الرابطة هي الأمل... والمنخفضات سيدة المبادرات الوطنية
بقلم الأستاذ: صالح عبدالله عجيل
لا جدال أن الوضع في إرتريا مؤلم جداً. وقد كتب عنه مراراً ونشر بالصوت والصورة الكثير. المؤشرات التي تدعو إلى التفاؤل قليلة.
والعوائق كثيرة ! إلا أنني من المتفائلين بالله خيراً مع صمودالأحرار ومقاومتهم المستمرة. ومتفائل جداً جداً على وجه الخصوص مع شروق شمس رابطة أبناء المنخفضات التي إستعادت ”الثقة بالنفس“ وأسقطت ”الهزيمة“ بعزيمة خالد الذكر الشهيد البطل/ حامد إدريس عواتي، مفجر الكفاح الثوري المسلح، كإضافة قيمة كبرى لهزيمة سرقة الثورة والظالمين من جذورهم حتى لا يصبح الظلم واقعاً لا يمكن تغييره في المستقبل. مع علمنا التام والتأكيد عليه أن النظام العنصري الطائفي الديكتاتوري هو الأسوء في تاريخ إرتريا. وفيما يلي: أود الإدلاء بملاحظاتي كما فعل الكثير من الأخوة من قبلي داعمين الرابطةووثيقتها التاريخية بقوة، شاكراً ومقدراً القائمين عليها ومسانديها لثقتهم الكبيرة بالله وبأنفسهم في إحداث التغيير الحقيقي وتحملهم المسؤولية الأخلاقية لإثبات الحقوق والإستقرار للأجيال القادمة:
أولاً: الرابطة لا تدعي الكمال، فهو لله وحده. ولا أحد يستطيع منازعته في ذلك. ولكن المؤكد هو إذا وضعنا يدا في يد سنبني المنشود ونعيد الإعتبار المفقود في ظل هيمنة من لا ضمير لهم ولا أخلاق. وإذا لم نستطع أن نبني فأقل شيء أن نكون قد حاولنا. والصراع لا يتوقف عندنا أبداً إلا بضمان الحقوق لكل الناس وحمايته دستورياً بشفافية. وهو ما لا يدركه بعد قصار النظر بوقوفهم بجانب المتربصين وأعداء الحقوق المشروعة داعمين لهم أو متشككين على الحق بحجج وصفات “الوطنية الكاذبة” التي لم نرى منها سوى شعارات يتشدق بهاوكلام بدون فعل والفشل التام في كل شيء. حسبنا الله ونعم الوكيل.
ثانياً: لقد أسعدني كثيراً التفاعل الجماهيري المطلق والتأييد الكبير حول العالم الذي حظي به ولايزال “سمنار لندن التاريخي” الذي عقد في 29 مارس 2014م كأهم حراك حقوقي معارض وإعلان “وثيقته التاريخية” للعالم كله من قلب (عاصمة الحرية والعدل والمساواة ) لتنظيم الذات للعمل “كمنظمة مجتمع مدني” تحمل هموم الوطن كله، هدفها الرئيسي “لم الشمل المبعثر لأبناء المنخفضات الإرترية وتوحيده كمرحلة أولى تمهيداً للمساهمة الفعالة مع كافة المكونات الإرترية الأخرى صاحبة الحق والمهمشة حالياً وذلك لإنتزاع الحقوق المسلوبة وحمايتها. وهذا يؤكد المؤكد تاريخياً بأن المنخفضات هي دوماً سيدة المبادرات الوطنية والرابطة هي الأمل المتجدد للمسيرة الظافرة إن شاء الله.
كما يعكس مجدداً هذا التفاعل الحار مع مخرجات السمنار الوعي المتقدم والتمييز بين ما هو حقيقة وما هو شعار للخداع والمراوغة لمرحلة جديدة. وذلك على الرغم من تشويهات الشوفينيين والسعي الحثيث للمهرولين لإفشال المبادرة الجادة في مهدها بعداء غير مبرر. خاصة التحريض المركز الذي رافق السمنار دون سواه من المبادرات للحلول الجزئية من قبل بعض المجاميع العنصرية المنشقة عن النظام للسيطرة في الوضع المزري “كبديل” وليس ” كحل عادل. وهم عبر ترويجهم للأكاذيب عن الرابطة ومطالبها المشروعة يؤكدون بأنهم الوجه القبيح الآخر للنظام العنصري. وبصراحة إذا كانت قيادة الرابطة تترفع على الرد المباشر لهؤلاء.. فلا يمكن لنا كقاعدة جماهيرية عريضة الصمت على الباطل.. بل نحذر وندين بقوة التطاول المجحف بحق الرابطة لخدمة العنصريين الجدد وناكري الحقوق والعدل. مؤكدين لهم أن الرابطة سامية في المباديء والأهداف (لا تبادر بالعداء ولا تتنازل عن الحقوق) وعليه هي خط أحمر بل أكثر من أحمر للأحرار. ولن نصمت عن الإهانة كما فعلنا في السابق بحق جبهة التحرير حتى جاءت المؤامرة الكبرى بتصفيتها ليتضرر الوطن كله اليوم بالفشل التام بسبب غياب “التوازن”.
التحريض ضد المسعى الحقوقي للرابطة الذي قامت به مجموعة محدودة العدد وعظيمة العداء لكل من يسعى لإنتزاع حقوقه المشروعة بحجة تقسيم الوطن نعتبره مع التحذير عمل غير أخلاقي وغير مسؤول!!! خاصة حقوق الأشقاء العفر والكوناما والجبرتة والساهو الذين أعلنوا صراحة خياراتهم الخاصة لضمان مستقبلهم وحقوقهم. فبدلاً من دعمهم للإستقرار الحقيقي يتم تشويه نضالاتهم !!!
من هذا المنطلق لم نستغرب الدعاية المصطنعة ضد مبادرة لم الشمل لأبناء المنخفضات وهي تدخل ضمن النشاط المعادي “للحقوق” عامة والسمنار خاصة الغرض منه للظهور بتميز لدى الطغاة المحتملين بعد السقوط المؤكد قريباً إن شاء الله لرأس النظام العنصري. وهنا وجب التذكير دوماً بفشل نهج المهادنة والمجاملات في الحقوق مع من تبنوه في السابق فكان مصيرهم القتل والإعتقالات والتجميد. على رأسهم الأكارم/ محمود شريفو وحامد حمد وصالح كيكيا ومصطفى نور حسين وعبدالله جابر وأحمد حاج علي وإبراهيم توتيل ومحمد علي عمارو.. الخ. ولا يمكن لعاقل تكرار الأخطاء فالنتيجة معروفة سلفاً والحل أيضاً معروف يتلخص بضمان وحماية ”الحقوق“ للجميع دون فرز.
بالإضافة إلى أن الرهان على فشل مبادرة لم الشمل لأبناء المنخفضات بالهجوم المركز عليها خلال الأسابيع الأولى من عمرها قد تحطم بإنتشار المضمون كسرعة الضوء لتسقط معه كافة الإدعاءات. كما أن البعض لم يوفق في وصفه المجحف لحراك أبناء المنخفضات وكأنه يراهم فيه يرفعون صورة الإمبراطور الهالك/ هيلي سلاسي، سيء الصيت والسمعة. عجيب! شخصياً أدين هذا الوصف بشدة مع الذين أدانوه قبلي بقوة. وإستغرب أن يصل الأمر إلى هذا المستوى لأنه لا ينطبق مطلقاً مع الواقع لتاريخ أبناء المنخفضات عامة والمسلمين خاصة. حيث لم يرفعوا الصورة أصلاً يوم كان صاحبها حياً ومدعوماً بلاحدود من الإنتهازيين في الداخل وقوى الإستعمار في الخارج. ولمزيد من العلم لقد سقط الإمبراطور وعرشه بإزالته من جذوره بفضل صمود وإصرار وتضحيات أبناء المنخفضات على الرغم من الحملات العسكرية الشرسة ضدهم وإبادتهم بصورة عشوائية مع حرق قراهم وممتلكاتهم لكسر إرادتهم العظيمة.
بإختصار شديد أن صاحب الوصف يعرف حق المعرفة من كان يرفع صورة الإمبراطور ويركع له خلفه وأمامه حتى ملامسة الأرض بجبهته ولكنه يتجنبهم لإعتبارات كثيرة.. خارج منطق العزة والكرامة والحق والعدل!! هذا بينما التاريخ يؤكد أن القامات الوطنية لأبناء المنخفضات والمسلمين عامة كانوا يقفوا شامخين أمام الإمبراطور الهالك عند مقابلته في القصور والأماكن العامة والشواهد كثيرة. فياليت يكون القائل أميناً مع نفسه والتاريخ ويقول كما كان الواقع وكما يفعل الأحرار لغرض التوثيق. علماً بأننا نحترم إختلاف الرأي مع مبادرة لم الشمل كحق أصيل ولكننا لم ولن نسامح التطاول المجحف على التاريخ الناصع البياض لأبناء المنخفضات وتضحياتهم الوطنية حتى لو جاءت من أبناء المنخفضات أنفسهم إلا بالإعتذار. وهذا لا يفعله إلا الشجعان فقط ومن له ضمير حي.
نعرف تماماً كأصحاب حقوق ومناضلين أوفياء لوطننا وشعبنا أن جوهر أزمات شعب إرتريا تتلخص في إنتهاك “الحقوق”. وهي لا تستقر إلا إذا ساد “الإتفاق” بين كافة المكونات الإريترية بأمانة وحمايته بصدق وبالمشاركة الفعلية في القرار “السياسي والسيادي”. وبالتوزيع العادل “للسلطة والثروة” بأمانة. ونكرر للمتشككين، إن الرابطة لا تدعي الكمال ولكنها لها رسالة واحدة وعدو واحد معروف للجميع. وقد وضعت قدميها بثبات بتأييد ومشاركة العقلاء وإزديادهم كل لحظة بإصرار مستفيدة من إبراز المعاناة الأليمة لشعبنا الأبي ولوضع حد للجرائم البشعة التي يرتكبها المريض النفسي/ أسياس أفورقي ونظامه العنصري على المسلمين جميعاً (قبل تحوله الآن عدواً لكل الشعب الإرتري).
وعليه وجب مضاعفة العمل الدؤوب في سبيل إسقاط النظام وإنتزاع “الحقوق المسلوبة للجميع” كحق أصيل غير قابل للتنازل. وعلى المؤيدين للمبادرة مواصلة حشدهم الجماهيري ودعمهم المادي والمعنوي بقوة دون النظر إلى خطابات التحريض. والرد بموضوعية وحزم على كافة الإستفسارات المسؤولة من خلال نصوص الوثيقة بنشر المزيد عن الأهداف السامية وعقد الندوات المتخصصة عن الحقوق والحريات والعدل والمساواة من أجل الشراكة الحقيقية في وطن الآباء الذي لا بديل له. وقد أصبحت الوثيقة في فترة قصيرة لسان حال كل المهمشين والمتطلعين للإستقرار الحقيقي. وشخصياً لا أرى ضرورة الرد على كل مقال يكتبه شخص مهزوم نفسياً أو معقد فكرياً ، لأن “مبادرة لم الشمل” غنية تتضمن كافة مطالبنا “بالموجز والتفاصيل” ومنشورة في كافة وسائل الإعلام. يحسدنا عليها الأعداء ولا يريدون لها النجاح. لأنها لخصت المطالب وشخصتها في إنعدام “الحقوق” لنا ولغيرنا” وهذا ما يؤكده فشل الدولة المزعومة بشهادة العالم بأسره.
وقديماً قالوا: عندما يمتدحك حاسدينك وأعدائك ” بادر بفحص حالك مبكراً ” وعندما يهاجمك المفسد الفاسد والمصلحجي تأكد أنك على حق. إن الذين يحاولون النيل من الرابطة بحجج وإفتراءات لا أساس لها من الصحة لم ولن ينجحوا سوى بهزيمة أنفسهم المهزومة. في حين الرابطة تتلقى كل لحظة مزيداً من الدعم والتأييد بإصرار قل نظيره. وهي عازمة على رفع الظلم لإنسان المنخفضات الأكثر تضرراً أولاً ولعموم إرتريا ، مع التأكيد على مبدأ الحفاظ على الكيان الوطني موحداً.
وبهذه المناسبة أشير إلى المقال التحريضي العاطفي الذي كتبه السيد/ قلتا كيداني عن سمنار لندن بالإنجليزية تحت عنوان “لقد أحسنتم…” (!) مؤيداً فريق ضد آخر وترجمه مشكوراً الأخ الأستاذ/ أحمد أسناي ونشره مع التعليق عليه في مجلة النهضة. من جانبي لا أرى فيه جديداً يستحق الذكر سوى لغة الخداع والمراوغة السياسية التي تميز بها المقال وهو ذات السلوك الذي ظل يمارسه رأس النظام العنصري كجزء من سياسة “فرق تسد” مع من يراهم خصوماً محتملين في القضايا الأساسية وقد فشل. وذلك بدلاً من تناوله بأمانة وموضوعية لنصوص الوثيقة التي تتحدث بصدق عن “الحقوق والمظالم” وكيفية التعاون المثمر بين كافة مكونات الشعب الإرتري للإستقرار الحقيقي . فالمقال هوخداع مكرر بالمقارنة مع الندوة التي عقدها الدكتور/ محمد خير عمر كشاهد عيان بعد السمنار في “غرفة سمر” بالتجرينية بمشاركة أعضاء من اللجنة التأسيسيةوكانت الردود فيها إيجابية ومفيدة.
وأيضاً بمناسبة ذكر إسم الشيخ الفاضل بلاتا/ محمد عبدالله علي، رحمه الله، في المقال (أحد زعماء مدينة أغردات الصامدة) أود التأكيد لبعض مما أعرف عن الشيخ الكريم حيث كان رحمه الله رجل دولة بإمتياز، له إعتباره الكبير في مدينة أغردات وريفها وعموم إرتريا، لكونه يدعو الى استلهام القيم ومباديء الصمود والثبات على الحق التي تميز بها المجتمع ، وسياسي من الطراز الأول مهتم وحريص بعرض قضايا شعبه بأمانة في المحافل المحلية والدولية خاصة ضمن حراك الرابطة الإسلامية في أغردات وكرن وأسمرا ونيويورك. وكان محبوباً لدى مجتمعه وحكيماً في نظرته للأمور وتقييمه للمواقف. كما كان مثقفاً يجيد اللغات المحلية والعالمية بطلاقة وإدارياً صارماً.
لقد تعلمنا منه ومن أخوانه السلف الصالح الكثير من الصفات الحميدة والتعايش السلمي كنموذج في بركه والقاش والساحل وعنسبا والسمهر ودنكاليا. وإعتبار أن الشخصية الوطنية القوية المتسامحة هي التى إن هزمت تعيد بناء نفسها من جديد وإن فشلت لا تتنازل عن النجاح وتحاول النهوض مرة أخرى. وهذا ما تقوم به فعلاً وممارسة رابطة أبناء المنخفضات الإرترية الواعدة بتبني وثيقتها المباركة بثقة وهو ما يزعج الشوفينيين ومن تطلقون عليهم “أحسنتم” فأين الأمانة والصدق والإحسان يا أستاذ قلتا كيداني؟! أدعوك لقراءة الوثيقة بأمانة وستجد فيها الإحسان والنزاهة! ثم الكتابة بأمانة للمصلحة الوطنية العليا المتكافئة.
إن إرادة الشعب الإرتري مازالت حية رغم ما يكتبونه وما يسعى إليه أصحاب الحلول الجزئية من جراء هيمنة “الشوفينيين” في الحكم والمعارضة. علمت إعتذار بعض الإخوة لمعدي “بيان أحسنتم” بعدم حشر أسمائهم ضد الوثيقة. ومنهم من شارك في الإجتماع العام لتأسيس فرع لندن في 2014/5/24م بحماس كبير. على رأسهم المناضل الأستاذ/ عبده عبدالله - الغني عن التعريف بنضالاته. وفي نفس السياق قال لي أخ وصديق عزيز، يعتبر من رموز لندن وإعلامي نشط، بأنه تفاجأ بوجود إسمه في القائمة التي لا يعرف مسبقاً مضمونها! وأنا أثق به نظراً لأمانته وصدقه وطريقته المثلى في التعامل معي. كما أعرف جيداً أيضاً أناس آخرين يحرضون وينشطونضد أي عمل يهدف للم الشمل وكأنهم لا يستطيعون الحياة بدون لعب أدوار سالبة ضد مصالح مجتمعاتهم.. مما يستدعي تجاهلهم تماماً ومضاعفة العمل بمزيد من الإصرار وعدم الإهتمام للرد عليهم هو الرد الأمثل.
وفي هذا الإطار إعتقد لا تمانع اللجنة التأسيسية للرابطة من إجراء التفاهم مع من يستحق من الإخوة الذين شاركوا في ”بيان أحسنتم“ الكيدي لإفشال نوايا من يسعون علناً لتخريب الهدف السامي “للم الشمل” وذلك إنطلاقاً من مبدأ شعار الوثيقة (لم الشمل). حيث لا يمكن لأي عاقل قبول إفتراءات على وثيقة تاريخية لمجتمع مناضل أصيل هو جزء أساسي منه ويعرف مسبقاً أنه لم يعتدي على حقوق غيره بل يطالب بحقوقه المسلوبة في إطار الوطن الواحد الذي نفخر به مدى الحياة. وفي نفس الوقت السكوت على الباطل مع فئة لا تحترم حقوق وخيارات الغالبية العظمى. في حين “العصابة الشوفينية” الحاكمة حولت حياة الشعب الإرتري كله إلى جحيم في الدنيا ولم توصف من هؤلاء بما تستحق لأنهم يراهنون عليها ويجاملون قومها ! ولا يريدوا قراءة الماضي القريب جيداً لأخذ العبر بأمانة !
بينما نظيرتها الإثيوبية تبنت من أول يوم لحكمها قبل 23 عاماً ”التسامح والعدل“ أساساً للإستقرار مما جعل البلاد تنعم بالسلام والنمو الإقتصادي والتفاهم الإجتماعي والسمعة الطيبة أقليمياً ودولياً.. والشواهد حوله كثيرة!
بالتأكيد التأييد والتفاعل مع الوثيقة فاق كل التوقعات من حيث القبول والرفض والتحفظ ! مما يعكس أيضاً بلا شك قوة “المبادرة” ومفصلية التوقيت وثقل المسمى ”المنخفضات“ الذي يجمع في نسيجه الإجتماعي كل الشعب الإريتري تقريباً! بالإضافة إلى تميزه في النضال وتحمل الدمار بدلاً من العناية به وتقدير دوره النضالي! الذي إنطلقت منه تاريخياً جميع المبادرات الوطنية التاريخية ”لوحدة الأرض والمصير.. ومطالب الحقوق المشروعة“. وقد أثبتت الأيام وكأنهم كانوا على علم مسبق بعقلية الإقصائيين! واليوم يرفض مجدداً أبناء المنخفضات فرض سياسة الأمر الواقع لعصابة شوفينية حاقدة سرقت كاملاً ثورة الشعب الأبي بالخداع والمراوغة في لحظة حماس بالوطنية والعطاء اللامحدود وقامت بتصفية المناضلين الأحرار ”غدراً“ (المسلمين منهم خاصة) بعد تأدية دورهم ونفاذ مهمتهم حتى يتسنى لها تنفيذ مرحلة جديدة من الهيمنة حسب المشروع الطائفي القذر المخطط له مسبقاً.
نفذت العصابة ورئيسها مخططها مبكراً بخبث. والنتيجة اليوم فشل تام لدولة التجرينية في إرتريا في أقل من 8 أعوام بعد الإستقلال الذي تحول لإستغلال! وقد أكد ذلك الفشل البروفيسور النرويجي تفصيلياً في ندوته الشهيرة في جامعة أديس أبابا في شهر يونيو 2013م والجرائم الأخرى بحق الأبرياء لا تحصى ولا تعد ولا تحتاج إلى قرائن بل إلى ثورة حتى النصر.
كما هو معروف سمنار لندن جاء ليعلن أمام العالم كله رفضه التطهير العرقي والطائفي الممنهج الذي تمارسه الطغمة الحاكمة في إرتريا ولإبراز مطالبه في ”الحقوق“ من جهة أخرى. أما الجعجعة التي إفتعلها البعض خلافاً للهدف النبيل فقد فشلت فشلاً ذريعاً وبسرعة فائقة لعدم مصداقيتها من جهة وللتصدي لها عملياً بالحقائق وبتلقي مزيداً من التأييد من مشارق الأرض ومغاربها بروح العزيمة المتجددة في بنود الوثيقة بالتركيز على إرادة وشموخ الشهيد البطل/ حامد إدريس عواتي ورفاقه الأبرار كقدوة حسنة رغم الظروف الصعبة وغير المتكافئة محلياً ودولياً عند بدء كفاحهم المسلح في 1961/9/1م وللأسباب التالية:
لأن حجتهم الرئيسية في الوثيقة كانت التقسيم.. بينما تقسيم إرتريا لأصحاب الوثيقة ولكل إرتري مخلص هو خط أحمر. ولا يمكن المزايدة ولا المساومة عليه لكونه أمنية قيمة تحققت بدماء طاهرة من عموم إرتريا بدءًا من المنخفضات بمشاركة كل الشعب الإرتري.
1. حجتهم بأن هذه الوثيقة تمثل ضياع الوحدة الوطنية ! وكأن الوحدة الوطنية حالياً قائمة وقوية !
2. هيمنة النظام ”الشوفيني“ بالحديد والنار وعدم توافق قوى المعارضة صراحة لتشخيصه والتفاهم حول الحقوق ونظام الحكم لأكثر من عقدين دليل كبير لإنعدام الثوابت والوحدة الوطنية المنشودة
3. وبالأمس القريب شكك المعارض الجديد (المختفي حالياً) الدكتور “ودي باكارو” في إحدى بنود ما نعتبره بالثوابت وهي اللغة العربية الأكثر إثارة! والحديث اللامسؤول حولها كثير من عديمي الإحترام والتعايش السلمي!
لقد أحسنت اللجنة التأسيسية بتبنيها الوثيقة بقوة بإنشائها في الأسبوع الأول للسمنار صفحة خاصة على الفيسبوك خصيصاً للتواصل مع الجمهور وللرد على كافة الإستفسارات عن المحتوى الذي حاز بشكل كبير على الرضا من جهة والنقاش العميق من جهة أخرى. ولم تكن مجهولة المصدر لتترك في “قارعة الطريق” كمصير وثيقة العهد للشيخ/ إبراهيم المختار رغم قوة مضمونها وذلك لعدم تبنيها بشكل رسمي من قبل الجهات التي أصدرتها مما أضعف فعاليتها عكس التوقعات! أما الأسباب التي جعلتني داعماً للمبادرة فهي:
1. الحاجة الماسة لأبناء المنخفضات لتنظيم أنفسهم أولاً.
2. إنفراد قومية واحدة فقط بالحكم والظلم الكبير الواقع تجاه كافة القوميات الأخرى.
3. ثقتي بالمبادرة إزدادت لثقتي بالأوفياء في شبكة إدعم الذين طرحوا “المبادرة” للرأي العام وطلبوا المشاركة من التنظيمات والأفراد لإثراء المبادرة بالنقاش الجاد. ومصدر ثقتي نظراً لما أعرفه عن شبكة إدعم ومصداقيتهم وحرصهم ومناصرتهم لجميع قضايا الحقوق والعدل والمساواة في إرتريا.
4. الوثيقة تحمي إرتريا من التقسيم والشعب من التفتيت. وهي غنية بالحقوق والواجبات التي يعتز بها كل مواطن مخلص ومناضل وفي وهب حياته ليرى إرتريا تنعم بالسيادة والحقوق.
5. وهذا بالتأكيد لا يسعد الفئة العنصرية التي سرقت الأهداف النبيلة للثورة وجعلت من الإستقلال ”إستغلالا“.
6. وثيقة إستثنائية لها جهة تتبناها بإسم ”اللجنة التأسيسية“ ولها رئيس للمكتب التنفيذي وناطق رسمي يحملون جميعاً هم الوطن والوفاء له.
7. الغرور عجل فشل النظام العنصري.. بالإضافة للإغتيالات والتطهير العرقي وعدم الترحيب بعودة اللاجئين خوفاً من اختلالالتوازن السكاني وبروز التحدي الثقافي.
8. أما الفوائد التي تحققت منذ سمنار لندن فكثيرة وأهمها إستعادة ”الثقة بالنفس“ لبدء صفحة جديدة بالدعم اللامحدود للمبادرة والمشاركة بالعمل الدؤوب وبذل المال. وإنشاء فروع كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها بسرعة فائقة وعزيمة كبيرة.
9. وأخيراً اًسعدنا أيضاً الإعلان في منتصف شهر رمضان المبارك بدء الموقع الإعلامي (منخفضات دوت كوم) munkhafadat.com لأداء رسالته الإعلامية النبيلة.
الخلاصة: يا أهل المبادرة السامية.. الرابطة هي أملنا. فسيروا بثقة ونحن معكم وخلفكم. والنجاح مصيركم.. نظراً لما تتمتعون به من سمو النفس وصدق المواقف وأروع الوفاء لشعبكم المظلوم ووطنكم المغتصب. شكراً لكم ولمن وقف معكم دعماً لمبادرتكم التاريخية وإن جاءت متأخرة فهي حقاً لحماية إرتريا الصغيرة جغرافياً والكبيرة في قلوبنا. ونعرف يقيناً مهما بلغت درجة الإختلاف في الرأي بأن أبناء الزعماء الشهداء الأبطال/ حامد عواتي وعمر إزاز ومحمد عمر أبوطيارة ومحمد علي أبورجيلة ودنقس أري وعبدالله إدريس وإبراهيم عافة ومحمود حسب وعثمان سبي ومحمد سعيد ناود وإبراهيم سلطان وعثمان هندي (إتقوا الله) ومحمد عمر أكيتو الخ. وأبناء مجتمع المنخفضات بأغلبيته الساحقة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا سبباً في تقسيم إرتريا التي أنتزعت بدماء أنبل أبنائها البررة ولا يمكن أن يتسببوا بإضعاف شعبها الأبي الذي عانى كثيراً.. بل هم السند الواقي من الإنهيار، لا سمح الله، وبناء الدولة القوية بالتضامن مع أشقائهم الإرتريين الأحرار مسلمين ومسيحيين من المرتفعات والمنخفضات ودنكاليا. وإضافة ثمينة لرصيد التضحيات للآباء والأجداد الذين ضحوا من أجلها وحموها تاريخياً من التقسيم بين السودان وإثيوبيا. وعليه، لا تعيروا إهتماماً لمن يفبرك خطابات المزايدات الوطنية عليكم بدلاً من الضغط معكم على الطغاة لإقرار الحقوق للجميع دون فرز. ما هو مطلوب منا هو الصمود فقط والعمل الدؤوب مع التكرار بحزم لمقولة “لن يضيع حق وراءه مطالب” ونضالنا مستمر حتى النصر وعودة جميع اللاجئين والعزة والكرامة في عموم إرتريا. وما التوفيق إلا بالله.