إحياء يوم الشهيد
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن
ياشهيدا للبطولة أنت باق في القلوب
يا وساما للرجولة انت لحن في الدروب
يصادف ال 20 من يونيو يوم الشهداء، وهو يوم عزيز يحيه الشعب الارتري في الداخل والخارج تخليدا للشهداء الابرار الذين قدموا ارواحهم رخيصة من اجل الحرية والانعتاق، فكان تحرير التراب الوطني من الاستعمار الاثيوبي البغيض.
قدم شعبنا البطل تضحيات وقوافل من الشهداء وان لم تكن هناك احصائية دقيقة الا ان عدد شهداء حرب التحرير من مقاتلي الثورة يتعدى ال ١٠٠ الف شهيد وهو عدد كبير مقارنة بتعداد الشعب، وكذا الالاف من المدنين العزل، وهذا ليس بمستغرب اذا علمنا سياسة الارض المحروقة التي اتبعها نظام الامبراطور الهالك، فاحرق القرى باعتبارها الخلفية الحاضنة للثورة، فاباد الحرث والنصل وبقر بطون الامهات، وخير مثال لا الحصر نذكر قرى عد ابرهيم، عد نصور، وكي زاقر، اكديرا، عونا، حرقيقو، عاليت وقمهوت وشعب وام حجروغيرها.
سجلت الثورة الارترية بمختلف فصائلها بطولات نادرة في مواجهتها مع جيش الاحتلال وكذا العمليات الفدائية النوعية التي نفذت في معظم المد أرعبت العدو، وعلى الرغم من عدم التكافؤ بين الثورة والاحتلال الغاشم، فقد خاضت في البدايات مواجهات كانت مفصلية اكدت ان هذه ارادة شعب لابد لها ان تنتصر فكانت معارك (تقوربا، منسع، باب جنقرين، لوكتات)، هزم فيها العدو شر هزيمة، فكانت ردة فعل ان علق جثامين الشهداء في الميادين العامة في بعض المدن ظنا منه ان مثل تلك الافعال تخيف الشعب الا انه التف خلف ثورته فخرج الشباب ملتحقا بجيس التحرير، قد سبقت ثورتنا ثورات عديدة كالجزائرية والفيتنامية، الا ان الثورة لارترية وبإمكاناتها المحدودة حققت معجزات وبطولات نادرة لم يكن لها مثيل، ومن ما يحزي في النفس ان هذه البطولات مازالت لم تجد طريقها للتوثيق كما بنبقي.
كان على الحكومة الارترية التي اعلنت بعد التحرير ان تكرم الشهداء والرموز الوطنية التي قادت العمل الوطني وان تنصب لهم النصب التذكارية في الساحات العامة، وانشاء المتاحف الوطنية التي توثق للتاريخ النضالي للشعب الارتري، وبدلا من ذلك كان تكريم الشهداء بنصب تمثال للشاعر الروسي (بوشكين) في قلب العاصمة اسمرا.
كان بودي ذكر بعض الاسماء التي سجلت بطولات نادرة التي الزهلت العدو قبل الصديق ولكن تجاوزت ذلك لكثرة الاسماء وحساسية النسيان.
اتقدم الي جميع القوى السياسية والمدنية بهذه المناسبة بالعمل من التوافق على برنامج حد ادني من اسقاط النظام كي يعيش شعبنا بسلام ووحدة ووئام، خاصة وان الظروف مواتية داخليا وخارجيا والاوضاع المتسارعة في منطقتنا تشير الى ان انفجار كبير يلوح في الافق.
في الختام اتمني ان يكون احتفالنا العام القدم بعيد الشهداء في الوطن.