إحياء لذكرى الاحرار الذين خطفهم النظام والذين يقبعون في سجون الظلم والاستبداد
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
سنثابر لا نهادن أو نكابر
نحفر الجدران بالأظافر
ومن أجل ارتريا نخوض
المخاطر فباقون ما حيينا
في الزنازين لا نتنازل عن مبادئنا
أو نلين ومن أجلك
يا بلادي ندك بصمودنا
قلاع الظالمين
الشاعر عبدالقادر ميكال
تم وعلى مستوى العالم إحياء يوم المعتقل الارتري والذي يصادف الرابع عشر من ابريل من كل عام. الارتريون المتواجدون في مختلف دول العالم أحيوا هذه الذكرى لأول مرة على مدار أسبوعين كاملين وتعتبر هذه خطوة إيجابية نحو مزيد من العمل الجاد في هذا الاتجاه.
الملفت للنظر ولأول مرة يتم إشراك أبناء المعتقلين الذين أدلوا بدلوهم عن غياب ابائهم، علما أن هؤلاء الشباب عندما تم اختطاف ابائهم في جنح الظلام من قبل خفافيش الطغمة الحاكمة كانوا صغار في السن. اليوم والحمد لله بلغوا سن الرشد واجتهدوا للحصول على قسط وافر من التعليم، وهذه مفخرة تعود للأمهات اللائي تحملن تبعات أولياء الأمور وهذا يؤكد دور المرأة الارترية وعظمتها.
المرأة التي قامت بدور كبير في مرحلة الثورة منذ البداية كانت هي الخلفية للثورة وفيما بعد التحقت بميادين القتال مع اخيها الرجل حيث قاتلت العدو الاثيوبي ببسالة وبطولة كما قامت بعمليات فدائية لم يشهد لها مثيل داخل المدن. البعض منهن استشهد في ارض المعركة بالإضافة إلى ذلك لعبت المرأة دورا في إطار الاتحادين العام والوطني للمرأة الارترية. وأسهمت المرأة كذلك من خلال دفع الاشتراكات والتبرعات في دعم الثورة الارترية ماديا ومعنويا.
ومما يدعو للأسف والتحسر أن المرأة الارترية لم تنل ما يليق بها من حق واستحقاق علما أنها أثبتت بجدارة تحملها للمشاق والمسئوليات أسوة بأخيها الرجل.
وبالنسبة ليوم المعتقل ينبغي على المنسقية أن تطور العمل من خلال تكوين هيئة تقوم بإدارة هذا الملف المهم وأن تستغل المشاركة الواسعة والحية للإرتريين في هذا الجهد البناء استغلالا مثمرا خاصة وأن مشاركة الارتريين هذا العام كانت خطوة كبيرة وإيجابية.
إن مشاركة السيد المنصف المرزوقي الرئيس السابق للجمهورية التونسية والناشط الحقوقي في مجال حقوق الانسان صراحة كانت خطوة مفاجئة وإيجابية من شخصية تتمتع بمكانة مرموقة عالميا. ولا بد لنا الاستفادة من تجربته وعلاقاته الواسعة وعبره يمكن للمنسقية أن تطرق ابوابا كثيرة بالإضافة إلى ذلك الاستمرار في مخاطبة المنظمات الدولية والإقليمية بهدف تحريك الملف وأيضا مخاطبة الدول عبر سفاراتها ولا بد أيضا من التظاهر بين فترة وأخرى للفت نظر الرأي العام الدولي والاستفادة من جميع وسائل التواصل المتاحة. إضافة لإصدار كتيب بأسماء كل المغيبين والمعلومات المتوفرة عنهم والمذكرات التي قدمت للجهات المعنية وصورهم وكل ما يتعلق بهم.