العفر وحق تقرير المصير وتهم الانفصال
بقلم الأستاذ: عبدالقادر على عثمان
المقدمه:
على الرغم ان الامه العفريه تعتبر واحده من أقدم الأمم على وجه الأرض،
هذا ان لم تكن أقدمها على الإطلاق الا ان هذه الامه لاتزال غير معروفه لدى قطاع كبير من البشر، وقد لا يعلم عنهم الكثير حتى من الشعوب المحادده لهم الأمر الذي جعلهم عرضه للتنميط. وفي هذه السطور النثريه من مقالتي محاولة لاماطة اللثام عن ماهية هذا الشعب العريق الذي من سجاياه: الجهاد والزهد، وشظف العيش والصبر على المكاره لعلها تفتح أفآق جديده للقارئ الاريتري للتعارف والتقارب الحقيقي.
من هم العفر؟
اصولهم:
اختلف المؤرخين كثيرا حول أصول العفر وأسباب تسميتهم بالعفر حسب المؤرخين الاسلاميين كابن خلدون والنووي وغيرهم فإن العفر هم قبائل قحطانيه من همدان باليمن وهم بطن من بطون زيد بن كهلان وهي قبائل كانت تسكن جنوب الجزيرة العربية (اليمن).
ويعتقد أيضا ان مملكتهم في جنوب اليمن كانت تسمى اوسان وعندما رحلوا من اليمن إلى الحبشه سموا عاصمتهم الجديده باوسا تيمننا بعاصمة مملكتهم القديمه في اليمن"اوسان".
كما انه يعتقد ان العفر هم قبيلة العَفار التي سكنت وادي شحوح في حضرموت بجانب قبيلة الكثيري الذين أسسوا لسلطنة الكثيري وعاصمتها سيئون.
ومع الوقت أسسوا سلطنات وممالك عديدة، وانتشروا بهجراتهم إلى البلاد العربية والأفريقية والآسيوية بعد اعتناقهم الإسلام.
وكانت للمؤرخين الغربيين روايات مغايره، حيث يعتقد بعض المؤرخين الغربيين مثل الدكتور اورفيل وعالم الاعراق سليجمان بأن العفر هم قبائل كوشيه افرو - اسيويه.
الأسماء التي تطلق على العفر وأسباب التسمية:
دناكل: يعتبر هذا الاسم من أشهر الأسماء التي أطلق على العفر وشاع استعماله عند العرب.
أدال: وهو الاسم الذي أطلقه الأحباش في العصور الوسطى نسبة إلى سلطنة عدال او سلطنة عدعلي والتي اتحدت مع سلطنة ايفات الإسلامية.
العفر: كما أن العفر يطلقون على أنفسهم العفر وهي التسمية التي اختلف المؤرخين حول مصدرها.
حيث يعتقد بعض المؤرخين انها ترمز للمكان الذي سكنت فيه هذه الشعوب فمثلا يربط الباحث الايطالي رينموندو فرانشيتي في كتابه دنكاليا ان اسم "العفر" هو بالاساس مشتق من ميناء أوفير الذي ورد ذكره في الأسطورة التوراتيه (وفق كتاب الملوك) حيث ذكر ان الملك سليمان كان يتلقى شحنات من البضائع من منطقه كانت تدعى أوفير كل ثلاث اعوام.
كما تعتقد مصادر أخرى ان كلمة عفار هي في الأصل كلمة عربية تعني غبار وقد أطلق العرب قديما على المنطقة عفار اي غبار لقوة الرياح الموسمية التي تهب على المنطقة والتي يسميها الاهالي" قيللتا".
وفي المقابل يعتقد مؤرخون آخرون ان اصل كلمة عفار يعود في الأصل لشريحة بشرية من القبائل اليمنيه هاجرت بفعل الغزوات السبأيه عليهم إلى بلاد شرق إفريقيا قبل اربعمائة عام قبل الميلاد.
ديمغرافيا العفر:
تاريخيا كان التواجد العفري ممتدا على طول امتداد المماليك والسلطنات العفريه القديمه وبالتزامن مع تقلص حجم تلك السلطنات بدأت رقعة النفوذ والتواجد العفري بالانحسار حتى تم تقسيم المنطقة من قبل القوى الامبرياليه الذي أفضى تفتيت العفر في ثلاث دول إثيوبيا إريتريا جيبوتي.
كما يعتقد ان العفر هم أول من استوطن المرتفعات الإثيوبية ومع تغيير نظام حياتهم المعيشي انتقلوا إلى منخفض الدناكل او مايعرف أيضا بصحراء الدناكل
دور العفر السياسي في العصور القديمة مملكة سليمان وقصة بني إسرائيل.
هناك فرضية جديره بالاهتمام للمؤرخ طارق عنتر عن قصة اصل بني إسرائيل واليهود ومملكة نبي الله سليمان حيث يقول الكاتب معروف ان سبأ وملكتها تزامنت مع الملك سليمان ومملكته اسرائيل الموحدة الغنية. والملك سليمان حكم من 970 الي 931 قبل الميلاد وفي ذلك الزمن لم توجد مملكة في اليمن بل كان بها عصابات يتزعمهم مكارب حتي جاء في بدايات القرن السابع قبل الميلاد.
وبدل المكرب ”كربئيل وتر“ لقبه من مكرب إلى ملك. واليمن لم يحكمها ملكة ابدا بينما التقراي في الحبشة حكمتهم في تلك الفترة الملكة ماكيدا. ويلاحظ ان اسم بلقيس هو يوناني متاخر ويعني العشيقة او المحظية او الخليلة.
لذلك من المؤكد ان مملكة سبأ المذكورة في الكتب السماوية هي في التقراي في الحبشة وكذلك مملكة اسرائيل وملكها سليمان ايضا في العفر في الحبشة كما ان بني اسرائيل هم قبيلة مختلفة تماما عن اليهود. فبينما بني اسرائيل وحتي ادم موطنهم الاول اقليم اوغادين والثاني هو مثلث العفر في الحبشة حيث بها مملكة سليمان والهيكل والقدس نجد ان اليهود هم عصابات اسيوية تفرعت من الهكسوس ولم يظهروا بهذا الاسم الا عام 580 ق م في بابل.
كما يعتقد الكاتب إن مملكة كوش وقصة اليهود وخروجهم من مصر ليست الا فريه اختلقها التركمنغوليين وهم اليهود الحقيقين الذين دمروا الحضارات وقتلوا الأنبياء وادعوا فيما بعد انهم هم بني إسرائيل وحرفوا التوراة... انتهى.
اذا حسب الكاتب ان اول مملكة للعفر هي مملكة نبي الله سليمان والموضوع يحتاج بالتأكيد لمزيد من التعمق سيما وان هناك تاريخ شفهي لدى العفر يعزز من فرضية ارتباطهم بقصة بني إسرائيل حيث هناك عادات يهوديه كثيرة مازالت ضمن الطقوس الممارسه لدى العفر فمثلا تعظيمهم لآخر يوم أربعاء من كل شهر والذي يسمى (الأربعاء التي لاتعود).
كما أن هناك قبائل لاتزال تعظم يوم السبت حيث لا يقلمون اضافرهم ولايحلقون في هذا اليوم هذا بالإضافة إلى أن العفر جميعهم لايشربون الحليب اذا ما أكلوا اللحم او العكس لاعتقادهم بأنها مضره وقد تؤدي إلى حالة من التسمم وهي في الأصل عادة يهوديه قديمة.
اما مايتعلق بانبياء بني إسرائيل هناك سلسلة جبال طويلة وضخمه تمر عبر جميع اراضي العفر في إريتريا وجيبوتي واثيوبيا ويطلق عليها العفر جبل موس للدلالة على نبي الله موسى حيث ذهب بعض المؤرخين ان هذه الجبال هي حيث كلم الله موسى.
في العصور الوسطى:
كانت السلطنات العفريه الإسلاميه سد منيعا ضد الهجمات الصليبيه إضافة إلى الاطماع الامبرياليه الغربية والتي كانت تأتي من عدة محاور وأهمها المرتفعات الحبشية والبحر الأحمر الذي اعطى السلطنات العفريه أهمية اقتصادية على الملاحه الدوليه التي كانت تمر عبر باب المندب والذي تسبب في جعل السلطنات في مصب اطماع القوى السالف ذكرها.
قوة السلطنات وبسالة رجالها هو الذي عمل على انتشار الإسلام ومنع انتشار النصرانيه في المنطقة ماجعل القوى الامبرياليه كالبرتغال وبريطانيا وفرنسا تناصب لها العداء وتنحاز للقوى النصرانية لكسر شوكة هذه الامه التي ارقتهم كثيرا.
نجحت الامبرياليه بتقسيم شرق أفريقيا في نهاية المطاف في مؤتمر برلين الذي دعت له بريطانيا بعد انكماش قوة السلطنات العفريه.
تعتبر مملكة عدال أقوى مملكة اسلاميه عفريه وجدت:
في العصور الوسطى حيث تميزت المملكة التي تأسست في القرن الثالث عشر باتساع رقعتها الجغرافيه بعد ضم سلطنات الطراز الإسلامي، حيث كانت تمتد من زيلع جنوبا حتى سواكن وبالتزامن مع امتداد المملكة امتد ايضا التواجد العفري واختلاطهم بالشعوب الأخرى والزواج منهم حتى باتت القبائل ذات الأصول العفريه منتشره في جميع دول مايعرف اليوم بالقرن الافريقي.
بعد انكماش نفوذ مملكة عدال التي كانت تتخذ من زيلع عاصمة لها في بداية الأمر ثم انتقلت الى هرر بزغ نجم سلطنة جديدة على انقاض المملكة وهي سلطنة ايداحيسوا والتي نقلت العاصمة من هرر الي اوسا.
واصلت السلطنة الجديده الجهاد ضد شعوب المرتفعات من النصارى والقوى الامبرياليه التي انحازت للنصارى. وكانت من بين اهم تلك المعارك معركة اوسا 1875 بين السلطان محمد يايو وقوات الخديوي.
التاريخ المعاصره:
لم يكن الحراك السياسي العفري مقتصرا في الحقبه القديمه وإنما امتدا النضال حتى ابان فترة حكم هيلي سياسي ومنجستو هيلي مريام جنبا إلى جنب مع باقي المكونات في الساحه. حيث كان دورهم طليعي ابان الرابطة الاسلاميه التي انضموا لها في بواكيرها كما واضافوا للثورة لونا مميزا من التضحية.
كانوا حجر الزاوية في جبهة التحرير كما كانو النواة الأولى للجبهة الشعبية بقيادة عثمان صالح سبي عندما عقد اول مؤتمر للجبهة برعاية وحماية العفر.
ضافوا للثورة لونا مميزا من التضحية سيما عندما قدموا بناء إريتريا على قوميتهم. بعد كفاح العفر في صفوف الثورة الاريترية جنبا إلى جنب مع إخوانهم من المكونات الاريتريه خلصوا إلى تقديم الهوية الوطنية على الهوية القومية كاستراتيجية لبناء دولة مؤسسات في إريتريا وقاموا بالترويج لخطهم السياسي الجديد في اوساط العفر في جيبوتي وإثيوبيا وفي المهجر الأمر الذي كان يقابله الجميع بالرفض وعقب استقلال إريتريا مع اقليم دنكاليا سرعان مالاقى الأمر استهجانا وادانة وشجبا واسعا من الحركات السياسيه العفريه في إثيوبيا وقوى المجتمع المدني العفري في المهجر.
فمثلا ادانة حركة تحرير العفر بقيادة السلطان الراحل على مرح والحركة الثورية بقيادة محمودا قعص فصل دنكاليا عن الإقليم العفري كما اعتبرت منظمة المنتدى العفري في المهجر استقطاع دنكاليا عن الإقليم العفري امر فجائعيا. على الرغم من كل تلك الادانات الا ان العفر في اريتريا مضوا قدما في الاستقلال داخل إطار إريتريا موحده حيث كان يتراءى لهم انه من الممكن بناء دولة ديمقراطية تقدميه جنبا إلى جنب مع باقي المكونات تحفظ للجميع حقوقهم وتعمل على نسج هوية جامعه للدولة مع الحفاظ على خصوصية الهويات القومية للاثنيات.
بعد الاستقلال:
على الرغم من كل تلك التضحيات الجسام التي قام بها العفر الا ان الجبهة الشعبية وجه صفعة لهم كغيرهم من المناضلين العتيدين كما لم تطرح القيادة الجديده اي بدائل للنهوض بالبلاد من كبواتها وعثراتها بعد الاستقلال. بل عمدت القيادة الجديده على الغاء تاريخ نضال الشعب وطمس هوياتهم.
على المستوى العفري كان الضرر بالغا حيث لم يعدم النظام وسيلة لدق الاسافين بين العفر في إريتريا وعزلهم عن بقية العفر بل حتى عزلهم عن باقي المكونات الاريتريه حيث لا تصل حتى الصحيفة الوحيدة في البلاد إلى حاضرة الإقليم (عصب) ناهيك عن المديريات والقرى.
الأخرى على الصعيد الإقليمي تم إغلاق جميع المعابر المحاددة لدنكاليا من جهة اليمن وجيبوتي واثيوبيا بالإضافة إلى ملاحقة المواطنين في ارزقهم في الداخل للتضييق عليهم.
كما عمدت حكومة اسياس بتقسيم الإقليم اداريا لثلاث مديريات شمال وجنوب دنكاليا بالإضافة إلى مديرية ارعتا وهو الأسلوب الذي كان ساريا ابان هيلي سيلاسي ومنجستو حيث تم حينها تقسيم اراضي العفر في خمس إدارة اجنبيه لتشتيت العفر حتى تخور قواهم السياسيه ويضعف انتماءهم القومي.
حتى الثقافة لم تسلم من التسييس. حيث طالت يد النظام الكتابة العفريه بالحروف اللاتينية وقامت بتدخل سافر بتبني وتغذية الخلاف على الحروف اللاتينيه المعتمده للكتابة في بين العفر في جيبوتي وإثيوبيا من جهه واريتريا من جهه. استقلت الخلاف وقامت بالضغط والاقناع على المثقفين في إريتريا نمط مغاير للكتابة عن ماهو متبع مع العفر في الدولتين، لم يكن الأمر محاباة من جبهة الشعبية للعفر في إريتريا بقدر ماهو محاولة منها لتعميق الخلاف ودق الاسافين بين العفر.
هذا بالإضافة إلى الاشتباك مع المواطنين العزل فيما عرف لاحقا بمجزرة عسعيلى حيث قامت قوات الشعبية بقتل العشرات من الاهالي الذين رفضوا تجنيد ابناءهم وبناتهم في صفوفهم في العام 1988 ثم 1992 وفي العام 1994 قامت الجبهه بمداهمة القرى والمديريات لنزع سلاح المواطنين حتى لاتكون هناك أي مقاومة مستقبلا.
حق تقرير المصير:
التعريف:
هناك تباين واضح لدى القانونيين حول إيجاد صيغة تعريف شامله للمصطلح واختلافهم هو نتيجة طبيعيه للانحيازات البشريه التي يصعب احيانا الانفكاك منها فمن ينحازون للشعوب نظرتهم مغايره لمن ينحاز للسلطة والمؤسسة. ولكن إجمالا نستطيع أن نقول ان حق تقرير المصير "هو حق الشعوب في تقرير مستقبلها وتحديد شكل النظم السياسيه التي ترغب العيش في ظلها.
وهناك أيضا من القانونيين من يضيف شرط عدم وجود عامل خارجي يدعم توجه الشعوب في كفاحها لتحقيق مصيرها الأمر الذي أراه شخصيا مخالف للواقع فالشعوب المتطلعه لمستقبل افضل لليمكنها بشكل من الأشكال الاستغناء عن الدعم ولنا في أمهات الثورات اكبر مثال فمثلا الثورة الأمريكية رأت النور لولا الدعم الفرنسي لها الذي أراد الانتقام من الانجليز كذلك الثورة الروسيه لما استطاع البلشفيون بقيادة لينين الانتصار لولا الدعم الألماني والانجليزي والأمر نفسه مع اغلب الثورات.
النشأة:
على عكس مايذهب اليه بعض المؤرخين الا ان نزعة الأفراد بالاستقلال بارآئهم وافكارهم هي نزعة انسانيه اصيلة وجدت بوجود الإنسان، وفي القرون الوسطى كانت بداية تدشينه كمصطلح كحالة تمرد على السلطة الثيوقراطية التي كانت تدعي انها تستمد مشروعيتها من الحق الالهي وبذلك اعتبرت شعوبها من اقنان الأرض ولا يحق لهم المشاركة بقرارات السلطة او الاعتراض عليها والتي تبعاتها سلبيه.
وفي نهاية القرن الثامن بدأت ملامح المصطلح بالاتضاح سيما عندما تبنت الولايات المتحدة تطبيقه فعليا في بيان اعلان استقلالها كما اقرت بحق شعوب أمريكا الجنوبية بتقرير مصيرها للحد من المد الأوروبي. وفي أوروبا اقرت الثورة الفرنسية والثورة الروسيه بقيادة لينين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حق الشعوب في مقارعة الظلم والسعي للحرية وتقرير شؤونها الداخليه والخارجيه.
وفي خمسينات القرن العشرين عندما احست الجمعية العامة ان بعض القوى الكبرى ذهبت للتهوين من بند حق الشعوب في تقرير مصيرها او تفسيرها حسب ماتراه ملائم لها، عمدت الجمعية العامة لأن تطلب من لجنة حقوق الإنسان أن تضع توصيات حول الطرق والوسائل التي تضمن حق تقرير المصير للشعوب. كما نصت في قرارها على ضرورة تضمين الاتفاقية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مادة خاصة تكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ثم أصدرت بعد عامين قرار جعلت بمقتضاه حق الشعوب في تقرير مصيرها شرطاً ضرورياً للتمتع بالحقوق الأساسية جميعها، وأنه يتوجب على كل عضو في الأمم المتحدة الحفاظ على حق تقرير المصير للأمم الأخرى واحترامه.
العفر في إريتريا وحق تقرير المصير والنزعه الانفصاليه:
لم يكن العفر في إريتريا بدع من الناس حينما طالبوا بحق تقرير مصائرهم السياسيه والاجتماعيه والثقافيه والاقتصادية مع فارق وجود قوى سياسيه عفريه كجبهة عفر البحر الأحمر تضع شرط الانفصال كضامن في حال تم الانقلاب على أهدافها ورؤيتها مستقبلا.
فلولا هذا الحق الأصيل لما نلنا كاريتريين استقلالنا من براثن القوى الامبرياليه ومخالبها في المنطقة ولولا هذا الحق لما اعتبرت ثورتنا تحت جبهة التحرير بثورة تحرر هذا ابتداءا.
مع ازديا الغبن السياسي والتهميش والاستبداد في إريتريا عموما وفي اقليم دنكاليا خصوصا بالإضافة إلى ازدهار أحوال العفر سياسيا واقتصاديا في كل من جيبوتي وإثيوبيا كان من الطبيعي ان تعتبر القوى السياسيه العفريه طرحها وجيها وعقلانيا، وعليه كانت تسعى منذ تأسيسها جاهدة لإقناع باقي القوى السياسيه الاريتريه برؤيتها لمستقبل نظام الحكم في إريتريا ولم تكن منعزلة عن الحراك السياسي فهي عضو مؤسس للتحالف الوطني والمجلس الوطني.
الخلاصة:
تضافر كل هذه المعطيات بالإضافة إلى نجاح جبهة التحرير العفر بقيادة السلطان ببسط نوفوذها على كامل الأراضي العفريه وتشكيل اقليم موحدا للعفر في اثيوبيا بعد ان كان موزعا اداريا بين خمسة اقاليم ودخول الجبهة العفريه في جيبوتي َمفاوضات مع الحكومة ما أفضى إلى تشكيل حكومة مشتركة جعل العفري في إريتريا يرى كيف نسجة عوامل الضعف بساطها تحت أقدامهم وبات ينظر إلى الماضي بنظرة رومنسيه ويخاطب المستقبل بنبرة حادة ليس فيها أي مجال للتنازل واي خطاب يحد من طموحهم السياسي كقومية اولا ثم اريتريين ثانيا لن يلقى آذانا صاغيه، الأمر الذي رسخا عند البعض من المكونات الاريتريه ممن لايعلمون السياقات التاريخيه للتشكلات والتحولات السياسيه التي مر بها العفر مفهوم خاطئ عنهم وجعلهم ينمطنوهم ويطلقون عليهم احكاما مسبقه.
ومن نافلت القول يقال ان الحكم على الأشياء جزأ من تصوره وهذه كانت محاولة قد تساهم في بناء تصور عام وشامل عن العفر حتى نستطيع جميعا بعقلنة خطاباتنا لاإيجاد آلية تعزز من تقارب كل المكونات وتذلل كل العقبات.