عصابة افورقى وأساليبها القذرة - الحلقة الثانية
بقلم الأستاذ: آدم حاج موسى - كاتب وناشط سياسي إرتري
فى الحلقة الأولى تعرضنا الى نشأة عصابة افورقى التخريبية فى رحم قوات التحرير الشعبية
لجبهة تحرير اريتريا وكيف تدرجت فى تنفيذ وتطبيق مبادئها الطائفية والعرقية والجهوية وانطلاقا من مفاهيمها الرجعية والمتخلفة التى بنت عليها كل آمالها وطموحاتها فى ماضيها وحاضرها ومستقبلها نواصل لما بدأناه من سرد لممارساتها وأساليبها القذرة:
٨) التخلص من القيادات والافراد التابعين لها والمخالفين لرأيها ومنهجها الطائفي العنصري عبر رحلة العصابة داخل تنظيم قوات التحرير الشعبية بتلفيق التهم المفبركة جزافا ضدهم وبهدف التغطية على مشروعها الطائفي مثل (حركة منكع) او ما يعرف بالحركة التخريبية عام ١٩٧٣ ويقصد بها تخريب وحدة التنظيمين الجانب الأول هو تنظيم قوات التحرير الشعبية، والثاني وهي مجموعة اسياس كما أسمتها قيادة قوات التحرير الشعبية لاحقا وايضاً (حركة اليمين المتطرف) وحكاية التخلص من كلا المجموعتين حكاية طويلة عريضة وتمثيل متقن من عصابة افورقى للظهور بمظاهر القوى الوطنية الحادبة على مصلحة الثورة والوطن وتمثيليات وحكايات وروايات عديدة طويلة وعريضة تحتاج الى متسع من الوقت ومجال اوسع لذكرها.
٩) تشريد حركة تحرير اريتريا - عوبل من الميدان بعد اعتراض مجموعة اسياس الطائفية على مبادرة "وحدة الخرطوم" عام ١٩٧٥ وهي مباردة وحدة تنظيمية بين جبهة تحرير اريتريا وقوات التحرير الشعبية وللضغط على تنظيم قوات التحرير الشعبية وطرد قيادته الممثلة فى الأمانة العامة برئاسة الشهيد عثمان صالح سبي تم وضع عراقيل ومماطلات عديدة ومن ثم عقد سمينار "شمال بحري" لقيادات الجيش وكوادر التنظيم عام ١٩٧٦ تم فيه اعلان وتبنى خط برنامج "نحن وأهدافنا" وانشاء تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا علي أساسه فى يناير عام ١٩٧٧.
١٠) انشاء حزب طائفي عنصري سري داخل حزب الشعب الثوري والذي كان يعتبر هو الآخر سرياً ايضاً وبمعنى آخر "حزب داخل حزب" بالاستفادة من السرية التامة التى كانت تحيط بأنشطته داخل الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ومن ثم تم توزيع أعضائه بالتوازي مع الحزب المعلوم فى مؤسسات التنظيم مثل الاعلام، الصحة، التعليم، مدرسة الكادر، الارشيف، التموين، الامداد، هيئات التدريب، المكاتب الخارجية ووحدات استخبارات الجيش الشعبي والأمن …الخ.
١١) انشاء جهاز استخبارات عسكري سري من جماعة عرقية وثقافية واحدة وفى نطاق ضيق ممن يؤمنون بمبادئ واهداف عصابة افورقي وتوجهاتها الطائفية بعيدا عن عيون الوحدات التابعة لهيئة اركان الجيش الشعبي لتحرير إريتريا، يخضع الجهاز ويتلقى أوامره فقط من اسياس افورقى زعيم العصابة وتم تدريب افراده فى ظروف بالغة السرية والتعقيد خارج اطار التنظيم على أيدى خبراء أجانب تحت غطاء مهمات تنظيمية مختلفة فى الخارج عبر مكاتب التنظيم فى كل من السودان والصومال واليمن وبهذا الجهاز استطاع افورقى الاستيلاء على تنظيم الجبهة الشعبية وبشكل حاسم فى عام ١٩٨٤ من خلال استخدام الخداع والقوة والغدر والخيانة والقتل والتنكيل والترهيب والترغيب فى اطار طائفي وعرقي بحت لا صلة له بالتنظيم الوطني ولا بأي ايديولوجية ولا بالقضية والشعب الاريتري على الإطلاق.
١٢) تم انشاء بنك خاص فى مدينة ميلانو الايطالية خارج اطار التنظيم باسم "بنك حفاش" برأس مال قدره ٣٠ مليون دولار قدمت كدعومات مالية من جهات دولية (دول واحزاب وكنائس) وعين عليه أحد جرحى حرب التحرير مديراً عاما بهدف تمويل مشروع افورقى فقط ولا علاقة للبنك بتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا لا من قريب ولا من بعيد كما انه لم يكن للتنظيم مكتباً للمالية على مستوى المكتب السياسي او على مستوى اللجنة المركزية وانما كانت فقط دائرة تحت إشراف مكتب اسياس افورقى فى الميدان يديرها سفير العصابة الحالي فى اليابان استفانوس افورقى كما أن الشخص المسؤول والمخول له بسحب الاموال والتصرف فيها فى الحالتين هو اسياس افورقي فقط دون غيره وبهذا المعنى صدرت الأوامر لمدير بنك حفاش وهكذا استطاع اسياس افورقى بناء عصابته بقوة السلاح والمال ليسطر بهما على كل مفاصل تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا وبالتالي اتوماتيكيا السيطرة على مصادر القوة والقرار فى الثورة الاريترية والساحة الاريترية بشكل عام.
نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة