فكرة الأقازاويان... وآهات الهوية الأرترية - الحلقة الثالثة

بقلم المناضل الأستاذ: محمد إدريس جاوج - ديبلوماسي أرتري سابق في الإتحاد الإفريقي

إن الحلقة الثالثة هي البداية وليس النهاية للدخول في قلب مفاصل الفكرة الأقازاوية وأشكالها العرقية من أجل تفكيك طلاسمها وإنبعاثها

كمشروع عنصري لدولة (تقراي تقرينية) وما ترتب على ذلك من ردرد أفعال حتى نهاية مملكة أكسوم في محيط تلك البيئة ألإجتماعية المتخلفة.

إن إدعاء أصحاب الفكرة الأقازاوية بأنها نتاج تأريخ عمره ثلاثة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح لايستند إلى أي شواهد تأريخية تذكر لتخلد الفكرة ولكنها تتجدد وفق ظروف جيوسياسية في منطقة القرن الإفريقي لتمكين سيادة العصابة في أرتريا خوفا من هاجس التغيير الديمقراطي والعدالة الإجتماعية في أرتريا.

إذن إن فكرة الأقازاويان العرقية لقد بدأت في عهد مملكة أكسوم عام 1889 وإن عرابها الأول هو الملك يوهنس الرابع نفسه وعمرها حتى اليوم لقد بلغ 129 سنة ولقد تزامن ميلادها مع العديد من التحولات في المنطقة منها داخلية وخارجية مناوئة لهذه المملكة وحدت إستمراريتها أكسوم الحبشية:-

إن هجمات الامهرة بقيادة جيش وعصابات منليك الثاني بشكل متكرر كان لها دور حاسم لضم تقراي بالقوة وتدمير سلطة مملكة أكسوم من أجل سيادة عنصر عرقي آخر ألد عداوة للتقاراي وهم الامهرة وعلوهم بمنطق الكراهية العرقية السائدة بينهم حتى هذه أليوم.

كذلك إن ضربات قبائل العفر المتتالية من أجل حماية سلطنتهم العفرية وسلطانهم ودينهم وثقافتهم ولغتهم وسواحلهم البحرية للحد من توسع وتمدد سلطة مملكة أكسوم الحبشية ألتي تميزت بالولاء المطلق لسيطرت الكنيسة الارتودوكسية ألتي تميزت بقبضتها الطائفية على مناحي الحياة العامة في تقراي والمنطقة المجاورة لها بغرض توسيع رقعة الصراع على عموم المنطقة.

إن إجتياح جيوش الثورة المهدية المنطلقة من داخل السودان إلى غرب أرتريا وشمال إثيوبيا الحالية حتى ووصولهم إلى ضواحي منطقة غوندر لقد عجل من سقوط ونهاية حكم أكسوم بقتل ملكهم يوهنس الرابع في يوم 10مارس 1889 من نفس العام في معركة المتمة الواقعة بقرب منطقة القلابات المتاخمة لحدود لإثيوبية وكانت هذه النهاية والخاتمة لمملكة أكسوم وعهد أباطرة التقراي.

وبنفس المشاعر الندية العرقية كانت سيادة قومية الامهرة على عموم شعوب المنطقة وتلى ذلك استعمار إثيوبيا لأرتريا بعد خروج الطليان والإنجليز عن طريق الوريث هيلي سيلاسي بعد وفات منليك الثاني ملك ملوك الامهرة وقام الوريث (جانهوي) بالتآمره مع أمريكا وبريطانيا العظمى وفق مصالح إستراتيجية ترتبطه بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة وكان المنفذ البحري هو مطلب إثيوبيا حتى لا تظل دولة مغلقة (Lock land) وكان ضحية هذه المصالح الشعب الثائر في أرتريا الحرة المستقلة من براثن وظلم المستعمر الأسود بكل صفاته المتخلفة.

وإن دخول المستعمر الأبيض إلى إفريقيا بعد إجتماع برلين عام 1885 ألتي قسمت فيه إفريقيا إلى دوليات مستعمرة كانت أرتريا من نصيب إيطاليا ولقد دخل الطليان أرتريا عبر شواطيء دنكاليا ووصلوا إلى ميناء عصب وتمددوا إلى مصوع ثم أستولوا عليها بالكامل ونهبوا ثرواتها وخيراتها واستعبدوا شعبها ثم تآمروا عليه ومازال الثمن يدفع من أجل العدالة الإجتماعية والهوية الأرترية وان السلام الدائم هو الطريق الأمثل للإزدهار التنمية البشرية المستدامة.

وفي حلقتنا الرابعة سنبحث معا أين ذهب مشروع الأقازاويان هل عاش في إثيوبيا في عهد الامهرة أم هاجرة بجلده إلى أرتريا عبر وسائط أخرى ومسميات جديدة.

ومع العلم إن بعد تدمير مملكة أكسوم سادت قومية الامهرة بشكل عرقي على إثيوبيا حتى سقوط الملك هيلي سيلاسي الملقب بأسد يهوذا ألذي صعد درجة حرارة الكراهية إلى أقصى معيارها وحينها تحولت هجرات قومية التقراي هربا من وطيس البطش ألذي الم بهم إلى أرتريا وبحوزتهم ذلك المشروع المشؤوم (تقراي تقرنيا) بعدما أغلقت عليهم أبواب الصعود إلى الهضبة الإثيوبية في عهد مملكة شوة وكانت أرتريا حينها ملازهم الآمن وقبلتهم الجغرافية ومقر للعيش والحياة رغم أنها مستعمرة إثيوبية مسلوبة الحرية بكل مكوناتها العرقية حتى عهد حكم الامهره وسقوط حكم منقستو هيلي ماريام العسكري الإستبدادي في إثيوبيا بقوة وإرادة الشعب ألارتري ونضاله الجاسر.

نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click