نضال الكادحين للشاعر الإريتري احمد سيد محمد سعد هاشم
بقلم الشاعر والناقد الأستاذ: يبات علي فايد
ولد الشاعر أحمد محمد سعد بمدينة حرقيقو، في عام 1945م،
ودرس في خلاويها ثم التحق بمدرسة الجالية العربية بأسمرا، فجامعة القاهرة، كلية الزراعة.
توفي رحمة الله عليه في ريعان شبابه في حادث حركة بليبيا في سنة 1978م.
له ديوان شعر مطبوع بعنوان: (عاشق ارتريا)، وللشاعر احمد محمد سعد عدة مسرحيات شعرية. في هذه العجالة أتناول عمله الجميل (نضال الكادحين) ذلكم العمل الذي تغنى به الفنان الإرتري والذي يسرني أن أطلق عليه (أمير الأغنية الثورية)، الفنان إدريس محمد علي (فك الله أسره) من سجون الطاغية إسياس افورقي (قبح الله سيرته).
في هذه العجالة أتناول عمله الجميل (نضال الكادحين) ذلكم العمل الذي تغنى به الفنان الإرتري والذي يسرني أن أطلق عليه (أمير الأغنية الثورية)، الفنان إدريس محمد علي (فك الله أسره) من سجون الطاغية إسياس افورقي (قبح الله سيرته).
إن العمل الذي بين أيدينا هو حلم الثائر ومنى المناضل، وتجديد الوعد بالعطاء لأجل نيل الحرية الحمراء، وهو الرجاء والترقب في نصر الله المستضعفين. إنها قصيدة ملؤها التضحية وعين المضحي على كوة ينظر منها للضياء البعيد المرتقب.
إليكم النص سادتي:
"كل نبض في عروقي كل عزم في نضال الكادحين / كل شــوق وأنين في بلادي / يصنع الفجر المبين / يمـلأ الدنيا انـبعاثا / رغـــم كيد الغـاصبين / ســوف نمضي في المسير / إننا أصحاب حق لا يلين / ربــما دكوا الروابي / ربما صبوا لهيبا / في بيوت وحقول وحمام / بيد أنا لن نبالي بالمآسي / فالقضايا صوت رشاش يغني للسلام.
يا رفاقي / افرشوا الدرب صمودا وفداء / فجرو اللحن المدوي / يملأ الأفق هتافا وسـناء / صرخة الشـعب المفدى في الحنايا / جذوة تشعل العزم مضـيا / إن آلام الضحايا والحزانى في الخيام / انتصار لا رجوع / ضد من يرجو الفناء.
يستهل الشاعر نصه بجملة ابتدائية يتأخر خبرها، ثم يردف بجملة إبتدائية أخرى يتأخر خبرها ثم يأتي وبإصرار بجملة ابتدائية ثالثة، وفي كلها يتأخر الخبر في تفنن مشوق للمتلقي المتلهف للخبر:-
"كل نبض في عروقي"،
"كل عزم في نضال الكادحين"،
"كل شــوق وأنين في بـــــلادي".
ثم يدفع الشاعر للمتلقي الذي يقف على جمر الترقب بجملتين هما خبره الذي أخر.
"يصنع الفجر المبين"،
"يمـلأ الـــدنيا انـبعاثا رغـــم كـــيد الغـاصبين".
ويزيدنا بقوله:
"ســوف نمضي في المسير إننا أصحاب حق لا يلين" في اشارة لمواصلة النضال رغم كيد العدو وتربصه الدوائر بالأحرار.
وإنك لترى عزيزي، الموسيقى الداخلية في القوافي المنتهية بياء المد والنون، إنها توشك تحاكي الأنين الذي يوافق المعاني: كادحين، أنين، مبين، غاصبين، يلين.
ثم ترتفع قافيته عاليا في صورة توافق مفردات الطغيان التي تقف قبالتها مفردات الصمود أمام هذه الوحشية: "ربــما دكوا الروابي ربما صبوا لهيبا في بيوت وحقول وحمام بيد أنا لن نبالي بالمآسي فالقضايا صوت رشاش يغني للسلام" والمفردات الطاغية هي: دكوا الروابي، صبوا لهيبا، المآسي.
وتقابلها مفردات الصمود: لا نبالي، رشاش يغني، السلام. إلى أن يقول: "إن آلام الضحايا والحزانى / في الخيام / انتصار لا رجوع / ضد من يرجـو الفناء".
وهو هنا إنما يبشر الإرتريين كما بشر موسى عليه السلام بني إسرائيل الذين كانوا مستضعفين بمصر، ووعد الله لهم بالنصر: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ).
ذلك أن فعل إثيوبيا لم يكن بأقل من فعل فرعون الذي قال وقال الملأ عنده: (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ).
ألا رحم الله الشاعر أحمد محمد سعد وتقبله في الشهداء.