المختطاف المناضل الصحفي/ جمع كميل
بقلم الأستاذ: محمد علي موسى
المناضل الصحفي/ جمع كميل... المختفي قسرا في غياهب العصابة المختطفة للوطن الأرتري منذ 24-11-2005م.
جمع كميل قليل الجسم قوي الشكيمة، جمع كميل مثال للمناضل المخلص لمبادئه. جمع كميل، مختفي في وطن وهب كل حياته دفاعا عنه، وطنا ناضل من أجله بالكلمة وريشة الرسم وبالبندقية، أعطى ولم يستبق شيئا، زاهد عند المغنم، كان يرى سعادته في بسمة شعبه الفَرِح بالتحرير، لطيف للغاية، صلب، شديد التواضع والعطاء، مفعما بالصدق والنقاء والوفاء، يعشق شعبه وقيم ثورته، شديد الأنفة ولا يجامل في الحقيقة، تصدى لكل إنحراف مر من أمامه، وصدح بذلك، كان جبلا شامخا، لا يعلوه علو، ثابت في مواقفه رغم احترامه لآراء الاخرين. فهو يصاحب ويخاصم علي العدل.
ضمن زيارة لعدة دول افريقية قام رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق خوان أنطونيو سمارانش بزيارة اسمرا. كان غرض الزيارة توديع اللجان الأولمبية الأفريقية لأن الرجل كان يقضي فترته الأخيرة في رئاسة اللجنة الدولية.
زار اسمرا ضمن وفد أولمبي دولي. أقامت اللجنة الأولمبية الإرترية حفل استقبال للوفد ومأدبة على شرف الضيف الكبير. الأخ جمع حضر الاحتفال باعتباره محرر الصفحة الرياضية في ارتريا الحديثة. وأثناء تبادل الهدايا التذكارية قدم رئيس اللجنة الأولمبية الإرترية صليبا خشبيا كبيرا عليه نقوش سوداء. وهو من النوع الشائع في الكنائس الأرثوذكسية في كل من ارتريا وإثيوبيا. اعترض الأخ جمع على تقديم الصليب لأنه لا يعكس الثقافة العلمانية المدعاة للدولة، ثم إنه لا علاقة له بالرياضة من قريب أو بعيد. كتب جمع معللا رفضه هذا التصرف.
قامت الدنيا حينها ولم تقعد واتهم داخل الوزارة بإثارة النعرات الدينية لكنه أصر على موقفه. أضيف هذا الموقف لملف جمع لدى السلطات الأمنية بسبب سخطه الدائم والجهوري ضد الأوضاع خاصة وأنه مقاتل من الجبهة الشعبية.
جمع كميل إحتج مباشرة علي هذه الرمزية ذات الدلالات، وصعد إحتجاجه ورفضه بأن حرر مقالا في الجريدة الرسمية للحكومة، أرعب مقاله المدراء والوزراء بوزارة "الإعلام" فعقدت الإجتماعات وتعالت لغة التهديد والوعيد ضد المناضل جمع كميل، بينما الوضع في هذا الحال ظل جمع كميل يردد مندهشا: كنت اتوقع إعتقال إدارة الالومبية الأرترية لا أن يتم إرهابي أنا ! أما أنا لا تبديل لقولي وموقفي.
كان ومازال الشرفاء يدفعون ثمن الكرامة والعزة. والقائمة طويلة طويلة.... ستشرق حتما مناضلون كثر، ومواطنون كثر... طالبوا بالعدالة. فإمتدت إليهم أذرع العصابة المسماة حكومة في أرتريا... الأسر لم تجد من "الحكومة " التي يروج لها البعض، أي معلومة عن فلذات أكبادها ! ما الفرق بينها وبين العصابات الإرهابية ؟! لا شهداء بشواهد ولا معتقلين بعنوان. الحرية لوالد أكرم وإكرام ورفاقه الاحرار.