إنتفاضة أسمرا: الجبهة الشعبية فى إريتريا.. هيمنة الاستبداد على مختلف أوجه الحياة

بقلم الإعلامي الأستاذ: صلاح خليل - باحث والصحفي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

الجبهة الشعبية الحاكمة فى إريتريا... بدأت تدق المسامير فى نعشها... الذى بات متصدعا من كثرة الثقوب، فاعتقال الشيخ والعلامة

موسى محمد نور... مدير مدرسة الضياء الإسلامية فى أسمرا.

حزب أسياس أفورقي

حزب أسياس أفورقي اندلعت على أثره موجة ضخمة من الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية تكاد تكون الأولى من نوعها، علما بأن هذه المدرسة الإسلامية الوحيدة فى أسمرا، منذ عام 1969، وقد تأسست بالجهد الذاتى، وقد خرجت العديد من الأجيال المختلفة الذين أصبحوا ركيزة أساسية فى دعم القضايا الإريترية أبان فترة الاحتلال الإثيوبي.

وقد شنت الأجهزة الأمنية الإريترية حملة اعتقالات طالت العشرات من الطلاب والأطفال تحت السن والمواطنين فى عدد من المدن الإريترية المختلفة.

خللا تستند إليه الجبهة الشعبية فى إريتريا، وهو الهيكل التنظيمي للدستور الإريتري، الذي حتما سيؤدى إلى الاستبداد، والاعتداء الجسيم على السلطات الأخرى. فهى ترفض الدستور والمحاكم والأحزاب السياسية والمجتمع المدنى، حتى أصبحت دولة الحزب الواحدة.

فى الواقع يريد النظام فرض أسلوب البلطجة، دون مراعاة الحقوق، وحرية المعتقد فى بلدا يمثل فيه المسلون الأغلبية، فالجبهة الشعبية الحاكمة فى اسمرا، كما دأبت على أن يكون معسكر (ساوا) خدمة أبدية للطلاب والشعب الإريتري، فهى ايضا ترغب أن تهيمن على هذه المدرسة بالوصاية التى انتهجتها الشعبية كايديولوجية، دون مراعاة حقوق الغير، لاسيما أن الوصاية المفروضة من قبل السلطة تتنافى مع القيم الإنسانية والدينية. والدلالة على ذلك جملة من انتهاكات أخرى وثقتها اللجنة الخاصة بحقوق الإنسان التي شكلها مجلس الأمن عام 2015. التى أكدت فى تقريرها ارتكاب النظام الجبهة الشعبية فى إريتريا جرائم ضد الإنسانية، مستغلا عدم وجود دستور وقوانين وحرية رأى وتعبير.

فوضعت الشعبية شروط، لإدارة المدرسة باعتبارها هي الأب الشرعي... والوصي على الشعب الإريتري من باب هي أولى بتنفيذ الوصاية على النهج المتبع من الكتب السماوية الثلاثة، فطلبت من إدارة تتحول المدرسة فى تدريس إلى المنهج العلماني، والاختلاط بين الجنسين، ونزع الحجاب (البرقع)، فضلا عن التخلي أن تدريس القرآن والمواد الإسلامية الأخرى.

وعندما تصدى لهم القائمين على المدرسة وعلى رأسها مديرها الشيخ نور، فتم الزج به فى السجن، ولذلك كان من السهل على الاستبداد السياسي، إن يفرض هيمنة وثقافة الاستبداد في المجتمع برمته: في البيت، والمدرسة، والإدارة،.. على مختلف أوجه الحياة. ومن ثم يأتي استياء الشعب، حتى أعوان النظام الذين دفعوه إلى السلطة سوف يتخلون عنه فى الضرورة واليوم قادم لا محالة.

أن الكلمة التى ألقاها العلامة والشيخ نور فى منتصف أكتوبر عام 2017، كانت بمثابة الحشد والتعبئة التى طالما جاءت تعتبر إنذار شديد اللهجة ليس على الجبهة الشعبية فقط بل إلى كل من مارس انتهاكات طال هذه الشعب منذ استيلاء الجبهة الشعبية السلطة.

يتوهم الطغاة بأن الاستبداد يجسد مركز القوى المثلى، فيما يرون الديمقراطية طالما تهددهم فهي فى نظرهم تمثل التفكك.

أيها الطغاة.. تبا لكم

Top
X

Right Click

No Right Click