اين صديقي الصحفي/ جمع كميل
بقلم الأستاذ: ضرار علي ضرار (أبو أدال) - مدريد، اسبانيا
الرجل الشفاف والرائع الجميل الصحفي/ جمع كميل صديقي النحيل صاحب الابتسامة الاخاذة
كان ضمن الكوكبة من الطلاب الارترين الدارسين حينها في الجامعات والمعاهد العليا الليبية الذين استقبلونا في طرابلس ليبيا منتصف الثمانينات وللصدفة الجميلة عندما تم توزيعنا في البلديات للدراسة كل حسب مستواه الدراسي وجدنا امامنا هذا الرجل النبيل في استقبالنا في العنقاء مدينة الزاوية المجاهدة اذ كان يدرس بجامعة السابع من ابريل وكثيرا ما كان يزورنا ويشجعنا على الدراسة والتحصيل والاطلاع والثقافة والفن بكل دروبه وطبعا الاستاذ جمع كميل رقيق المشاعر مرهف الحس في داخله فنان كبير وكنت اتعاطى الرسم بقلم الرصاص فنشأت علاقة من نوع خاص بيننا وكل ما ياتي لزيارتنا في القسم الداخلي بالثانوية هو وصديقه المرحوم ادم ادريس بوشكين كما كنا ندعوه غالبا كنا نجلس في شرفة الغرفة ونتناقش ونقسوا عليه في النقاش لاختلاف المدارس السياسية التي كنا ننتمي (الجبهة والشعبية) ولكنه كان صبورا جدا ويقبل الراي الاخر مهما كان واخا كريما واذا حاولت ان اكتب عن جمع كميل لا اعتقد سوف تسعفني الكلمات اتمنى ان يكون بخير وتنجلي ايام اعتقاله من سجون ومعتقلات الطغمة الحاكمة في اسمرا هو وكل رفاقه المختفين قسريا والمختفين من فجر التحرير الى اليوم...
لنكمل النقاش حول لوحة الشيخ ابراهيم سلطان علي والتي رسمها في اروع ما يكون بقلمه ونناقش قصة الموت ذكر ام انثى من الجاهلية الى نزار قباني الى قصة الموت ياتي على شكل ارتري للكاتب الليبي المرحوم معمر بن محمد والتي كانت تصدر في منتصف الثمانينات في جريدة الزحف الاخضر في شكل حلقات بلاغ...
قبل اسبوعين استاذ جمع كميل توفى صديقك ادم ادريس بوشكين وحيدا في الجنوب الالماني وكل ما تمكنا من عمله كان مواساة اسرته المكلومة عبر الاتصال وكتابة نعى في وسائل التواصل الاجتماعي توزعنا في اركان الدنيا الاربعة غصبا عن احلامنا رغم علمنا ان حل كل مشاكلنا وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة هناك في ارتريا ولكن آثرنا الرحيل والبحث عن حلول فردية فطال ليلنا...
اصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقي.
متى نغضب ؟