رثاء فقيد الوطن الشهيد عبدالقادر محمد صالح كبيرى
بقلم الأستاذ: م. س - مدينة قندع مقتطفات من كتاب: عمق العلاقات العربية الإرترية (محمد سعيد ناود)
برصاص الغدر تم اغتيال الزعيم الوطني الكبير الأستاذ عبدالقادر كبيري يوم 27 من مارس 1949م
في تمام الساعة التاسعة مساء بمدينة اسمرا، حيث كان مقرراً سفره في اليوم التالي ضمن الوفد الأرتري إلى الولايات المتحدة لطرح قضية بلادهم أمام الأمم المتحدة.
وقد قام برثائه شاعر أرتري من مدينة قندع رمز لاسمه بحرفين (م. س) ومن المعتقد أنه الأديب محمد سرور، ونشرت القصيدة الرثائية في (الجريدة العربية الأسبوعية) بتاريخ 15 من أبريل 1949م التي كانت تصدر في أسمرا، وننقل نص القصيدة كما هو منشور بالجريدة:
نبكي على فقدان ذاك الأمجــــــدِ
ربّ الفضائل والزعيم المفــــردِ
نبكي على تلك البطولة والحجــا
وعلى الأمانة في سماء الســؤود
نبكي على فخر الكهولة والحمى
لسنا وشهم في الخطوب سمـهدد
* * * * * * * *
حَدث تهزّ الراسيات لعزمـــه
وتهدُ شامخة القصورِ الوطــــــد
وتميد فيه الأرضُ ثمة تستعــر
فيه القلوب وتصطبغ بتَســـــــود
خطْب الم فالتبس فينا الهــدى
واضل ذا الفهم القويم المقصـــد
* * * * * * * *
أنعم (كبيري) في جناننٍ آمناً
واهداْ فذكرك في القلوب مجـدد
ما كنتَ إلا دوحة فينـــــــانة
آوت لكل شريد قلبٍ أميــــــــــد
أنقذتَ أمتك الفتية من ردى
ومهدتَ للقوم الطريق مُعبــــــد
* * * * * * * *
ولقد سعيت وما ونيت ولم تكـــــــل
لكَ همة أو تنثني كمبلـــــــــــــــــــد
وانرت للهدى المنيري سبيـــــــــــله
ومشيت ماضي العزم لا تتــــــردَد
حتى إذا ما رمت تُشرف من عــــلا
ارداك سهم من أثيمٍ معتــــــــــــــد
من طائش العقل الخؤون مرابــــطٍ
في العسف وقع ثائر متمــــــــــرد
* * * * * * * *
هيهات روحك تُسترد من الــــردى
لفُديت بالمهج العوالي الأجلـــــــــد
لفوك في علم رسمتَ شعــــــــاره
وجعلته نبراس عدلٍ للغــــــــــــــد
وكأنّ نعشَكَ والجمـــــــوعُ وراءه
(نعشُ الحسين) بذاك اليوم المشهد
حتى الغمامة قد غشتك بظلــــــها
وغدت تنزل ظلها لتبـــــــــــــــرد
فاليوم ترثيك القلوبُ تألمــــــــــاً
ويحالف العينان أرق مشـــــــــهد
* * * * * * * *
فأنعم بدار الخلد أنت شهيدهــــا
واهدأ بحوض الرسل نعمَ المورد
في ذمة الله الكريم الواحـــــــــد
وجوارِ خير الرسل طه محمـــــد
أنزل عليكَ الله وابلَ رحمــــــةٍ
تغشي لرمسك كل يوم مجـــــــدّد