المناضل السابق/ محمد آدم داود باني.. عندما خطفوه من منزله ليلا
بقلم الأستاذ: محمد أمان إبراهيم أنجبا - كاتب وإعلامي إرتري، سويسرا
المناضل الأستاذ محمد آدم داود الشهير بمحمد (باني) متزوج وله خمسة أبناء، مناضل سابق بصفوف جبهة التحرير الإرترية،
كان يعمل في (اتحاد العمال) درس بالعراق ثم هاجر الى ألمانيا، وانتقل الى المملكة العربية السعودية حيث استقر هناك لفترة من الوقت، وساهم مع بقية الكوادر الإرترية، بالإشراف على عملية الاستفتاء في المملكة العربية السعودية، وبعد التحرير عاد الى الوطن، طلب منه أن يعمل في مؤسسات الدولة من قبل السلطات الارترية، إلا أنه رفض وقام بفتح مكتب خاص لكتابة العرائض بمدينة صنعفي، وبجانب ذلك كان يعمل مشرفا للمعلمين، وكان يقوم بنشر مقالات دورية في جريدة ”إرتريا الحديثة“ وكان من المواطنين الرافضين للتعليم بلغة الام، وكانت له كتابات ومساهمات في هذا الاتجاه عبر تلك الصحيفة الوحيدة حينها والآن أيضا.
على أثر الاحتجاجات العفوية التي قامت بها جماهير مدينة صنعفي رفضا لتجنيد الفتيات، قامت الأجهزة الامنية باختطاف عدد من أبناء المدينة من بينهم الاستاذ محمد باني، حيث تم اقتحام منزله من قبل الأجهزة الأمنية عند الساعة الثانية صباحا، وتم اقتياده ليلا من فراش الزوجية لمكان غير معلوم تحت تهديد السلاح وكان ذلك في العام 1994م، وكعادة المختطفين في إرتريا لم توجه اليه أي اتهام ولم تحدد محكوميته، وإلى هذه اللحظة ليس هناك أي خبر عنه، ولم يتم الاتصال والتواصل بينه وبين عائلته ليظل مخفيا ومغيبا من العالم الخارجي.
في ذات الليلة والمدينة تم اختطاف آخرين لينضموا إلى قائمة الشرف والكرامة، حيث أهدر كل شيء ذو كرامة وعزمة في الوطن بفعل العصابة الحاكمة، أحد أولئك المخطوفين كان المواطن: إبراهيم أبو حبوش، حيث اقتاده زوار الليل المسلحين كأنهم عصابة مارقة عن سلطة الدولة وليسوا جنودا يأتمرون بأوامر الحكومة، وأيضا تم اختطاف المواطن: يوسف قورا بنفس تلك التفاصيل والمشاهد القسرية بل وأقسى درامية منها، حيث تعرفت زوجته أثناء الاختطاف على أحد عناصر الأمن الملثمين وتحدثت إليه، قائلة: لقد عرفتك أيها الجاسوس.. أيها الخائن.. أنت فلان بن فلان، فقام أحد المسلحين بفتح النار عليها وأرداها قتيلة، ليتركوها تسبح في دمائها الطاهرة، ويغادروا المنزل آخذين معهم زوجها لمكان غير معلوم.