لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة السابعة
بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح
في البدء أود أن أقدم هذه المقدمة حتى لا يلتبس على البعض ما قلت في المقالة الماضية التي لم تعجب البعض ما قلت وتوقعته!
أول شيء أريد أن يعرفه من لا يعرف هوا إنني اكتب عن الهم الوطني العام الذي يعاني من عدم الاستقرار الذي نعرفه جيداً.
وعندما يكون النقاش في القضايا العامة من الضروري أن يكون سببا لهذا النقاش ومن هنا تقتدي الحكمة أن لا يغيب عن بالنا وجود المتسبب الذي من الضروري انه هو مسئول من الإشكالية التي نعاني منها.
اسياس ونظامه مسولين عن الإشكالية التي يعشها الوطن من واحد وعشرين عام وللرجل مؤيدين ومناصرين من الشعب الارتري في جلهم من المسيحيين وهذا لا يعني أنه لا يوجد من بينهم من المسلمين بل فيهم من المسلمين بدرجات متفاوتة من المسؤوليات الأمنية والعسكرية ولولاهم ما صمد النظام هذه السنين الطوال وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر أو مداهن النظام، ومن منا لا يعرف الأسماء الاستخباراتية التي تتجسس على الشعب اليوم وكم من مواطن ضاع بوشاية يوشي بها مكبر يصلي مع المصلين في المساجد في ارتريا اليوم وهل نسينا ما حدث للمدرسين وغيرهم ولم يسأل عنهم أحد حتى اليوم من الشعب الذي كان همهم وشغلهم الشاغل هو تعليمه وتدريسه فعندما اعتقلتهم الشعبية بعد التحرير بثلاثة أسابيع مثل الشيخ المربي محمد مرانت وإخوانه من المعلمين والمرشدين الذين كانوا يرشدون الناس إلى الخير و البر وينهونهم عن المنكر.
البداية كانت في الحلقة الأولى:
كما قلت في المقدمة ما كتبته وما أكتبه لا أريد من وراءه إلا الصالح العام الذي يهم الوطن، والوطن لا يعني قبيلة وقومية معينة انما يعني الأمة الارترية قاطبة، ولأن الأمة الارترية تتكون في غالبيتها من المسلمين والمسيحيين، وقيادات الجبهة الشعبية جعلت من نضال الشعب الارتري جسر تعبر عبر إلى الاستبداد المطلق، وفرقت بين الشعب الارتري على أساس قومي وفاضلت بين القوميات التي ناضلت سوياً من اجل التحرير.
النقد ليس من اجل النقد:
وعندما أنتقد الحالة التي نعيشها في ارتريا لا أنتقد من أجل النقد الذي لا يستند على حقائق معروفة وواضحة لا لبس فيها، ومع ذلك فقد لا يعجب البعض، وأنا لا يعنيني أن يفهم زيد أو عمرو من الناس ما أقوله أو أكتبه هو غير مقبول أو لا يعجبه فلكل منا وجهة نظره وليس من الضروري أن نكون على قالب واحد من التفكير في كل شيء، ولكن علينا أن نناقش الأفكار وليس الأشخاص! وكانت البداية في النقد في الحلقة الأولى على مسيحيي إرتريا الكبساويين بناء على مالهم من ماض غير مشرف في القضية الوطنية إبان فترة تقرير المصير ثم في المرحلة النضالية التي مر بها الشعب الارتري ما قبل تحرير الأرض وما تلاه من هيمنتهم على مقاليد السلطة في الدولة دون غيرهم من المسلمين وبنسبة تسعين في المائة وقلت في ذلك ما يكفي، ولم يعترض أحد من الذين لم تعجبهم انتقاداتي ضد المسلمين الذين لهم النصيب من التقصير.
اختزال الدولة أو الأمة في إقليم أو قبيلة أمر لا يستقيم!!
القضية السياسية العامة التي تهم البلاد والعباد ينبغي أن لا ينظر إليها في الأطر الضيقة مثل الإقليمية والقبلية، وهذا لا يعني إنكار القبائل والأقاليم القائمة التي تشكل أرض إرتريا وشعبها، ومن الضروري من يناقش القضايا الوطنية الكبيرة أن يكون على مستوى المسؤولية الوطنية وينظر للأمور من الزاوية العامة، ومنها الثوابت الوطنية كوحدة التراب الارتري ودولة المؤسسات المدنية التي تسع الارترين بشكل عام. أما الذي لا ينضبط بهذه الثوابت عليه أن لا يعتقد بأنه يناقش قضايا عامة، وهذا لا يمنعه أن يقول ما يعتقد على أنه يمثل حزبه أو قبيلته أو إقليمه لأن ذلك أمر مشروع بشرط أن لا يتعدى على حق الآخرين وأن يطرح الحلول التي يراها مناسبة في المستقبل للتعايش السلمي في ارتريا.
مناقشة الأفكار وليس الأشخاص!
عندما نناقش القضايا العامة علينا أن تجنب مناقشة الأشخاص ونركز في نقاشنا على الأفكار التي تطرح أياً كان صاحبها، بعض الكتاب الذين يعتقد أنهم أصحاب تجارب ترى منهم العجب في بعض المرات عندما يناقشهم أحد من الكتاب أو القراء بشيء من التوضيح أو طلب المزيد من التدقيق والمواصلة في الأمر المشار إليه من مقالة أو بحث. تجدهم يتعللون بشيء من الهروب الغير مقبول! أو بما يمكن أن نسميه بالهروب إلى الأمام مثل قولهم أنا لا أريد على الأسماء المستعارة وهذه الحجة الممجوجة تتكرر أكثر من مرة، وكان من الأفضل أن يكون النقاش على الأفكار وليس الأسماء إن كانت مستعارة أم حقيقية! وفي مناقشة القضايا الهامة والعامة فوائد كثيرة فليت الإخوة الذين يتحججون بهذه الحجج يفيدونا بمناقشة الأفكار الواردة إليهم من الآخرين ويتركوا البحث عن السماء الحقيقية التي لا تقدم ولا تأخر في المادة المطروح من الكاتب بل الذي ينبغي أن يستفاد منه هي الأفكار.
قناعتي هي التي تقودني:
عندما اكتب وانتقد انطلاقاً من قناعتي الذاتية، وأنظر إلى المستقبل الذي أريده أن يكون مشرقاً، أنا المستفيد من العدالة في ارتريا في المستقبل ولذلك أقول ما لم أفكر في المستقبل الذي تعم فوائده كل الشعب الارتري وأنا واحد منهم، عليّ أن لا أفكر في الأمور بسطحية وعدم المبالاة وأن لا أجعل ترتيب الهم العام قبلتي أو عشيرتي التي لا يمكن أن تحل محل الأمة أو الوطن.
الدولة المدنية ليست قبائل أو أقاليم؟
القومية والإقليمية والقبيلة لا يمكن أن تقود دولة، ولكن من الممكن أن تصنع الاستقرار وتسن القوانين بالاتفاق، وذلك من خلال الضغط على الساسة والمسئولين، والتركيبة القبلية في الأمة الارترية بها الكثير من الإشكاليات التي ينبغي أن نتنبه لها وأن نحاصرها في المهد، وأن لا نعطي فرصة للمستبدين يستغلونها كما يفعل اسياس حالياً في ارتريا وهذا هو السبب الذي كان منطلق مقالاتي التي لم يرضى عنها البعض وجعل منها قصة. والأمر لم يكن الكثير من وجهة نظري مبنية على معطيات أعرفها أنا شخصياً، ودخل البعض تحت يافطة الدفاع عن القبيلة من أناس لا يعرفون عن القضية التي أناقشها وكان منهم من هو مسطح درويش لا يعرف شيء عما يحدث في ارتريا، وآخرين من أزلام النظام من السفلة السفهاء الذين يطلب منهم القيام بمثل هذه الأمور التي لا يعرفون عنها شيء. أما الصنف الثالث من الناس أمرهم يسير فلم يقولوا أكثر من مجرد سؤال وعندما وجدوا الإجابة على ما قيل والقصد من النقد الذي وجه إلى القبيلة المعينة اقتنعوا شاكرين فالهم مني كل الشكر والتقدير.
والمزيد في الحلقة القادمة إن أمد الله في العمر...