كلمة امان تعني الوقاية والسلامة

بقلم الأستاذ: عمر نهاري (ابو حسين) - لندن، المملكة المتحدة

لكن لم تكن كذالك مع صاحبي المعارض لسياسة الديكتاتور اسياس وحزب هقدف (امانئيل) الذي عرفته خلال رحلة امتدت لأكثر من

١٤ عاماً زميلا في العمل وكلما التقينا نتبادل هموم الوطن والمواطن فكلانا مستقلين لا نتبع اي تجمع او حزب فقط نعارض نهج النظام.

وبالنسبة لي كنت اتقوى في التجرنية لغوياً بالنقاش حتى جاءت الأحداث الاخيرة وكعادتي جلست انتظر موعد العمل وفجأة ظهر امانئيل قلت له امان تعال هل سمعت عن الأحداث الاخيرة في ارتريا قال الان قمت من النوم، شغلتني ماذا حدث كما لا يخفى عنك انا اعمل طول الليل حتى الساعات الاولى من الفجر بدأت اشرح له قضية المدرسة وأسمعته.

كلمة الشيخ الجليل موسى محمد نور بالتجرنية وعرضت له صور المظاهرات ورد فعل الشرطة بالطلق الناري وكيف ان الشرطة تطارد العُزَّل وهو مندهش ومستاء قال لي عمر انا ذاهب نسيت هاتفي في السيارة يجب ان اتابع الفيس باي باي.

توجهت انا الى عملي وبعد نهاية الدوام وجدت صاحبي امانئيل متغير ومنفعل جالس في احدى زوايا المكتب قال لي (سمع اسكي) اختصاراً بالتجرنية تعال لتقليل والاحتقار عندما يكون للنيل منك.

لا يذكر اسمك بل يتحدث إليك بتعالي وعجرفة، قلت له لحظة أوقع بنهاية دوامي واعود إليك ولما فرغت من ملف العمل وسلمته رجعت ووقفت امام صاحبي وقبل ان اتحدث بادرني قائلاً انت كيف تقول ان هؤلاء ابرياء وتم الاعتداء عليهم من قبل الشرطة وأشار بإصبعه للتهديد والوعيد.

الم تسمع تلك العبارات التي اطلقوها ؟

انها تهدد الوحدة الوطنية وكان يستلزم تصفيتهم نحن لا نقبل التلاعب في الوحدة الوطنية مهما اختلفنا مع النظام وخاصتاً الفتنة الطائفية خط احمر يجب القضاء عليها في مهدها وعيناه يتطاير منها الشرر قلت له امان مختصراً الاسم.

هل سمعت شي انا لم اسمعه !

قال انت تعرف يا عمر ولكن تريد مني ان اُصدقك بان المعتدي هي الشرطة. لا لاتنطلي علينا مثل هذه الاكاذيب هؤلاء يستحقون اكثر من ذالك، وضح لي احتمال ظهر شي في اثناء غيابي عنك وبحكم عملي انت تعرف انا لا أستطيع استعمال الهاتف حتى نهاية العمل وهنا كانت المفاجئة "اسمع جماعتك او الذين يعتقدون بمثل اعتقادك الديني - وانا انظر اليه مندهش - صاروا يرددون كلمة الله واكبر وانت تعرف ماذا تعني هذه الكلمة".

بدأت انظر له بإحتقار وتضاءل امان حتى اختفى من نظري وهو جالس امامي لو كان غير هذا الشخص احتمال لكن امان عاش في السعودية منذ طفولته ولم يعتدي عليه ولم يجرحه احد وكان يتحدث ويسمع اللغة العربية ومعظم أصدقائه ابناء جدة من المسلمين الارتريين القادمين الى لندن ولم يقم احد بدعوته للإسلام بل تركوه على قناعتهِ والسؤال، الم تكن هذه الكلمات تتردد على مسامعهِ من المآذن في ارجاء اسمرا خمسة مرات في اليوم ؟ والله اكبر وهي تعظيم وإجلال لله رب السموات والأرض خالق البشر والشجر والحجر ماذا تعني عندما ينتفض احد وينطقها للإستعاذة بالخالق من كل متجبر متكبر ؟ الله اكبر نموت ونحيا عليها فالارض ملك لله ونحن عبيده كلمة الله اكبر تعني كل الأديان مصدرها الاله واحد أرسل الرُّسُل تباعاً.

لكن اذا خاطبكم الجاهلون قالوا سلاما. مصيبتنا كبيرة والنظام يحتمي خلف هؤلاء المتعصبون... قديماً طلبوا منا التنازل عن اللغة بل فرضوا علينا التدريس بلغة الام حتى يتمكنوا من نشر ثقافتهم والان كلمة الله واكبر صارت تسبب لهم صداع يجب اسكات كل من ينطقها بالتهديد انه إرهابي إخواني سمهِ ماشئت. في الحرب المستعرة على الاسلام في المنطقة بإثرها بعد خلق داعش لتدمير كل القيم النبيلة والنيل من المسلمين الهدف منه الوصول للعمق وهي العقيدة للتخلي عنها وبناء دولة لا دينية لقد قضوا على القساوسة والرهبان وأخضعوا الكنيسة والان جاء دور المشايخ والمساجد والمعاهد بعد ان استولوا على الأوقاف بوضع اليد حتى المفتي يتم تعينه بعد التأكد من ولائه للنظام وليس لله !

لا حول له ولا قوة.

سلاماً يا وطن ان كان مواطنيك أمثال امانئيل يعترض على تعظيم الخالق.

Top
X

Right Click

No Right Click