق مطعم رينو الايطالى الذي كان له مداخلين واحد على شارع مجمع باييلون والثانى امام مطعم رينو المؤدي الى سينما امبيرو لنتمكن من الهروب عند المداهمه. ولكن المداهمه بدلا من اسمرا اتت من السودان. حيث مسؤل المنطقه الخامسه المناضل ولداى كحساى سلم نفسه وعتاده مع كم من الجنود الى الحكومة الاثيوبية، وكما سلم نفسه واسلحته الى القنصلية الاثيوبيه بكسلا مع ثمانية عشر جندى من المنطقه الخامسة المناضل الشهىد هيلى ولدتنسائى (دوروع).
ومن اوئل من اقتادوهم الى السجن كان الشيخ الجليل الحاج موسى، ولن انسا له الفضل للتوصيه التى بعثها لشخصين من معارفه وانا فى اديس ابابا وطلبوا منى ان يساعدوني للفرار الى جبوتى، ولكنى رفضت. وكان خوفى الداخلى معاقبة ابى بسببى. بحجة انه كان يدير الخليه عن طريق ولده. وهذا الخوف افادني بعد التحرى معى فى السجن المنكوب (سوستنجا) سجن المخابرات الخاص والمعلوم بقصوته فى اديس ابابا. ولمدة شهرين، رحلونى الى اسمرا بالطائره مع 13 شخص لا اعرف منهم الا واحد وهو محمود سليمان،اما البقيه فكانت علاقتهم مع الجنود الذين سلموا انفسهم فى السودان للحكومه الاثيوبية، كان لهم التنسيق والتعاون عن طريق خلية اخرى فى اديس ابابا.
وللمعلومية ما بين العام 1967م و1969م اعتقلت الحكومة الاثيوبيه تقريبا ما لا يقل عن 720 طالب وطالبه والمئات من المشايخ والاعيان من كل من مصوع وامبيرمي وزولا وعدى قيح وسجنيتى وعيلت وقندع وكرن واغردات وغيرها من المدن فلن تكفيهم السجون ومراكز الشرطة فاستعملوا بيوت اشباح فى احياء سكنيه.
وفى احد الفلل في حى "كيدانى مهرت" كان يسجن فيها المخاترون للتعذيب والاستجواب ومن بينهم صديقى الشيخ المناضل الشهيد/ محمـد نورصالح كيكيا باشا وصديقى المناضل الدكتور عبدالواهاب محمود جمع، والعالم الجليل- مديرمدرسة الجالية العربية االمناضل الكبير الشهيد الشيخ/ صالح حمد، والذى كان مسجون فى غرفة منفرده ومقيد تحت سريرالشاويش "جايم" رئيس عصابت الاستجواب، لكى يدوس عليه كلما صعد السرير ونزل "كما اخبرنى صديقى الشيخ محمـدنور كيكيا بأشأ".
وقد كانت المعامله مع الشيخ الجسور موسى ومعى انا على اشداها حيث ربطوا قضيتنا ببعض، كل الذين اعترفوا شهدو انى احضرت لهم ثلاثة الف دولار اثيوبى للاجرات الضروريه من قبل الشىخ الكبير موسى، وقد نكرنا كلانا حتى لا ندان وانكرنا كذلك معرفتنا بهم كي لا ندان، هكذا علمنا الصبر والمثابره من هذا القائد الجليل.
علاقة الشيخ موسى بمدرسة الضياء الاسلامية:
الشيخ الجليل اتى الى السعوديه مع الاخ الفاضل أحمد عبدالعليم الملقب باحمد "اوريئكا" (الذى تجمعنا معه كذلك الرياضه، نادى البحرالرياضى حيث كان احمد مديرالنادى عام 1964م ونحن كنا اعضاء اللجنة الاداريه مع كل من صديقى محمـد نور كيكيا، والاستاذ جمال عبدالقادر كبيرى، واخرين) جاؤ ومعهم توكيل من 81 شخصيه معتبره لجان من 27 مسجد من مدينة اسمرا، لجمع التبرع من الارتريين المتواجدين فى المملكه العربية السعودية. لتوسىيع مدرسة الضياء الاسلاميه باكريا، واقاموا لجنه مصغره واعضائها ما يلى:-
المحامى البرفسور/ صافى امام موسى.
الشيخ المناضل الشهيد/ محمود حيضر.
الاستاذ الفاضل/ اسماعيل ورسما.
الاستاذ الفاضل/ داود على احمد.
الاستاذ السيد/ ابوبكر محـــمد عمـر قاضى.
لادارت مشروع التبرع - وذلك بعد ان ما وجه به الشيخ موسى حيث قال: ان اولادنا وبناتنا يدرسون الدراسات الاكادمية الثانويه - والخياطه ومهن آخرا فى المدرسة الكاثوليكيه المجاوره، بارك الله فيهم، نحن نشكرهم. ولكن نحن قادرون على ان نبني مثلهم مدرسه اسلاميه تليق بمقامنا.
تمكنت هذه اللجنه من جمع خمسة وثلاثون الف (35.000) ريال سعودى فى اول اجتماع. وبعد شهر تم تكوين لجنه من عشره افراد من ابناء اكريا الفتيه
وبطريقتهم اقاموا حفلات فى نادى الحرس الوطنى بالرياض، وتمكنوا من جمع أضعاف ما جمعناه نحنا. وهكذا اقيمت توسعت مدرسة الضياء على الشكل الذى رايناه وسمعنا عنه، برعايت وادارت الشيخ موسى لمـــدة سبعه و ثلاثون سنه. وعندما حاولوا ان ينتزعوها منه عنوة سمعنا كلنا وهويقول: على جستى.
هكذا ايها الساده/ عاش الشيخ الكبير، الفدائى، المناضل/ لكى يخدم هذا الوطن بكل شجاعه، وحنكه، وحكمه. عرفته لاكثر من خمسون سنة وهو يساعد المناضلين والفدائيين والمساجين السياسيين. ونجى مرات عديده من قدر الاعداء وخاصة عندما اقتيل الضابط البشع (الارترى - الاثيوبى) بيشو - امام دويرة الكوميسارياتو حماسين "دويرة مجلس الحكم حماسين". جمعوا الكثير من الارتريين المتهمين بالضلوع على مساعدت الثوار. وقتلوهم بدم بارد امام الناس للانتقام للضابط بيشوا. والكثير كانوا من معارف وشركاء الشىخ موسى. ولكن هو نجا بقدرة القادر حتى يوم التحرير دون الهروب خارج الوطن كغيره. معتصم بكلمة: لن يصيبنا الا كتبه الله لنا.
فاسمحوا لى ان ارثى معلمى واستاذى وقائدى الشيخ الجليل موسى محمـد نور وكما عرفته فإن مماته عظيم كحياته، جليل كاعماله. لقد تملصت روحه الطيبه، الشجاعه الامينه الصادقه، ورحلت الى عالم نشعر به ولا ندركه. فى رحيلها غبطه للباقين فى قبضة الايام والليالى. لقد تحرر وجدان شىيخنا النبيل موسى من متاعب العمل ومشاقه، وسارملتفا برداء مجده الى حيث يتسامى من العمل الشاق والمتاعب، وقد ذهب الشيخ موسى الى حيث لا تراه العيون ولا تسمعه الآذان. حياته كانت ينبوع تدفق من صدد الوجود، وصار نهرا صافيا، يروى على جانبى الوادى من النبات والاقصاب.
ارجو ان نكرمه برفع ايدينا وندعى لروحه الكريما الصادقه والامينه لامتها ووطنها وشعبها وتلاميذتها، وذلك عرفانا للجميل، والخدمه الوطنيه، والنضال الذى بذله من اجلنا كلنا، بدلا من ندبات الحزن والاسى - ندعى له بالثبات والرحمه، وينور قبره، ويوسعه له، ويرحمه، ويغفر له ما تقدم وما تاخر من ذنبه، وندعوا للشعب الارترى، ولاسرة الشهيد، ولاىفسنا، بالصبر والسلوان.