المختطاف الشيخ الداعية الخلوق/ عبده سيد اسماعيل
بقلم الشيخ: محمد جمعة ابو الرشيد - كاتب وباحث وناشط حقوقي ارتري
ولد في احضان مدينة (قندع) مدينة الجمال والطيبة، ومن أبوين طيبين... عاش حياة هادئة...
وألحقه والده كعادة كل الارتريين بخلوة تحفيظ القران الكريم.
• اكمل دراسته في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة (كلية الدعوة).
• التحق بالعهد العالى للأئمة والدعاة بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الاسلامي حيث حصل منها على رسالة الماجستير في (الدراسات الاسلامية والدعوة الى الله).
• ثم كانت العودة الى الوطن الغالى (ارتريا) بالرغم من المخاطر والتهديدات التى كان يواجهها الارتريون تحت الاستعمار الاثيوبي واستهدافه للمؤسسات والرموز الوطنية والدينية! ولكن بالرغم من تلك العوائق عاد الشيخ الحبيب الى مسقط رأسه مدينة (قندع).
• التحق مع رفيقي دربه في التدريس في المعهد الاسلامي، وكان نعم المعلم القدوة.. حيث رزقه الله سعة في العلم، ووجها مبتسما، وأسلوبا جذابا ومشوقا، وفكرا دعويا معتدلا.
• كانت الدروس الدعوية العامة مع شباب المنطقة وكبارها ودروس النساء... وكانت دروس تبث الصحوة الاسلامية بفكرها الصحيح والمعتدل والبعيد عن المبتدعات والتشدد.
متى ولماذا غيوبك يا شيخنا الحبيب؟
في عام 1996م تم خطف الشيخ من بين ابنائه وطلابه... وأمست قندع مساءا مؤلما وحزينا... خطفت النجوم المضيئة!
اصبح الناس يلتفتون فلا يرون بريق ولمعان موسي إبراهيم فرج الله ولا بسمات عثمان إبراهيم عبدالنور، ولا اضاءات عبده سيد إسماعيل!!!
اي لحظات من الألم عاشتها قندع؟
اي لحظات من المرارة تجرعتها قندع؟
كم من الدموع سكب طلاب قندع؟
كم مقدارالحزن الذي كسى مساجد قندع؟
لم يستطع الناس ان يتتبعوا انوار تلك النجوم من رموز الدعوة ولا حتى ان يسألوا عن جريرة خطفهم!
ومازالت قندع تنتظر عودة ذلك الثلاثي المبارك حتى يضيء عتمتها من جديد، ومازلت النفوس عطشى تنتظر غيث علومهم ومعارفهم.
لقد عانت الام المسكينة مع ابنائها نار الظلم وقسوة الحياة... ولكن مالذي يملكه الارتري غير الصبر والتوكل على الله، واسال الله ان يبارك في ذريته وينفع بهم، ونوصيهم بالمضي على درب الشيخ في خدمة الدين والوطن.
وسوف انشر مع هذه الكلمة صورة له وهو صغير... ما اطيبه وأطيب وجهه... وقطع الله يدا قيدت تلك الأيدي المتوضئة... وحرم الله من نعمة الحياة تلك القلوب القاسية التى أمرت بحرمان الابرياء من نور الحياة.