لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة الأولى
بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح
في هذه المقدمة من الضروري أن أوضح شيء أعتقد أنه من الأهمية بمكان، وهو ما دفعني للكتابة عن هذا الأمر
وتحديداً في هذا التوقيت بالذات.
1. التطاول الذي وقع على القائد حامد إدريس عواتي قائد ومفجر الثورة الارترية المسلحة من قبل رئيس الحركة الديمقراطية لكوناما إرتريا، بطريقة لم تحدث من قبل وما أتوقع ان تحدث في المستقبل من أي ارتري يحترم النضال التحرري الذي قاده شعبنا الارتري خلال 30 عام (1961-1991م) بتلكم الطريقة الفجة التي لا تمت بشيء من وطنية الشعب الارتري الذي قدم الآلاف من الشهداء ليأتي من يقول ما قاله قرنليوس، والأمر الغريب المريب لماذا قال ما قاله في هذه السنة بالتحديد؟ وهل في الأمر شيء أم أنها مجرد صدفة من غير أي تأويل؟.
2. الأمر الثاني الذي دفعني للكتابة أهم من الأمر الأول! وهو الرجوع إلى تاريخ الشعب الارتري النضالي في أربعينيات القرن الماضي ومراجعة الملفات التي كانت ومازالت تعتبر من المحرمات في التربية الثورية التي نشئنا عليها، ولكن في هذه الحالة من الطبيعي جداً أن آتي على ذكر الاتجاهات السياسية للمجتمع الارتري في الماضي والحاضر من المسلمين والمسيحيين بحكم أنهم الأكثرية التي يتكون منها الشعب الارتري، وهذا يقودني تلقائياً إلى ملفات الماضي التي لم تنشأ بطريقة مرضية متفق عليها بين المكونين المذكورين!
ما معنى لم تنشأ ملفات الماضي النضالي الارتري بطريقة غير مرضية؟
بالعودة إلى نشوء الحركة السياسية الارترية من عام 1941-1960 يتضح للمنصف أن الشعب الارتري ينقسم إلى شقين: المسلمين، والمسيحيين من أهل كبسا الناطقين بالتقرينية وهذا التحديد مهم جداً لأن ليس كل المسيحيين ناطقين بالتقرينية حيث يوجد مسيحيين من الساهو، والبلين، والبازين، والمنسع وهؤلاء لا ينطبق عليهم ما ينطبق على مسيحيي الكبسا الأثيوبيي الهوى والانتماء وأعتقد أن هذا التوضيح يكفي لكي أدخل في المعادلة أو المفاضلة بين المسيحيين والمسلمين ورصد السلبيات والايجابيات التي تفصل بين الفريقين في ارتريا من حيث التأثير في القضايا العامة التي نحاكم عليها كل فريق على ما جاد به من الفوائد أو الأضرار التي جلبها على الأمة الارترية من مآسي ومفاسد.
الفريق الأول المسلمين والحصيلة التي سجلت لهم وباسمهم هي:
تأسيس حزب الرابطة السلامة الارترية الذي كان من أهدافه تحرير ارتريا من الاستعمار.
الفريق الثاني المسيحيين والحسيلة التي سجلت لهم وبسمهم هي:
تأسيس حزب الانضمام إلى أثيوبيا والذي كان من أهدافه محاربة استقلال ارتريا وضمها إلى أثيوبيا.
فالأمر واضح جلي لا يحتاج إلى كثير عناء واجتهاد يعني بكل بساطة فريقين ارتريين نقيضين أحدهم يطالب بالاستقلال وتقرير المصير بينما يطالب الآخر برفض الاستقلال وإلغاء الوطن ليصبح جزءاً من أثيوبيا، لماذا؟ هذا يجاوب عنه من كان في الحزب ومن يعتقد أنهم كانوا على الصواب ويوجد من بيننا من يعتقد أنهم كانوا مغرر بهم وكانوا مغشوشين ومساكين وما إلى ذلك من أقاويل يدحضها الواقع وينكرها من عاصروا تلك المرحلة، ومن أبرز القائلين مثل هذه الأقاويل الكاتب (ألم سقد تسفاي) الذي يلف ويدور على هذه الشنشنة الغير منصفة في كتابيه الذين أسماهما (لن نفترق) و(فيدرالية ارتريا مع أثيوبيا) ورغم أن ما كتبه لا بأس به أو قل أحسن السببين، وأن مادة هذين الكتابين قام به بعض من كانوا في صفوف الجبهة الشعبية من المسلمين وكانت المعلومات متكاملة من الناحية التاريخية ولكن الكاتب ألم سقد هو الذي يملك القص والتعديل فيما يقدم إليه من مادة الكتاب أخرج الكتابين على حالته التي عليها، وحتى أكون دقيقاً أن السيد ألم سقد قام بحذف كل ما يدين حزب (أندنت) ولم يذكر إلا القليل الذي لا يلامس الحقائق حيث كان يمر مرور الكرام على كل ما يتعلق بالشفتا والقتلة الذين كان من ضمنهم من كان من كوادر الحزب العميل لأثيوبيا، وبالمقابل عندما يكون الأمر يتعلق بالرابطة والكتلة الاستقلالية كان انه يسهب في الحديث بحثاً عن الثغرات التي كانت في المنخفضات وكيف أنه تحدث عن انتفاضة التقري والتحرير التي كان يقودها محمود شنطوب على المستوى الشعبي والتحرر الذي كان يقوده الشيخ إبراهيم سلطان رحمة الله عليه، لا أريد أن أطنب في موضوع الم سقد وكتابه لكني أحببت أن أنوه على عدم عدالة الرجل في ما كتب لاسيما وأن بعض من المثقفين معجبين بكتاباته رغم ما فيها من الخبث الدفين الذي لا ينطلي على من أكرمه الله ببصيرة وتمعن فيما بين السطور وهذا يكفي بالنسبة لكتاب ألم سقد الذي لم يكن موضوع المقال على أن أعود إليه في المستقبل إن شاء الله إن أمد الله في العمر بقية.
فهل كانوا مسيحيو كبسا من حقهم أن يفعلوا ما فعلوا بمطالبتهم الانضمام إلى أثيوبيا؟
الجواب: نعم لو كانوا صادقين في قناعتهم كما كانوا يقولوا أي لو كان الهدف مما حدث ديني، ثقافي استراتيجي مصبوغ بصلة الدم والقرابة بينهم باعتبارهم من أصول أثيوبية، لأن الكبساويين في غالبيتهم من أصول أثيوبية إلا القليل منهم،
أما الشق الثاني من الجواب هو: ليس من حقهم لأن مطالباتهم لم تكن مبنية على شيء موضوعي، بل كانت جريمة لا تغتفر حتى اليوم ولم تكن مبنية إلا على حقد قومي شوفيني متخلف لا يفهم إلا الهيمنة على السلطة والثروة بأي ثمن، قد رأينا كيف أنهم ليس لهم أي مبادئ وما قصتهم مع الأثيوبيين إلا دليل على أنهم قوم لا يؤمنون بالتعايش السلمي ما لم يكونوا في موقف الضعف والذل والقهر لا حيلة لهم وإلا فلا!! منطق مقلوب معوج غريب!
المرحلة الثانية أو المفاضلة بين الفريقين كانت في عهد الثورة المسلحة التي انطلقت في الفاتح من سبتمبر عام واحد وستين، وكيف كانت مواقف الطرفين منه (الثورة)؟.
موقف المسلمين لا يحتاج مني أو من غيري أي اجتهاد فهم الذين أسسوا الثورة وهم الذين تحملوا تبعاتها بكل ما فيها من المجازفات والأهوال والصعاب والمعروفة لدينا كجيل الثورة، ومن ذا الذي ينكر دورهم في إشعال فتيل الثورة المسلحة بقيادة الشهيد حامد إدريس عواتي؟.
ومن المعلوم أن الثورة الارترية المسلحة في بدايتها لم تكن لها فرص النجاح لولا صمود الرجال الأوفياء مع شعبهم الصبور الذين أثبتوا لنا صدقهم وإخلاصهم بما قاموا به، وبمقارنة الظروف التي كانت تحيط بهم من الناحية السياسية وطبيعة نظام هيلي سلاسي وسطوته وتأثيره على الدول الأفريقية وعلاقاته القوية بالدول الاستعمارية مثل أمريكا وبريطانيا من ناحية وضعف الدولة الوحيدة جارة إرتريا دولة السودان التي لم يمضي على استقلالها إلا خمس سنين فقط عند بداية الثورة الارترية، ليس هذا فحسب بل لم يكن الساسة السودانيين يهمهم أمر ارتريا ولم يكن يعنهم أمر الشعب الارتري الجار وتعاملهم كان فيه الكثير من الضرر للقضية الارترية، ولنا مع الحكومات السودانية المتعاقبة من أيام الفريق إبراهيم عبود إلى حكومة الإنقاذ تاريخ أسود لا ينسى، لكن عزاؤنا في الشعب السوداني الذي قاسمنا العيش والملح فله الشكر والتقدير.
أما على الصعيد الدولي فكانت القضية الارترية محجور عليها من كل النواحي السياسية والإعلامية والمادية بل الأدهى والأمر أن الحكومات السودانية المتعاقبة كانت متآمرة في تصفية القضية الارترية لولا صمود قيادات الثورة الارترية التي أصرت على الاستمرار مهما كان الثمن فلهم التحية والإجلال، لقد قلنا الكثير في التقصير الذي حدث منهم وهم يؤدون الواجب العملي اليومي في الميدان، بل الكثيرين منا تعدى حدود النقد البناء إلى النقد الشخصي والمخل والذي ليس له دخل بالعمل النضالي اليومي الذي كان يعيشه المسئول، والأصل في الأمر أن من يعمل يخطئ ويصيب وهذا له ضوابطه بناء على المعطيات التي تحدث فيها الإشكالية من التقصير دون التشفي والانتقام الشخصي الذي يمتهنه البعض من أجل الانتقام والاغتيال السياسي.
هذه هي القيادات الارترية التي قادت الثورة الارترية في أحلك الظروف ذكرت منها القليل، وهذه القيادات كانت تتكون من المسلمين بنسبة 100%.
ما هي المصاعب والتحديات التي واجهت قيادة الثورة الارترية في بداية الأمر من الناحية الداخلية؟
الجواب: المصاعب التي اصطدمت بها قيادة الثورة كانت عزوف المسيحيين عن الالتحاق بالثورة بل انبروا لمحاربتها و الترصد لها كل مرصد وكانت هذه المسألة الشغل الشاغل لقيادة الثورة الارترية من المجلس الأعلى إلى المجلس الثوري، ومن أجل ذلك وضعت خطة تفضي إلى تقسيم الساحة الارترية إلى مناطق والتي توسم من بعض المتأخرين بالمستوردة من الجزائر ومن يعرف الظروف التي كانت سائدة في ارتريا وما كانت تعانيه الثورة الارترية من تجنيد المسيحيين ضد الثورة والقلق الذي كان يخيم على مسئولي الثورة وكيفية التغلب عليها مع قلة الناصرين ومحاربة الكثيرين لهم و ضيق ذات اليد لدى الشعب الذي تعتمد عليه الثورة وهم في غالبيتهم من المسلمين والمسيحيين من سكان المنخفضات الارترية وهم أقلية ومع ذلك لم يكونوا مأموني الجانب بسبب إخوانهم من مسيحيي المرتفعات الذين كانوا في صف العدو بكل ما يملكون وهذا ما أدى إلى شي من عدم الثقة فيهم في بداية الثورة عندما التحقوا بها في الزمن الضائع كما يقال وعندما أيقنوا بأن الثورة قد قطعت شوطاً واحتمال نجاحها مؤكد ورغم سجلهم الحافل بالعداء للثورة استقبلوا بحفاوة وفرحة عارمة وكانت قيادات الثورة من المجلس الأعلى إلى المجلس الثوري حريصة كل الحرص أن يكونوا جزءاً من الثورة وأن تسحبهم من العدو بأي طريقة من الطرق وكانت خطة المناطق واحدة من هذه الخطط الناجحة في اعتقادي. هل نجحت القيادة نجاح باهر؟ من نافلة القول أن من أسس الثورة الارترية ومن تحمل تبعاتها هم المسلمون.
الأمر الثاني هؤلاء المؤسسين هم من ابتدع وخطط لكي يشرك المسيحيين الكبساويين من أجل إلحاقهم بالثورة وقد تحقق ذلك والشكر الله ومن ثم لهم، هذه من الإيجابيات التي تخص المسلمين.
فما هي إيجابيات المسيحيين في هذا الجانب أي في عهد الثورة؟
الجواب: التحق المسيحيين بالثورة عندما علموا أنها منتصرة لا محالة والأثيوبيين لا يستطيعون هزيمتها التحقوا حتى يؤمنوا لهم موطئ قدم في قابلات الأيام وهذا حقهم لا لبس فيه شريطة أن لا يعتدوا على حقوق الآخرين، وهذه هي الإشكالية التي بيننا وبينهم، المهم ماذا حدث عندما التحقوا بالثورة؟ أول شيء قاموا به أسسوا تنظيمهم السري الذي عرف (بسلفي ناظنت) وهذه كانت الشرارة الأولى للتطبيق العملي للبرنامج الذي خرجوا من أجله.
يقال أن الساسة من مسيحيي كبسا الذين أسسوا من قبل حزب الانضمام مع أثيوبيا والذين كان شغلهم الشاغل هو تشويه الثورة الارترية من يوم بدايتها قد غيروا طريقة تفكيرهم خاصة عندما علموا بأن الثورة قطعت شوطاً متقدماً تلك التي قالوا عنها أنها: (ثورة المسلمين وعملاء العرب وجهادية ضد المسيحيين، وأثيوبيا أمنا وملك الملوك أبونا) هذه الأمور أضحت لا قيمة لها وبالتالي من الضروري تغيير الخطة أو اللعبة!
وعلى هذا الأساس التحق الشباب المسيحي بالثورة وكانت النتيجة (نحنان علامانان) وما نعاني منه اليوم ما هو إلا نتاج هذا التطرف الذي لا نعرف على وجه الدقة متى تأسس هذا التنظيم المسيحي الذي حمل فيما بعد اسم سلفي ناظنت وهل القيادات المسيحية التي أسسته هم الشباب الذين تمركزوا في منطقة (عالا) في العام سبعين أم الكبار الذين دفعوا بهم من أديس أبابا وأسمرا أم أن الأمر فيه أكثر من وجه؟ ومن الصعوبة بمكان التعرف على خيوطه الأخطبوطية وما يقودني إلى هذا الاعتقاد هو كلام ذكره الدكتور هبتي عما قاله له الراحل ولدآب ولدماريام: (عندما كنت منتجها إلى المؤتمر العام لجبهة التحرير الارترية أو مؤتمر الشباب لا أذكر ولكن كان هذا في السبعينات، يقول دكتور هبتى في طريقي إلى المؤتمر مررت بالقاهرة وفي يوم من الأيام التقيت بالسيد ولد آب ولدماريام وسلمت عليه ثم سألني عن وجهتي وما الذي جاء بي إلى هنا؟ فقلت له أنا ذاهب إلى المؤتمر. فقال لي أريدك ثم نفرد بي وقال: لي اسمع يا هبتي لا يفيد أن تذهب أو لا تذهب إلى المؤتمر! قلت له لا بد أن أذهب ولكن لماذا تعتقد هذا الاعتقاد سيدي إن ذهبت أو لم اذهب ما المشكلة؟ فقال لي لابد أن يكون لنا تنظيمنا الخاص بنا! هنا قال الدكتور هبتي لم أكن أتوقع أن اسمع منه هذا الكلام الغريب و ثم قلت له إياك أن تكرر مثل هذا الكلام أمامي)! انتهى الحوار بينهم وقد ذكر ذلك الدكتور هبتي في مقابلة له في مجلة النهضة قبل سبعة سنوات تقريباً.
ما قادني إلى هذه القصة هو أن مسيحيي إرتريا لم يكونوا من مؤيدي للثورة منذ بدايتها وكانوا يفضلون العيش مع الأثيوبيين وهذا الكلام ليس من عندي، حيث لم يتركوا أي سبيل إلا وسلكوه من أجل إفشال الثورة بل حاربوها وحاولوا تدميرها، وقد نجحوا في تدميرها بتأسيسهم تنظيمهم الخاص كما كان يريد عرابهم وأستاذهم ولد آب ولدماريام، ولم يكونوا في يوم من الأيام عاملاً مساعداً في الوفاق الوطني! فمن لدن الأندنت إلى سلفي ناظنت لهم تاريخ مرير لم يشرف الوطنيين من أمثال الدكتور هبتي الذي ذكرت ما كان بينه وبين ولدآب وأرجو أن يكون الدكتور هبتي على مواقفه الوطنية التي ذكرناها، وأرجو له الثبات كما عهدناه.
هل المسيحيين الارتريين هم جزء من الحل أم جزء من المشكلة؟
الجواب: هم جزء من المشكلة بل هم المشكلة بعينها فمنذ أن تأسست الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال كان موقفهم سلبي وهو ما يحدثنا عنه التاريخ حيث لم نجد لهم إلا مواقف متعنتة فيما يتعلق بأمر الشراكة الوطنية بيننا وبينهم وليس لهم إلا مواقف الاحتواء والهيمنة وعدم الاكتراث بحق شركاءهم المسلمين قديماً وحديثاً.
فما هي الأسباب التي تجعل منهم على ما هم عليه من سوء التقدير والفهم؟
الجواب: لابد من مقدمة عن نفسية المسيحي الكبساوي الذي يصنف على أنه وصولي انتهازي متسلط اقصائي عنده قوة التمكين شراسة لا ترحم من يقف في وجهها، تقليص المخالفين في السياسة بالقتل والأدوات الرخيصة والخبيثة كالقتل بدس السم في الأكل والشرب وهذه أمور يعرفها أهل كبسا المسيحيين والغريب في هؤلاء القوم أنهم يقدسون ثلاثة أصناف من الناس:
1. صاحب السلطان
2. والمال
3. وقاطع الطريق المارق المجرم ويعتبرونه فارس (أي نفوع انديو شفتا إكوا إيو)!
وحتى أكون دقيقا فيما أقول وتكون إجابتي محددة: ما الذي يحمل المسيحي الكبساوي على سلوك هذا المسلك المعوج؟
هو لأنهم لا يريدون أن يشاركهم أحد في الثروة والسلطة وهنا تكمن المشكلة لأنه لا يمكن لأحدنا أن يتنازل عن حقه الطبيعي في الثروة والسلطة، وليس من حق المسيحيين الكبساويين حرمان المسلمين من هذا الحق فهم الأكثر عدداً رغم عدم وجود إحصائية رسمية منصفة حتى الآن وهذا الذي يجعل نظام هقدف القمعي يمنع عودة اللاجئين من السودان بل يقوم بمضايقة الموجودين بشتى الحيل حتى يتركوا له البلاد بوسائل شتى منها محاربة التعليم باللغة العربية وابتداع التعليم لغة الأم حتى يهرب من يريد أن يعلم أبنائه بالخيارات المتاحة خارج أرض الوطن وال ستجعلهم يواكبوا التطور العالمي وقد هرب الكثير من العائلات المسلمة إلى خارج إرتريا مخافة التجهيل المتعمد الذي يتهدد أولادهم في ارتريا وهذا ما يراهن عليه النظام الطائفي في ارتريا اليوم وللقارئ الكريم أن يتصور كم عدد الطلاب والعائلات التي هربت في العشرين سنة وكم من عائلة تركت ارتريا وعادات إلى السودان وجيبوتي وأثيوبيا ويعتقد المسيحيين بأن ارتريا هي بلد خالصة لهم وأما المسلمين ما هم إلا أقلية الجبرتي الذين ينعتوهم بأنهم من إقليم تقراي الأثيوبي الذين لا أرض لهم ولا أصل وبقية المسلمين من الساهو الذين في وسطهم من الممكن إرضائهم بشيء من الشراكة التي لا ترقى إلى مستوى يذكر حتى ندمن عدم تمردهم علينا حاضراً وفي المستقبل باعتبار الساهو أهل بأس وشكيمة ومع كل الفتن التي أشعلت بين قبائل الساهو والأحباش الكبساويين يخافون منهم لمعرفتهم الدقيقة بهم وهم جيران في المرتفعات الكبساوية والساهو في ارتريا لهم مواقف مشرفة في النضال السياسي ما قبل الثورة ولهم في الثورة الأسبقية والريادة وما من موقع في الثورة من التأسيس إلى التحرير إلا وتجد لهم فيه سيرة وذكرى فلهم الشكر والتقدير وهذا لا يعني أن القوميات والقبائل الارترية الأخرى لم تقدم ولكن حديثي جاء عرضا على التضحيات المميزة التي تعرف بها هذه القومية الكريمة.
أما المسلمين من قومية التقري في اعتقاد المسيحيين الكبساويين يصنفون على النحو التالي:-
1. البني عامر في غرب البلاد أمرهم غير مهم وهم أضعف من أن نخشاهم لأنه إن عجبهم يعشوا معنا في ارتريا ويرعوا مواشيهم من الإبل والبقر والغنم إن كان قد بقي منها شيء ويدفعوا لنا الضريبة التي نحددها وإن لم يعجبهم هذا الحال يذهبوا إلى إخوانهم في السودان.
2. مسلمي الجنوب الشرقي في دنكاليا أمرهم بسيط إذا ما تم استمالة الساهو لصالح الكبساويين، ورغم أنهم أهل الحرب والشكيمة ولكنهم محاصرين ما بين جبوتي وأثيوبيا ولا أحد يمد لهم يد العون وحتى ما تقوم به أثيوبيا تجاههم لن يستمر وبتالي لا خوف منسطوتهم في المستقبل المنظور!.
3. المسلمين في الشرق أي البحر الأحمر لا توجد أي مخاوف في الأصل من هذه المنطقة وهذه الفئة كانوا في الميناء في الماضي وعندما اشتعلت الثورة غادروها ولم يعودوا إليها، وإن عادوا فأمرهم لا خوف منه لأنهم بكل بساطة من صنع النظام في يوم من الأيام وهم جزء منه حتى إشعار آخر.
4. المسلمين في الساحل الشمالي أمرهم لا يختلف عن إخوانهم في غرب البلاد، فالحباب مثلهم لهم حباب السودان ولهم تاريخ عريق فيه فهم سودانيون وإرتريون في تفس الوقت ولهم علاقات طيبة مع النظام على مستوى العمد في السودان وفي ارتريا. ولهذا السبب وغيره حبك نظام هقدف قصة الأسود الحرة في شرق السودان وكانت النتيجة النهائية لها موضوع العمد الذي قبلت به حكومة الإنقاذ في السودان لكي تكبر كومها ولكي تأمن شر هقدف الذي توعد بإسقاطها وكاد أن يسقطها والجبهة الشعبية في الماضي وهقدف حاليا لهم معرفة كافية بنظام الحكم في السودان وعندما يقولون سنسقط النظام اعتقد أنهم يعنون ما يقولون ومن الممكن ان يسقطوه وقتما يريدون هذا كان في الماضي ولكن الآن أصبح نظام هقدف لا يستطيع أن يصرف على الجندي الذي يعمل دون مرتب وبتالي فهو ليس في موقف يمكنه القيام بأي عمل عسكري اللهم إلا إذا كان انتحاراً، ما علينا إن الحباب والبني عامر لا يهزوا شعرة في نظام هقدف في الوقت الحالي وهم يتصارعون في العموديات السودانية ويتسابقون فيما بينهم في السودان، والأحباش الكبساويين أبدعوا عندما أبرموا الاتفاق مع حكومة الإنقاذ في شرق السودان عندما دمجوا القبائل الحدودية الارترية بالقبائل الحدودية السودانية وحتى غير الحدودية بطريقة غير منطقية وبعيدة كل البعد عن الموضوعية! من المنطقي أن تندمج القبائل الحدودية في البلدين لقربها من بعضها وبسبب صلة الرحم والمصاهرة وتحمل جنسية مزدوجة من الدولتين فهذا أمر شائع ومتعارف عليه كما في حالة الحباب والبني عامر في الساحل وبركة والحدارب أو الهدندوة في مناطق الحدود فهذا مفهوم ومقبول ولكن ما هو غير معقول ولا مقبول أن يندمج في هذا النسيج أهل الجنوب الشرقي من دنكاليا والساهو والبلين والمنسع والجبرتة ويمكن استثناء ماريا الحدود في قريتي عواض والماريا فهم من ريفي كسلا اليوم.
5. مسلمي الوسط في مركز مدينة كرن وحدودها الغربي مدينة أغوردات ومن الشمال مدينة نقفة الصامدة ومن الشرق مناطق قادم حليب وشعب، وقدقد، وشبح، نفاسيت، وقندع وهذه المنطقة يعتبرها الكبساويين من المناطق المهمة والخطرة وبتالي عليها رقابة مشددة ومعمول لها خطط متعددة من التفتيت والترهيب والترغيب ومن أخبث الخطط التي اعتمدت منذ الثمانينيات كانت التقسيمات القبلية وتحديداً بعد خروج الجبهة من الساحة وانفراد الجبهة الشعبية بالساحة وقبل الدخول في التفتيت الذي اعتمدته الجبهة الشعبية في الثمانينيات والذي تسير عليه حتى الآن أرى من الضروري التنبيه إلى أهمية هذه المنطقة الوسطى والتي أحب أن أطلق عليها اسم الإقليم الأوسط. حيث أن هذا الجزء له تاريخ فريد في الثورة الارترية وهو جزء يعيش فيه كل الفئات التي يتشكل منها الشعب الارتري فعاصمته مدينة كرن تحتضن كل القوميات الارترية ما عدا الرشايدة الذين لهم يد فيما يعانيه الشباب الهارب من جحيم النظام من المتاجرة بأعضائهم في صحراء سيناء المصرية، وهذه القومية متهمة بسوء الخلق وقطع طريق المسافرين وإن صح ما يقال عنهم أنهم شركاء مع نظام هقدف فيما يحدث فسوف يكونون عرضة للمساءلة بل والمحاكمة عندما يسقط النظام الذي يحتمون به وعليهم أن يعلموا بفعلهم هذا أنهم لصوص وسينطبق عليهم حكم اللصوص ومن حق من قتل له أخ واغتصبت أو أخفيت له أخت أن يقتص منهم بالطرق القانونية فإن لم يجد الطرق القانونية التي ترد له الاعتبار وإنزال القصاص بالمجرم أن يتخذ ما يراه.
أعود إلى أهمية مدينة كرن (طعدة) كما نقول بالتقري فكما قلت إن سكان المدينة خليط من الشعب الارتري من الشرق و الغرب والجنوب و الشمال ومن كبسا وحتى من أثيوبيا والتقراي والحضارمة والسودانيين ومن هذا الكم الهائل من التجانس كان لمدينة كرن دورها الإيجابي في الثورة منذ تأسيسها واستطيع أن أقول وبكل جرأة إن الثورة الارترية كانت مركزيتها وسر نجاحها في مدينة كرن ويقال أن الأمهرا الأثيوبيين لم يكونوا يحبون مدينة كرن بل لا يطيقون سماع اسمها ولا أريد أن أسهب في ذكر مآثر أبطالها من الفدائيين والمسؤولين الثورين الذين لهم بصمة في تاريخ الثورة الارترية حتى لا أدخل في المفاضلة بين فراس الأمة الارترية من كل المدن والبراري الذين هم أفضل منا في كل شيء. إذا كان لمدينة كرن نسيب الأسد من التضحيات والبطولات وللمدن الأخرى لها نسيبها من شرف المبادرة في الثورة وخصوصاً أهل الأرياف الذين كانوا يعملون في صمت دون أن يبالي بهم أحد، أعود إلى سياسة التفتيت أو المخطط الذي وضع لتفتت هذه المنطقة الهامة وهو:
كما قلت أن مدينة كرن كمركز تحوي الكم الهائل من التجانس، ولكن على مستوى الأرياف المحيطة بها والتي تقطنها قبائل معروفة:
1. قبائل البلين والتي تعرف بهم مدينة كرن ويعرفوا بها وهم الطوقي والترقي وفيهم القبائل المحسوبة عليهم وإن لم تكن أصولها منهم وبينها وبينهم كان كل الود والاحترام المتبادل وعلاقات المصاهرة وكثير من الأمور الطيبة وقد انتهت عندهم العادة الجاهلية المقيتة التي تعرف بالتقري والشماقلي والتي تعرف ب (النقدي) أو (النقد) وهي من العادات الجاهلية أو الجهل الذي لا يقبله الدين ولا العقل السليم.
والشعبية قديماً وهقدف حديثاً دخلوا من هذا الباب وجعلوا من البلين شعوباً وقبائل تطارد بعضها بعضاً في كل كبيرة وصغيرة وليس من السهل التغلب على هذه الفتنة إلا بجهد صادق من الوجهاء والعقلاء من كبار القوم اليوم قبل فوات الأوان.
2. من سكان الريف الكرني قبائل الماريا وهي أيضاً تنقسم إلى فرعين ماريا قيّاح وماريا طلام ويوجد معهم من القبائل التي تعيش معهم وينطبق عليها ما ذكرت في قبائل البلين ولكن الماريا لها خصوصية تختلف عن البلين من حيث أهميتهم للشعبية في الماضي وهقدف الحالية، لأن الماريا يعتبرون من القلع الحصينة للشعبية قبل التحرير وإلى اليوم وأنا لا أريد الدخول في التفاصيل لأنني في الحقيقة لا أعرف السر الذي يجمع بين المسيحيين من أهل كبسا والماريا وقيل الكثير عن ذلك ولكن أخشى أن لا يكون مجرد أقاويل عادة تنسبه المجامع ضد بعضها البعض لمجرد كراهية قديمة أو حديثة لكن ما يهم بالنسبة لي أنه توجد حقائق وهي أن النظام يعتمد على الكادر البشري من أبناء الماريا في مواقع متقدمة حيث لا يوجد فيها إلا هم والمسيحيين من أهل كبسا وهذا واضح لمن يعرف تركيبة النظام الطائفي في ارتريا، لماذا يقدمهم دون الآخرين ربما لمجرد التشويش لكي يقال ما أقوله أنا أو ربما وجد حلف ومصالح بين الطرفين لا ندري على وجه الدقة إنما مجرد تحليل لظواهر مرئية على أرض الواقع في ارتريا وأياً كان الأمر فالأيام كفيلة بكشفه لنا إن أمد الله في الأعمار.
3. القبيلة المعروفة والمشهورة في ضواحي مدينة كرن هي البيت جوك من سكان الريف الكرني وهذه القبيلة مع أنها قليلة العدد فقد كان لها أثر ملحوظ في الساحة النضالية وما يميزها عن غيرها كان من أبنائها مسئولين بارزين في العمل النضالي اليومي منذ بداية الثورة، هذه القبيلة لم تسلم من الآفة التي ذكرتها في حق البلين والماريا ولكن دبت فيهم الفتن إلى درجة لا تليق بالتاريخ الذي كان يميزهم بأنهم أهل المنطق والكياسة السياسية والحكم وإصلاح ذات البين نسأل الله لهم وللآخرين السداد والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه.
4. قبيلة المنسع و هي من حاضرة كرن أي أنها لا تبعد إلا 30 كلم من المدينة، وهي أيضاً لها نفس المواصفات التي تتصف بها القبائل المذكورة ولكن مع شيء من الاختلاف في ما يتعلق بالتقرى والشماقلى حيث لم يكن له وجود مما أعرفه أنا شخصياً وإنني لم أجد في طفولتي ما يشير إلى التمييز بين أهل منسع من الناحية العملية ولم شاهد شيء يتسم بالتفرقة بين القبائل على أساس أن زيد من التقرى وعمرو من الشماقلى بل في أهل المنسع كان التزاوج بينهم بشكل جميل وأنا حقيقة عندما أسمع عن باقي القبائل الارترية التي لم تكن موفقة في هذا الأمر أكبرت في أهل المنسع هذا الأمر لدرجة أنك لا تجد إلا الاندماج بين ما كان يعرف بالتقرى والشماقلي لأن هذا ابن خالة هذا وذاك ابن أخت والطريف في المنسع العمد أو الشيم متزوجين من قبائل المنسع التي يطلق عليها (تقرى) ومع ذلك فإن الجبهة الشعبية لم تعدم الطريق الذي تؤجج به الفتن في المنسع منذ الثمانينيات وأحيت الفتنة التي أماتها الله من سنين بدليل أنا الذي أبلغ من العمر 45 لم أعرف شيء هذا تقراي وهذا شماقلاي، ونظام هقدف الآن ينفخ في هذه الفتنة وللأسف الشديد بأن من يقوم بإحياء هذه الفتن هم من أبناء المنسع الذين لهم في كل اتجاه وكل بيت من البيوت في القبيلة نسب وحسب من الخالات والعمات والإخوة والأخوات وأتحدى من يقول غير ذلك والمنسع لهم قصة مع الشعبية، فقبل دخول الجبهة لم تكن المنسع تدين بالولاء لهم بل لم تكن طيبة معهم وكانت من المناطق المتنازع عليها بين تنظيمي الجبهة والشعبية وعندما دخلت الجبهة مهزومة من الشعبية هاربة إلى السودان، وبعد خلو الساحة للشعبية أول شيء بدءوا به أنهم جمعوا الناس وطلبوا منهم ما عندهم من ممتلكات الجبهة من الدواء والسلاح ووثائق وأعطوهم مهلة شهر وبعد انقضاء المهلة طلبوا الناس للاجتماع من جديد وفي الاجتماع قاموا بالتأكد من حضور الناس عن طريق قراءة أسمائهم وبطبيعة الحال لم يتخلف أحد عن هذا الاجتماع وكان اجتماعام كبيراً لم يتخلف عنه حتى من كانوا في أماكن بعيدة مثل شعب وقلاقل وجاءوا من مسافات يوم كامل سيرا على الأقدام وعندما كتمل الحضور كان الافتتاح بالنداء على أسماء مسئولي اللجان الذين كانوا يعملون مع الجبهة والمراسلين وبعد اكتمال نداء الأسماء طلبوا من كل واحد ان يأتي بالشيء الذي في عهدته من ممتلكات الثورة وهم عارفين وبالفعل سلم كل واحد سلم ما عنده من عهدة من سلاح ودواء ووثائق، وبهذا يكون أول اجتماع للمنطقة مع الجبهة الشعبية قد انتهى، وانصرف الكل إلى حال سبيله والكل خائف من المجهول الذي ينتظره وخصوصاً الناشطين الذين كان لهم طول اللسان على الشعبية قبل هروب الجبهة ولكن مشكلة المنطقة لم تكن في الأمور التي ذكرتها عن القبائل الثلاث بل مشكلة المنسع كان فيها بعد آخر وهو أخطر من بعد التقري والشماقلى لأن هذا البعد ليس له تأثير في المنسع وبالنسبة لهم عفا عنه الزمن ولا وجود له إلا في القصص التي يعفها اللسان.
فما هو الأمر الذي أقول عنه أخطر من التباين القبلي؟
من المعروف أن المنسع حدودها من الشرق شعب وقدقد ويقال هذه المناطق هي أراضي المنسع في الأصل ويقال من هنا تأتي مقولة ود هيقت زلالة ود شعب بدالة! وفي هذه المنطقة يعيش المنسع ومعهم قبائل السمهر التي يطلق عليها محلين مسحليت ومتعايشين في وئام تام قبل مجيء الجبهة الشعبية ولكن أول ما ظهرت الشعبية التي لم تكن تعرف إلا بالثورة المضادة، حيث كان السمهر والمسحليت من أوائل من التزم بالشعبية وهذا الأمر خلق شيء من التباين والمشاكسات اليومية بين المليشيات والشباب وكل يستقوي بتنظيمه يعني شعب درويش على قول أهل الشام الذين يخوضون صراعاً مريراً مع النظام الأسدي النصيري المجرم أسأل الله الهم النصر المبين، والشعبية لم يستفيدوا من مكان كما استفادوا من هذه المنطقة أي منطقت شعب، وقدقد ولم يفتنوا الشعب كما فتنوا شعب هذه المنطقة أما في الأخير فما هي مكانة هذا الشعب عند نظام هقدف اليوم؟
الجواب: الضرب بالحذاء إن جاز العتبير ليس لهم أي قيمة بل هم الذين تجرب فيهم القوانين الإجرامية التي يريد نظام هقدف تمريرها على شعب المنخفضات مثل انتزاع البنات للتجنيد الإجباري وانتزاع الأراضي كل هذا الأمور بدأت بهذه المنطقة التعيسة.
في الختام هل من آلية فيء المستقبل نغير بها هذه الصفحة السوداء؟
وهل من أمل يرتجى من المسيحيين الكبساويين في المستقبل؟
وما هو الحل للخروج من هذا النفق المظلم في المستقبل؟
سوف تكون الحلقة القادمة محاولة الإجابة على هذه الأسلئة.
وفي الختام تحياتي حتى الحلقة القادمة إن أمد الله في العمر...
التعليقات
جزاك الله زي ما قلت انا عجبنى بعد كلمك ولكن في بعض الكلام مختلف معك النزم زي ما قلت اي وحد ينسر نفسهو و هم نس الكبسا متمسكين ان اشتقلت معهوم ك كادر الجبهة الشعبية ف نحنو بقينا م عندنا سقة نفسية عمنت في المجتمعات الرطنة زي شعب السودان الوحد ينكر التني في إريتريا برضو الوحد لا يصدق التني و اي مشكلة حصلة تحصل من نفس الشخس لي أخيه المسلم زي ما قلو الخوجة kill the girl by girl ف نحنو بقينا كدا انت الحين تفكرا عن قلبلتك بدل تفكر عام و كد تجي العنصرية و القبلية و ما نتقدم وهوم م يخصهوم اهم شي يكون مسحي وقت سرعهو معك ف جزاك الله خيرا يا غالي
انا من منطقة اسماط كتبتي ممكن م تتقرا لك
حول تجمانا نحنو درسنا تقرية