شهر رمضان المبارك وذكرياته في مدينة كرن
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
ونحن في نهايات الثلث الثاني من الشهر الفضيل، يمر بي شريط الذكريات لسنين
خلت ونحن صبية صغار في مدينة كرن (ظعدا) واستقبال السكان لرمضان ووداعه، اتذكر جيدا الاستعدادات التي تسبق قدومه والتسابق في تجهيز مستلزماته، وكيف ان سوق المدينة يعج بالحركة والنشاط، تمتلئ الاماكن التجارية بشتى صنوف البضائع ويكثر الباعة المتجولون والذين يعرضون بضائعهم في قارعة الطريق خاصة اصحاب الخضر والفاكة وغيرها.
عند انتصاف الشهر الفضيل يكون النشاط من نوع اخر حيث تتحول الاستعدادات لتوديع رمضان واستقبال عيد الفطر السعيد، ونجد سوق المدينة كخلية نحل خاصة (الترزية) الذين يقومون بتفصيل الملابس وخياطتها، ففي تلك الايام يسهرون وهم في حالة زحام حتى يتمكنوا من تسليم الملابس لاصحابها قبل يوم العيد.
تمتلئ الدكاكين بالملابس الجاهزة للجنسين واتذكر منهم:-
• افضل متجر لملابس النساء الجاهزة كان دكان – باسعيد الذي تغنى له الفنان الراحل عبي عبدالله رحمه الله،
• افضل ترزي نسائي كان – محمد برهان الذي كان في برندة دكان سليمان ابراهيم محمد سعيد،
• وخياطين اخرون في دكان باسعيد تخونني الذاكرة الان لذكر اسمائهم.
اما الذين تخصصوا في تفصيل وخياطة الملابس الرجالية اذكر منهم:-
• السيد/ ادم حدقي ،
• السيد/ عبدالجبار ،
• السيد/ صال اشكح ،
• السيد/ محمد يسن بلاتا ،
• الشيخ/ عبدالله خليفة ،
• السيد/ معروف ادم ،
• السيد/ امناى ،
واخرين.
وللمنازل والامهات تحديدا ادوار مهمة مكملة لتلك الاستعدادات وهى اعداد خبائز العيد والحلويات بمختلف انواعها ففي الايام الاخيرة لرمضان نجد الصبية الصغار في حركة دؤبة بين المخابز والبيوت ينقلون الخبائز من والى المخابز، والفتيات يقمن بمساعدة الامهات في تهيئة المنزل ونظافته وترتيبه لاستقبال ضيوف العيد بمنظر يليق بعظمة المناسبة، وفي امسية العيد تقوم ادارة المسجد الكبير الذي يقع في وسط السوق بانارة الماذنة ايذانا بقدوم العيد السعيد بعد تلقى خبر ثبوت رؤية شهر شوال من دار الافتاء الاسلامي في اسمرا وغالبا ما يحدث ذلك بالتزامن مع ثبوت الشهر في الديار المقدسة (السعودي).
تقام صلاة العيد في ملعب كرة القدم المحازي لخور (عد سيدي)، ياتي المصلون من مختلف نواحي المدينة حاملين الرايات مهللين ومكبرين فرحين بحلول شهر شوال وقدوم عيد الفطر السعيد، يتصافح المصلون ويتسامحون في ذلك اليوم وكذا الاطفال الذين لا تسعهم الفرحة بهذا اليوم يطوفون على الاحياء وهم يرددون عيد مبارك ويتقبلون الهدايا من نقود وحلويات من الكبار والبيوت التي يزورونها، فالعيد مناسبة عظيمة تدخل الفرح والسرور في نفوس الجميع.
متمنين من الله ان يعيده علينا جميعا بالخير واليمن والبركات وان نقيم شعائر العيد القادم في ربوع الوطن الغالي ارتريا الجميلة، وكل عام وانتم بخير.