حتى متى الصمت أيها المعذبون في إرتريا؟ الحلقة الثانية

بقلم الشيخ: محمد جمعة ابو الرشيد - كاتب وباحث وناشط حقوقي ارتري

شهادة الأخ/ زبير آدم: انا كذالك واحد من الضحايا وهم كثر! رفضت الذهاب الى ساوا

ثم حاولت الفرار إلى السودان فقبض علي قريبا من منطقة (كتاي بلقاي) تم اقتيادي لوحدي وزملائى السبعة الكانو معي بحمد الله نجو منها بلطف الله ثم ظلام الليل، والأعجب كلهم من ذالك الجنود كانو مسلمين وبعد تقيدي والضرب المبرح وانا لم اعترف بذهابي الي السودان خدعونا بمقولة (من غشنا فليس منا) (لو أخبرتنا الحقيقة سنطلق سراحك ونرسلك لمدينتك) وانا المسكين صغرا لسني في ذالك الوقت أخبرتهم الحقيقة ولكن باس القوم فأخذوني إلى معتقل في مدينة بارنتو وقد تم تقيدي وعصب عيوني ولم يسمح لي حتى للتكلم وقالو لو تكلمت سنقتلك ومن ثم تم إدخالي في غرفة وجدت اشخاص نائمون والضيف عزيزي فاجلسني واحد منهم وقال لي أبشر (أناس وكيس لتاسرو ولتفتحو أبشر).

بعد يومين تم تحويلناالى سجن (ود زرا) وعادة يتم إدخال المعتقلين في ذالك السجن لكي يتزوق مرارة العذاب (سجن ود زرا) وماسجن ود زرا ؟ فيه جميع شرارة البشر رجال لا يرحمون والرحمن هو الله رجال يَرَوْن البشر لا شئ لا يعرفون غير الضرب فأتذكر عندما قدمنا الي ذالك المعسكر وجدنا احذية وأحذمة تساوي طول الجبل فأتذكر مقولة قالها صحبي (قدم بيت أمانا بطحنا)ولكن الأمل.

فادخلونا الي (شيلا) وهي غرفة صغيرة تكفي لي ثلاث شخص بل كنّا سبعة لو الله لكانت قبرنا من كثرت ضيق النفس والساخنة الشديدة لا نستطيع النوم الا ونتفق لكي يقوم الأربعة وينامو الثلاثة ومن ثم نتبادل والجوع والعطش ازهقنا، شهر مر علي هذا الحال من غير حذاء ومن غير ما نري الشمس حتي الاكل باليل وقضاء الحاجة اكرمكم الله، وبعد شهر تغيرت أنواعنا أصبحنا كمثل الدجاجة المشوية.

من ثم وبعد شهر ونصف انتقلنا تدرجيا الي سجن (بريما كانتري) وجدنا اي صديق مختفي طبعا الجديد محبوب وجدنا أناس كنّا نسمع بهم قد تغير اشكالهم وألوانهم وتدهورت حالاتهم يعيشون في السجن لهم سنوات عديدة وأزمنة مديدة تمسي وتصبح اليهم الأيام وهم في أمل الخالق أمنيتهم الوحيدة كيف يخرجون من هذا الجحيم.

فبعد استقبالنا لم يقدرو التكلم معنا لسبب (ريحتنا الكريهة لأننا شهرين لم نري قطرة ماء فأصبحنا نسالهم كم لكم في هذا المكان منهم يقول ست سنة ومنهم عشر ومنهم خمس اتذكر عندما اتينا قال مسؤل لي ود ذرا الا ترحمونهم هؤلاءاولادكم كيف تتركوهم هكذا) وهذا المسؤل انتهت صلاحيته لسبب حنانه للمسجونين وبعده ولي شخص اخر ومن دمن المسؤلين ودي حسن وودي عمرا وودي موسي وتشمي وابرهام مرح حيلي وودحسن كان مرح قانتا وكان من أشدة الناس كرها وأشدهم عذابا وضربا ماكان يرحم ولا يحن وكان يراقب السجناء بالمرصاد.

بريما كانتري:

ما هو ذالك المكان عرشه من الزنك ومحاط من الخارج بسور واسلاك يوجد في عمق محاط بالجبال، مكان شائكة ومقسم منها مخصصة لأ شخص علي حسب أسماءهم كان من مسماها (بايلوت) وهم الذين يهربون الناس من ذالك الجحيم فتم قبضهم واعترفو بذالك، ومنهم (تحبابراي) وهم الذين يساعدون بجمع الناس للمهربين، ومنهم (ترا سبيل) وهم الذين لا يقدرون حيلة ولا يهتدون سبيلا كانو يلجؤن بأنفسهم ! كانت المسمي بالكاميرا لكي يتم اخراجنا مرتين في الْيَوْم إلى الجانب الغربي من المعتقل وفيها يطلب من الجميع أن يقضى حاجته سويا في أسرع وقت... كثيرا ما طلب منهم قطع قضاء حاجتهم قبل اكمالها والعودة فورا ! ومن يتاخر قليلا تنهال العصي في راْسه والركلات بأطراف البنادق على ظهره النوم فيه (بكارتيلو) معناه بجنب واحد والاكل فيه (قرقوش) يعني خبز ناشف والشراب فيه لتر في الْيَوْمَ (جالون) والحمام بعد شهر بي (كاميرا) والكاميرا فيها ثمانين شخص ! تستحم بمجموعة لا حياء والمستحي يلبس (ردا.(

اتذكر يوما جاؤ الينا لكي يعرفونا عن عدة أيامنا في السجن والغريب لم نعمل اي محكمة ولَم نقابل القاضي أو الحاكم اتذكر عندما نوديت أسماءنا كان وقتها المنادي يأكل (طماطم وينادي الأسماء ويخبر بمدتك في السجن فأنا من ضمن الاصحاب قد حكومني بي سنتين ولكن الله لم يستجيب لهم لانه حكم الجاهلية وكان ذالك اخف حكم بل كان منهم ثمانية أعوام ومنهم ست ومنهم الي اجل مسمي !!

هكذا استمر الحال وكل يوم السبت ياتو إليك اهلك لزيارة وذالك لسبب واحد (لأنهم لا يتحملو ان يجدوا مسروفا يكفي السجين وإلا لمنعو الزيارة) اتذكر كذالك اربع يوم انقطع الماء في السجن وكادت الناس تموت عطشا أناس فارقو الحياة ولكن اخراج الجثث كانت بالليل وقالو لنا تحولو الي المشفي ولا أظن ذالك بل الي القبور. اتذكر رجل كبير السن له سبعة قرون وعامين مسجون معنا يدعو بقول )يارب شعبيت الا سنة جديدة ديب لبوم بلسوم أو نقفة بلسوم).

استمر حالي في السجن لمدة تسع شهور وبعدها وبحمد الله جاء الفرج بسبب... اولا نقص الميزانية وكثرة النسجناء ثانيا كثرة الأمراض فهمو بإخراج فئة فنادو اسماءنا فأنا كنت من اول الأسماء فخفت علي نفسي وكان بالليل قلت انتهت حياتي الان تم الأجل لسبب قبل يومين من ذالك وجدو معي مصحف قران اقرأه باليل فصودر مني بعد قليل من تجمع الناس أخبرونا اننا سوف يفرج عنا وكان عددنا 475 شخصا ومن هذا العدد 200 اناثا.

وبعد يوم مضي من هذا الخبر اذ يأتي (ازازي قنبار) وفِي ذالك الأيام كان (ودي طانيا) فأخبرنا ان نعود الي بيوتنا ولكي نكمل مسيرة تعليمنا وأخبرنا لو جربتو من جديد سوف تأتوننا بانفسكم مرة آخراً ولا نرحمكم فذاك الْيَوْمَ كان أشد فرحا اتذكر دخلنا كرن مع غورب الشمس حفاتا عراة وكان يوم2012/1/1  الناس كانت تدهب لكي يحيو يوم السنة الجديدة ونحن اذ بِنَا شوق لكي نحي ونفرح اهلن.

الخلاصة: اول مرة في التاريخ الحكومة الإريترية تخلي سبيل السجناء ! شئ لا يصدق.

الحمد لله ثم الحمد لله اسال الله ان يفرج جميع المسجونين.

والسلام عليكم

Top
X

Right Click

No Right Click