سلسلة بحثية عن تصحيح المفاهيم الخاطئة

بقلم الأستاذ: حمد دنقس ارباب النراوي - جنيف، سويسرا المصدر: مجلة الجياد الثقافي

اسئلة تحتاج لإجابة: من هم النرا ؟ من هم الباريا ؟ في الفترة الاخيرة كثُرة عملية البحث والتقصي

في تاريخ المجموعات القديمة مما ادي الي خلق روح معنوية لتصحيح المسار وتوضيح الانتماء وخاصة بعد زيارة الشيخة موزة لأهرامات البجراوية في شمال السودان.

قال تعالى "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..." ولكن للأسف لم نتعارف لأن هنالك من يخلط بين النرا والباريا الي يومنا هذا سواءاً بجهلٍ منه او عن قصد.

وهذا ما اتضح لي جلياً فبعض العوام يخلطون مابين (شعب النرا الكوشي المروي الشمالي) و(شعب الباريا النيلي الجنوب سوداني) لسبب او لآخر لذلك وجب علينا نحن كأبناء النرا توضيح الامر (فأهل مكة ادرى بشعابها) ولأنه ليست هنالك اي علاقة او رابط يربط النرا الشماليين مع الباريا الجنوبيين لا لغوياًً ولاثقافياً ولا اصلاً ولا فرعاً ولا إسماً والنرا على مر الحقب التاريخية لم يطئوا ارض جنوب السودان الحالي لا سلماً ولا حرباً.

ولكن الراس آلولة - قاتل النرا في 1887م اطلقت جماعته علي النرا اسم (باريا - بارية) وهو اسم وصفي وغرضه الاساءة ومعناه في صياغ (السواد =اسود) الذي لم يقع عليهم فالنرا متباينون . وسبب اطلاق الاسم علي النرا هو عندما تسلط عليهم النرا بالحرب والسلب وعندما سٲلوهم عن اوصاف من يهاجمونهم وصفوا النرا بٲنهم قوم (قصار وسود - والون الاسود بالغتهم يسمي بارية) مع ان التباين في الطول والون ملحوظ في النرا فالنرا فيهم الاصفر والاسمر والاديم والابيض والطويل والقصير.

وكان ذلك في عهد حكم اري عقبا واستمر حيناً من الزمان.

حتي بعض الكتاب من الاحباش والطليان في 1890م استخدموا اسم (بارية ـ باريا) في تدويناتهم لبعض المشاهد التاريخية ما يدل علي انتشار الاسم بين المجتمعات الآخرى.

حتي فتح الله على النرا بالقائد إبراهيم توتيل وتمكن من ايقاف الاسم الوصفي (باريا ـ بارية) قائلاً: ”نحن لسنا باريا نحن نرا“.

وبذلك تمت اعادة هيبة واسم (النرا Alnara) الذي حاول الاحباش سلبه.

اولاً: من هم النرا ؟

قبيلة النرا في غرب ارتريا:

روايتهم تحكي عن انهم رهط من كوش ومجموعة (النرا الكوشية) تنحدر من مصر وشمال السودان مروي بصورة اساسية وهم يدينون الاسلام بصورة عامة.

والنرا يتمركزون في غرب ارتريا والي وقت قريب (1887م) كان للنرا انتشار علي مناطق (آد برو - عطبرة) ونهرها وكسلو والقضارف وسنار. واسم النرا يعني السماء والنرا وينقسمون الى اربعة مجموعات اوفروع وهي: الكويتا، المقريب، الهقر، السانتورتا - يتحدث جميعهم لغة واحدة تعرف بالنرا (Nara Bona) ومن هنا اتت التسمية النرا (اي منذ ان طرئوا فاللغة تنسب الي متحدثيها والعكس صحيح) والارض احياناً تنسب لقاطنيها كما حدث لمنطقة نارو التي اخذت اسمها منهم .هناك اختلاف طفيف فى مخارج الحروف بين مجموعة واخرى مع تباعد في المفردات احياناً.

النرا الى فترة قريبة كانوا يقيمون فى معظم المناطق المنخفضة فى ارتريا ففى سنحيت هم حلفاء طرف من اطراف الصراع بين طوقى وترقى كما ان طنفاي وشبخاي من النرا تصاهروا مع الاجاوا وكذلك ام الجد الاكبر لفرع سليمون من النرا اما فى الساحل هم خيلان الحباب (حيث تزوج اجداد الحباب نأمن واسقدوم من النرا باعتبارهم القوى المسيطرة فى تلك الفترة).

المهنة الرئيسية الرعى مع الزراعة (الماشية) النرا مجتمع رعوی بصورة اساسیة یربون الابقار والماعز والابل والضان ویزرعون اکتفائیاً.

الوجبة الرئیسة التکوشم واحیانا یستعملون الکسرة الرهیفة التی تتم عواستها بالقرقریبة. وتکون غالبا فی الصیف.

اما منازلهم فتبنی من فروع الاشجار والقش وتزین بالبروش والملفت للنظران بها باب شدید القصر لاتدخله الا منحنیا فديانتهم حتي القرن العشرين أمونية.. الباب وفوق الباب تماما لافتة من برش مرسوم فيها محكمة الموتي يتوسطها امون واوزریس والهة یقودون المیت للعالم الآخر.. والكلمة تفكك كالاتي: آ بمد الألف ضمير المتكلم- موو تعني أعبد هذا الرب.. أي أن اللفظة تقرأ كالاتي: أنا أعبد هذا الرب.. ولذا قصر الباب لتركع قسراً للرب.. بل ذهبوا أبعد من هذا حتي بييه وطهراقا واركامني الأسد الرابض أبي دماك بكسر الدال وتشديد الميم هم نرا بدلالة معني الأسماء.

الشيئ المدهش أن الأثري كوهين إكتشف باقليم القاش بركة جرارا كرمية بمراحلها الثلاثة محفوظة في section ماقبل التاريخ بمتحف ارتريا الوطني.. ومازالوا يرعون ويصطادون وأمهر من يرمي بالقوس اوالرصاص کما أنهم امهر من یرمی بالنبال وحالیاً امهر من یستعمل السلاح وبدقة - وللعلم فان عواتی مفجر الکفاح المسلح منهم ابا وامه من حفرت - فصیل من البجا. والنرا یتکلمون لغة سودانية شمال شرقية. وقد وجد الباحث الفرنسی کلوود رایللی اکثر من اربعین کلمة تتماثل مع المرویة و يؤكد عمق الصلة مابين اللغتين.

مسنون من النارا في بحث اثنوغرافي أجراه معهم الاستاذ بابكر عوض الكريم قالوا: نقلا عن أسلافهم بأن موظفین كتاب من البجراوية مرویین محمیین بجنود کانوا یأتون لقراهم ویسألون عن اسم الشجرة او البقرة بلسانهم فیکتبونها او يشيرون لشخص-حيوان ونبات ويتم التدوين بلغتهم ویمضون فهل یاتری کان لسان النرا احد السنة هذا اللغز المروی باعتبارها لغة منطوقة.

ان فرع المقرایب هم سكان الألوة (علوة) فروا بعد هزيمتهم لبحر ابيض وجزؤ لغرب ارتريا. فهم من الشعوب المرویة ايضاً لأن من ضمن مایذکرون من الهة یذکرون ابی دیماک ای صاحب الرأس الکبیر کنایة عن الاسد . کما یتکلم عامتهم عن بییه - بعانخی - فهل کان اصل ملوک نبته المجهول هذا الشعب.

مجتمع النرا قبل الاسلام مجتمع امومی وکانوا یمارسون عادات وثنیة کاعتقادهم بان قدرة [دنقل اشکول] علی حل المشاکل فالاسطورة تقول: حملت فتاة سفاحاً فقام اخوها برمی المولود وسط مراح الابقار لیموت لکنه عوضا عن ذلک صعد للسماء وهو الذی یمکن ان یحل ای مشکلة اذا نادیته] هذا الاعتقاد لازال قویا عند الکویتا. کما أن هنالک اسطورة الثعبان الابیض والذی کان شعاراً للاسرة المالکة إذ یأخذه احد افراد الاسرة المالکة ویتقدم الجیوش فی الحروب وفی الحل والترحال للاسرة المالکة - مسنقی - [لاحظ الممارسة مع تیجان ملوک کوش ومصر وشعار الکوبرا] واضیف من عندی قصة الملک الثعبان الابیض والملاح المصری التائه [راجع قصة سنوحی] وذلک حینما تحطمت سفینته ونجا قبالة احدی جزر البحر الاحمر اقرب ماتکون الی مناطق محمد قول الحالیة. اذ وجد نفسه محاطاً بجنود اخذوه الی حیث الملک والذی کان ثعبانا ابیضا ضخماً سرعان ماتحول لادمی وسمع قصة الملاح فوهبه کمیة کبیرة من الذهب ووفر له سبیل العودة لبلده. اما عن الزواج فی مجتمع النرا فیقول لوقت قریب کان النراوی لایتزوج ابنة خالته باعتبارها اخته ومازال الکویتا لایتزوجون بنات الخالات.

کما کانوا یمارسون زیارة قبور الموتی ووضع التمباک علی حافة القبر لأن الموت عندهم بدایة حیاة اخری. والنرا قديماً لهم طوق دفن عديدة منها الدقي واحدة منها في قيردا بالقرب من مقلو دامر. ولديهم مدافن هرمية في حلحل نرا ارب.

اهم القوانین المنظمة لحیاة السکان هو قانون ملکیة الارض ففی هذا المجتمع تکون الملکیة علی النحو التالی: بالوراثة اوبالهبة من الاقارب وبوجود رفات اوعظام لاحد افراد الاسرة فی الارض کدلیل کافی لملکیة الارض.

القانون الثانی هو لتنظیم حیاة المجتمع وفض المنازعات حول المرعی والبهائم الضالة اوالمسروقة وتتمحور کالآتی: اذا سرقت منک بقرة مثلا اوضاعت وتتبعت الأثر الی قریة من القری یبقی اهلها امام خیارین اما ان یسلموک نفس الاثر الذی کنت تتبعه خارج قریتهم اویتحملوا المسئولیة ای التعویض لصاحب البقرة المسروقة اوالمفقودة من غیر سؤال عن مصیرها ویتم تقدیرها بلجنة من کبار السن.

فی مجتمع النرا ممنوع منعاً باتاً التحرش بالنساء او ضربهن او اهانتهن وعقوبته دفع بقرتین وکذلک تستطیع المرأة أن تطلق او ترفض الزواج وذلک بارجاع الاربعة بقرات المدفوعات کمهر. وهنالک تمیز للمقرایب بامتلاکهم حصریا للوشتال الذی تتخذه القیادة الشرقیة کشعار اذ لایزال ستخدمه المقرایب فی المنطقة سلاحا شخصیا. اختم بوجود الصلة الحضاریة القویة بین حضارة کرمة وحوض القاش فی ارتریا من خلال ماذكره رايللي عن تواجد النرا ودورهم في صناعة حضارة كرمة ومن خلال القلل الثلاثة التی عثر علیها الاثاری کوهین فی القاش لمراحل کرمة الثلاث والآن محفوظة فی المتحف الوطنی الارتری بأسمرا [بیت مذکری].انتهي

ثانياً: من هم الباريا ؟

قبيلة اﻟﺒﺎﺭﻳﺎ في جنوب السودان:

ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺛﺎﻧﻲ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ، ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﺤﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﻭﺍﻟﺬﺍﻧﺪﻯ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﺭﻳﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻧﺤﺪﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺍﻧﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﻴﻠﻴﻮﻥ ﺣﺎﻣﻴﻮﻥ ﻭفرﻭﻉ الباريا ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﻫﻲ:-

1. اﻟﻤﻨﺪﺍﺭﻱ
2. اﻟﻜﻮﻛﻮ
3. الكاﻛﺎﻭ
4. اﻟﻔﺠﻮﻟﻮ
5. اﻟﻨﻴﺎﻧﻘﻮﺍﺭﺍ

ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﺟﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﺍﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﺑﻤﻮﻃﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺄﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻮﺑﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺮﻋﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺃﺳﺘﻘﻠﺖ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻓﻤﺎﺭﺱ ﻛﻞ ﻓﺮﻉ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻭﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺍﻻﺳﺒﺎﺭ ﻭﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍلباﺭﻳﺎ ﺗﻘﺴﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻭﻉ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻤﺜﻼ ﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺭﻱ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻫﻲ:-

ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ، ﺑﻮﻛﻲ ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻋﺎﻥ ﺍﻛﺜﺮ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻗﺎ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﺃﻻﻡ،

ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ ﺑﺎﺭﻟﻲ ﻓﻴﺘﺰﻋﻤﻬﺎ ﺑﻮﻛﻲ ﺳﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ﻭﺇﻧﻲ ﺑﻮﻳﻮﺏ ﺃﻣﺎ ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ ﺑﺎﺭﻱ ﻓﻴﺘﺰﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻴﺮﻱ ﻛﻴﺮﻱ،
ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ ﺷﻴﺮﺍ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺭﻱ ﻭﻣﻘﺮﻫﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻤﻴﺰﺓ، ﻭﻳﺠﺪﻭﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻤﻨﻘﻼ ﻭﺗﻤﺘﺪ ﺣﺪﻭﺩﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻣﻲ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻬﻢ ﻫﻮ ﻟﻮﻛﻮ ﻟﻮﻧﻖ ﻟﻴﻘﻲ
ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ ﺭﻳﻘﻮ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻴﺎﻧﻘﻮﺍﺭﺍ
ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ ﺑﻮﻳﻮ ﺩﻳﺮﻱ ﻭﻫﻮﻻﺀ ﺍﺧﺘﻠﻄﻮﺍ ﺑﺎﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﻭﺗﺰﺍﻭﺟﻮﺍ ﻭﺗﻤﺎﺯﺟﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ
ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ ﺑﻮﺭﺟﺎﻧﻖ ﻭﻫﻢ ﻳﺠﺎﻭﺭﻭﻥ ﻣﻨﺪﺍﺭﻱ ﺭﻳﻘﻮ ﻭﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺗﺎﻟﻲ ﻭﺗﺮﻛﺎﻛﺎ

ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ:

ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻻ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﻬﺪ ﻻﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﺧﺎً ﻟﻬﻢ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺃﺑﺪﺍ ﻻﻧﻬﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺑﻬﺎ ﺳﺮﺍ ﻣﻘﺪﺳﺎ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺯﻟﺔ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻙ، ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪ قبيلة ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﻨﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﺍﺫﺍ ﺣﻮﻛﻢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻓﺎﻧﻬﻢ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺳﻮﻳﺎ، ﻭﺍﺫﺍ ﻣﺮﺽ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﻳﺴﺎ
ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﺮﺅﺳﻬﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﻢ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍلمهر ﻓﻴﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻔﺎﺗﻜﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻗﺪ ﻗﻠﻠﺖ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺑﺎﻷﺑﻘﺎﺭ ﻭﺍﻷﻏﻨﺎﻡ
ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻻ ﻳﺸﺮﺑﻦ ﻟﺒﻦ ﺍﻟﻀﺄﻥ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻬﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻭﻻ ﺑﻴﻀﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ
ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻻﻥ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻳﺆﻛﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻓﻬﻮ ﻭﺟﺒﺔ ﺩﺳﻤﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﺮﺍد.

وهكذا اتضح لنا انه لا علاقة بين النرا الشمالية والباريا الجنوبية وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

المصادر: الاستاذ بابكر عوض الكريم - رحمه الله تعالى من کتابه المعد للطبع: شرق الشمس - غرب القمر الانثروبولیجا والتاریخ.
الاستاذ بابكر عوض الكريم - رحمه الله نقلاً عن هيتين
الاستاذ عبد الرحيم هيتين.
الاستاذ ابراهيم الجيو.
الاستاذ حمد دنقس ارباب.

Top
X

Right Click

No Right Click