حقائق عن الوحدة بين فصيلي الجبهة عام 2002م المحاصصة الثنائية الحزبية - الحلقة السادسة
بقلم المناضل الأستاذ: عثمان صالح - كاتب ومفكر سياسي
المؤتمران الثامن والتاسع: بعد ما يقرب من ست سنوات من انفضاض المؤتمر السابع ورغم ان الظروف الموضوعية
التي كانت تمر بها الجبهة وساحة المقاومة عموما كانت غير مواتية نتيجة التبدل الكبير في موقف حكومة الانقاذ في الخرطوم ودخولها في مساومات واتفاقات امنية وسياسية مع نظام اسمرا ضيقت بموجبها كثيرا على انشطة ووجود المعارضين للنظام الدكتاتوري، في ظل هذه الظروف تم تكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر الثامن برئاسة المناضل محمد طاهر علي كرار واجتهدت ووفقت كثيرا في انجاز مهامها.
ومع الصعوبة والمخاطر المرتبطة بتخطي محاذير المنع والمراقبة والتربص من قبل اجهزة أمن النظامين فقد نجحت في ايصال التنظيم الى مؤتمره الثامن بشكل محكم ودقيق مكنه من تجديد مشروعه وبعض من ادوات عمله واختار مجلسا مركزيا من (41) عضوا كان نصيب طرف المجلس الوطني - سابقا - فيه (15) عضوا، وواضح انه عدد لا يهيمن ولا يقصي.
هذا المجلس انتخب القائد حسين خليفة رئيسا للجبهة والاستاذ جيلاني موسى نائبا وتم التجديد في عدد من مكاتب التنفيذية شملت العلاقات والمكتب العسكري والامن وهي تغييرات رافقتها حملة تشويه وتشكيك في شرعية المؤتمر والقيادة (لاحظ هي حملة لم تتناول تركيبة التنظيم) وهي الحملة التي وضعت المناضل محمد اسماعيل همد في موقع غير لائق بالطعن في اعلى مؤسسات الجبهة التي هو جزء منها ولكنها قمعت في مواجهات داخلية (للحزب) حسب ما رشح من معلومات.
في هذه الفترة شاركت الجبهة في مؤتمر اواسا بعدد جيد من المشاركين من كل القطاعات والقارات ومرة اخرى تقدمت الجبهة بممثليها في المجلس الوطني بكل من المناضلين حسين خليفة وعبدو احمد ومحمد اسماعيل (ايضا مجددا يبرز السؤال اين المحاصصة والثنائية في تمثيل كله من طرف واحد ؟).
وفي الدورة الثانية للمجلس المركزي تمت تغييرات واسعة طالت النائب والمالية والمنظمات والدراسات (تنازل طوعي) وبقى في التشكيل الجديد مكتبان فقط في يد ما يشار اليه بطرف المجلس الوطني - سابقا.
ومعنى هذا انه في كل الفترة الواقعة بين اجتماع المجلس الثاني والمؤتمر التاسع في نوفمبر 2014م كان (7) من رؤساء مكاتب اللجنة التنفيذية من طرف واحد وبرئاسة القائد حسين خليفة ونيابة المناضل محمد اسماعيل من بينهم (4) من اصحاب البيان الذى اشتكى من التهميش والاقصاء (والسؤال مجددا اين الثنائية والمحاصصة ؟).
ومع ذلك سارت الامور بصورة عادية وخيبت ظن كثيررين ممن رشحوا الفترة لمزيد من الخلافات على ارضية ذلك التغيير فلم يصدر بيان ولم تخدش الوحدة وعقد المؤتمر التاسع في اوضاع اكثر من طبيعية وانتخب المجلس والمركزي بالاقتراع السري من (41) عضوا وايضا كان عدد من ينسبون الى خلفية المجلس الوطني سابقا (15) عضوا فيه.
لمحات من دور الجبهة في النشاط الجماعي بعد الوحدة:
كما اشرنا على المستوى الارتري فقد استقبل المسرح السياسي (ساحة المعارضة) الوحدة بتقدير عال مما فتح الباب امامها للقيام بمشاركات فاعلة. ففي اول نشاط في العمل الجماعي بعد الوحدة شاركت الجبهة في تكوين التحالف الوطني الارتري في العام 2003م الذي كان لها فيه كما ذكرنا اربعة مقاعد (حافز للوحدة).
ثم شاركت الجبهة في العام 2005م في تأسيس التحالف الديمقراطي الارتري واختيرت لرئاستة - وهنا ايضا يلاحظ التقدير الخاص للجبهة فكان القائد حسين خليفة - وهو نائب رئيس الجبهة - يترأس الجهاز التنفيذي للتحاف الديمقراطي الذي يتكون من رؤساء التنظيمات).
واسندت الى الجبهة للمرة الثانية مهمة ادارة اذاعة التحالف الديمقراطي الارتري التي كانت تبث برامجها من اذاعتي الشرق وكسلا. واسهمت الجبهة اسهامات كبيرة في ادارة وتشغيل المؤسسات الاعلامية في كل من التحالف الديمقراطي والمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي في العاصمة الاثيوبية من خلال الاداء المتميز للاستاذ القدير ابوبكر فريتاي.
وفي هذه الفترة لعبت الجبهة دورا كبيرا في تأسيس جبهة التضامن الارترية وقادتها عدة دورات، وشكلت حضورا فاعلا في كل الانشطة التي نظمتها القوى السياسية من ندوات وسمنارات ومؤتمرات وكذلك الاعمال التحضيرية (المفوضية) التي ادت الى مؤتمر اواسا وميلاد المجلس الوطني.
ومن خلال القائد حسين خليفة بذلت الجبهة جهودا ملحوظة في تخطي العديد من المطبات وحلحلة الخلافات التي اعترضت مسيرة الاطر الجماعية لما يعرف بالمعارضة الارترية في التحالف والمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي.
وتمتعت بعلاقات ممتازة ووطيدة مع كل الفصائل والاحزاب والمنظمات داخل الاطر الجماعية وخارجها وخاضت معهم مواجهة ناجحة ضد مؤامرة الاساءة الى مفجر الكفاح المسلح الارتري الشهيد حامد عواتي وعزل ادواتها المنفذة وتحذير كل من تسول له نفسه الاساءة الى رموز مسيرتنا الوطنية.
نواصل بإذن الله... في الـحـلـقـة الـقـادمـة