وكالة الاثنيات او القبائل
ترجمة الأستاذ: عبدالفتاح محمد احمد دراسي - كاتب وباحث في التاريخ
خلال الفترة الاستعمارية في كافة الادارات الحكومية العسكرية منها والمدنية كان من الواضح
أن هناك استراتيجية لجمع المعلومات حول السكان ونري ذلك من خلال النتائج المذهلة لمعرفة البيئة المحلية وإمكانية خلق بيئة للاستعمار لفرض الهيمنة علي المستعمرة.
انشاء وكالة للقبائل ان صح التعبير او الاثنيات:
تم انشائها في يوليو من العام ١٨٩٠ وقد كانت استجابة لمتطلبات الاستعمار في تلك المرحلة. كانت الوكالة تحت قيادة الرائد جوزيف نوا، والذي قام بالإشراف علي جمع المعلومات عن القبائل.
هوا نفسه كان منخرط وموجود دائما عند تسمية الوجهاء المحليين، كان هوا من يقوم بإعداد قائمة بأسماء المرشحين المناسبين وكان يقترح مرتباتهم ويقوم بمهمة التعديل في المساهمة المالية. ليقوم بهذه المهمة قام بزيارة جزء كبير من أراضي المستعمرة وقد ترك العديد من التقارير بخصوص لقائته. واحدة من هذه التقارير تتعلق بزيارته لجزيرة دهلك من يوم ١٧ الي ٢٧ يونيو ١٨٩١ والتقارير موجودة في متحف بولونيا وتتكون من ٢٤ صفحة.
تولي المنصب بعده جيراردو دي سافوا من مكتب وزارة الزراعة.
الجهد والطاقة التي تم استثمارها في هذا العمل المعقد لدراسة القوميات والسياسة المحلية مثلت عمل مقدر من السلطات الإدارية أنتجت منها كتاب بيوغرافيا القادة المحليين للقبائل بحيث يتم جمع معلومات كافية عنهم تتعلق بقبولهم وسط مجتمعاتهم، مؤاهلاتهم التعليمية، توجهاتهم السياسية واذا ما كان شخص موثوق به للسلطات الاستعمارية وأخيرا حالته النفسية.
كانت قد ظهرت في ايطاليا في نفس الوقت ظاهرة الصور البريدية فقد قامت احد الصحف الايطالية بنشر صور بريدية لبعض وجها ارتريا وقد تم نشره في صحيفة دانيسي في روما مع سيرتهم الذاتية. تواصلت عملية جمع معلومات واضافة ملفات لوجها وزعماء القبائل تواصلت طوال تلك الفترة.
هكذا نستطيع معرفة توضح مدي اهتمام السلطات الاستعمارية بهؤلاء الأشخاص والشي الاهم انه تم جمعها في عدة مراحل وتتطابق تقريبا مع بعضها موزعة في عدة متاحف في ايطاليا لتثبت التوجهات التي كانت حينها. في العادة كانت هذه الملفات تحتوي علي السيرة الذاتية للزعماء والوجهاء من المرتفعات الارترية وقد اضيفت لها لاحقاء ملفات تخص قبائل المنخفضات والتي نجدها في مذكرات فولكي. وبعد هذا العمل يمكننا ان نمتلك صورة شاملة عن الوضع السياسي في ارتريا. فقط بعد تحليل هذه البيانات ومقارنتها يمكننا ان نتاكد بصحة معرفتنا لهذا الجانب من التاريخ الاستعماري الايطالي في ارتريا.
الادارة الاستعمارية وحتي هزيمة عدوة كانت تركز علي الجانب السياسي، وقد بذلت مجهود مقدر لفهم التداخلات والعلاقات السياسية بين المجتمعات المحلية المختلفة بهدف استخدامها لمصالحها الخاصة. وقد كانت احد الطرق الاستعمارية الكلاسيكية الناجحة. وقد تم استخدامها من قبل العثمانيين في السمهر في القرن السادس عشر حين دخولهم للسمهر، استغلو بنجاح الخلافات الداخلية للمجموعات العرقية الموجودة. وبجانب الوضع السياسي هناك العادات والتقاليد.
اما الجانب القانوني والقضائي كانت النتائج ملموسة وقد استخدمت بغرض تسهيل عملية احتوا تعقيدات المجتمعات.
مثلا ثورة بهتا حقوس وتمرد الحباب في العام 1895 قد اثبتت كيف ان اهمال هذه الجوانب لديه عواقب وخيمة علي استقرار المستعمرة ومن هذه المرحلة ابتدت مرحلة معرفة المناطق تحت سيطرة الاستعمار معرفة دقيقة.
نتحدث عن عمل روتيني تحت مسئولية الحاكم الاستعماري. وكنتيجة لهذه الظروف تم عمل دراسة تسهل عملية انسياب المعلومات داخل المستعمرة بين الادارات المختلفة.
كانت التقارير تمر بانسياب بين الوحدات الادارية ومن القري الي مصوع ومن ثم الي اسمرا.
في محاولة لمراقبة التاثيرات الناجمة عن التغيرات التي طرات في المجتمعات. يقول كونتي روسيني يجب دراسة السكان للسيطرة عليهم وكلما قمنا بدراسته كلما استطعنا تنظيم السياسة المحلية. بعض الحلول التي كان يقدمها المستعمر كانت متناقضة فيما بينها بينما كانو يشجعون علي ما سموه الثورة الديمقراطية لدي الحباب في نفس الوقت كانو يواجهون المشكلة بالنقيض لدي قبائل الماريا بايقاف التحول الديمقراطي في القبيلة، في هذا التوجه المختلف هناك اعتبارات وحسابات استعمارية وهي نتاج لدراسة تسمح للمستعمر في النهاية بالهيمنة.
ومع ذلك بامكاننا ان نقول ان مثل هذه الدراسات لم تكن دائما نتائجها مواكدة بل للسخرية بانها كانت تاتي بشكوك اضافية وايجاد استراتيجية صحيحة كان يفرض ظروف في الغالب ليست متوقعة.
واذا ما قارنا استراتيجية الحكومة الايطالية ضد الحباب فسنجد بانها لم تكن ذات جدوي بل ان الاستعمار كان ضحية للموازين الداخلية للقبيلة. في ستة اعوام منذ العام 1890 الي العام 96 تم تغيير اربعة كنتيباي ولكن هذا لم يمنع من هروب جماعي نظمه الكنتباي محمود. الازمة بدات حين اراد الايطاليين حسب دراستهم للحباب بعمل موامرة للاستفادة من الصراع الداخلي بين سلالاة الكنتباي السابق حمد وسلالة حداد ولكنهم فشلو بعد افشال المؤامرة من القبيلة.
دراسة وتوثيق العادات والتقاليد للسكان تحت السلطات الاستعمارية صارت واجب ومسئولية الوحدات الادارية المتفرغة وبهذه الطريقة لم يقومو بعمل مفيد ولكنهم ايضا كانو يظهرون بمظهر الخبراء عن الوضع الاستعماري. لمساعدة الحكام الاداريين علي هذه المهمة الشاقة كان هناك جداول استبيان لجمع المعلومات تم اعدادها بمهارة من قبل علماء الجغرافيا والاتنوغرافيا.
الهدف منها كان تنظيم العمل، واليوم هذه الجداول تمثل شهادة جودة عمل لمن قام بجمع هذه المعلومات في الميدان.
كما يتذكرها كلاوديو كاريتي كان يتم اجراء المقابلات وجمع المعلومات في الاستبانانات دبلوماسيين، ضباط البحرية، مسافرين ومبشرين افراد الجيش وضباط الجيش في المستعمرة الخ وكان يتم عمل مهم جدا لجمع الاخبار وبعدها يتم تقييم ودراسة هذه الاستمارات بطريقة علمية.
في ايطاليا الموظفين للقيام بواجباتهم كان قد تم اعداد ادوات وبيانات ومعلومات كافية. وحين تنقصهم المعلومات باللغة الايطالية علي المستوي الدولي كان يكفيهم الاستعانة كتيب عن التقاليد العرفية لبعض القبائل من منطقة كرن الي كسلا للملازم جوليو موتشي وقد تم تزكيته من قبل فيديريكا جوازيني وقد كان جدول دراسة وقد تم اعداده من.
dall’Internationalen Vereinigung für Vergleichende Rechtswissenchaft und
Volkswirtschaftselehre di Berlino
سنقوم بترجمة الصور وهي من داخل الكتاب وسنتحدث عنها اثناء الترجمة.
النائب ادريس حسن من اهل البيت من ناحية الام قام باعمال عظيمة للحكومة الايطالية ويعتبر السيد الحقيقي لمصوع.