شكرا للجميع ولكن
بقلم الأستاذ: علي عافه إدريس - كاتب ومحلل سياسي ارتري
أولا: شكرا لكل الذين ساهموا في صدور قرار إلغاء تكوين اللجنة التي كان سيتم تكوينها بعد مظاهرة جنيف وأخص منهم الاخوة
من داخل لجنة مظاهرة جنيف، ومن خارجها وكل الذين تفاعلوا إيجابا وقاتلوا من أجل توضيح الشبهات التي كانت تحوم حولها ووكل الذين كان لهم القدح المعلى في هذا الإنجاز وأخص منهم الأخوين عثمان حجاي و زكي رباط وآخرون أحجب أسماءهم لظروف خاصة بهم، فقد تناقشت معهم كثيرا في الخاص وكان لنقاشاتهم أثر كبير في الصمود.
ثانياً: أود أن أوضح أن البعض حاول إثارة الشبهات حول مواقفنا الرافضة باتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة تم حشدها في محاولة واضحة لإحراق الشخصيات، كما أن تأكيدات البعض على العمل المشترك بين شقي المجتمع وأنه سبيلنا الوحيد لانجاز وطن مستقر خالي من الديكتاتوريين والأقصائيين كان يتم الإيحاء من خلالها وكأننا ضد هذا الفهم وهذا الطرح، وهذا مع الأسف لم يكن صحيحا "فهو حق أريد بها باطل"، فنحن كذلك نؤمن إيمان قوي أن العمل المشترك بين شقي المجتمع هو مخرجنا الوحيد الذي ليس لدينا مخرج سواه لخلق وطن آمن مستقر ينعم مواطنوه بحقوقهم الكاملة، لكننا نختلف مع بعض أصحاب المصالح الذاتية وبعض قاصري النظر في أن يصبح العمل المشترك مبرر لإنتاج نفس منتجنا الحالي "أسياس وزمرته" وتكريس اختلال موازين المجتمع الأرتري، لهذا ما نؤمن به من العمل المشترك يجب أن يسبقه تواثق وتعاقد حقيقي ويتبعه تمثيل حقيقي لمكونات المجتمع.
ثالثاً: قد سمعنا الكثير عن هواننا وضعفنا كمجتمع وهذه حقيقة لا ننكرها ويجب علينا معالجتها للخروج منها إلى حال أفضل، لكنها يجب أن لا تدفعنا إلى الاستسلام والارتماء في أحضان الاقصائيين من الطرف الآخر والانتهازيين من أبناء جلدتنا، فكلاهما سيستغلنا ما وجد إلى ذلك سبيلا.
لكن رغم هذا الضعف الواضح لدينا الكثير الذي يجهله البعض منّا، وهذا الكثير هو أن الطرف الآخر في حاجة ماسة لنا وسوف لن يستطع التقدم لوحده خطوة واحدة إلا في إطاره الخاص، وهم واعون بشكل كبير لأهمية وجودنا إلى جانبهم لتمثيل الوجه الوطني وإلا سيدورن في حلقة مفرغة دون هذا الأمر وسيفشلون في السيطرة، وهم يريدون السيطرة بوجه وطني دون تحمل أي أعباء أو التزامات ناتجة عن ذلك، ونحن يجب أن نتحد أمامهم ونعطيهم ما يريدون لكن ليس مجاناً كما نفعل حالياً، بل بثمنه الحقيقي وهي المشاركة الحقيقية وبفاعلية ووعي يستصحب كل تجاربنا السابقة معهم وإلى ما انتهت إليه، فعمالقتنا في الجبهة الشعبية وأصر على هذه التسمية لم يكونوا عملاء كما يوصفون حالياً، بل كانوا في البداية وطنيون زيادة عن اللازم لدرجة العمى ثم حريصون على وحدة التنظيم، ثم مجاملون لتجنب الصدام بالرفاق، فانتهى الأمر بهم مستسلمون "إلا من رحم ربي" للواقع الذي أنتجوه طيلة فترات نضالهم والذي كانوا سباقون فيه، فلنكن قارئين جيدين للتاريخ، نقطة أخيرة وهي يجب أن لا يهمنا من يمثلنا من أين ينحدر وإلى أي قبيلة أو حزب ينتمي، بل يجب أن ننظر إلى ماذا يحقق لنا ؟ ونقف خلفه لأنها الطريقة الوحيدة الناجعة لإحيائنا من هذا الموات الذي نحن فيه.
رابعاً: حتى الآن قد قطعنا نصف المسافة بنجاح لكن هذا النجاح يجب أن لا ينسينا أن الطريق أمامنا لازال طويلا، لهذا يجب الانتباه للنقاط التالية:-
1. ما أظهره الطرف المسيطر من محاولات تعمية وتكبير الحشد لأهداف لم نتأكد من صلاحيتها لنا، يدفعنا للحذر من كل شيء فالمذكرة التي ستقدم لجهات الاختصاص لازال مضمونها مجهولا لهذا يجب التأكد من مضمونها عبر الأخوة أعضاء لجنة المظاهرة.
2. يجب تكوين مجموعة صلبة واعية يتمتع أعضاءها بمواصفات تؤهلهم لانجاز المهام التي توكل إليهم، على أن يراعى فيها أن تمثلنا بشكل حقيقي ويفضل مؤقتاً أن تكون من ناشطينا في أوربا ليس بهدف المحاصصات الطائفية بل لقيادتنا ورص صفوفنا والحفاظ على تماسكنا والتشاور حول ما يطرح فما خاب من أستشار.
3. عدم الرضوخ لاستعجال الطرف الآخر بل التأني في دراسة الموضوعات المطروحة والنظر في مآلاتها بروية حتى لا تجهض التجربة مبكرا، وكذلك حتى نتجنب عمليات التعمية فعادةً يتم تمريرها تحت مبررات الاستعجال.
4. أن نصبر على الرأي الآخر مهما بدا شاذا، فالاختلاف هو الأصل في الخلقة البشرية لحكمة يعرفها وحده سبحانه وتعالى، وفي إيجاد الاتفاق والوحدة تكمن البطولة، فلنكن كلنا أبطال، وكذلك ندرب أنفسنا على الديمقراطية واحترام الآخر، فالبطولة أيضاً في الديمقراطية تكمن في ممارستها وليس في مطالبة الآخرين و أسياس بها.
في الختام.. أدناه التصريح الصحفي "قرار الإلغاء" منقول من صفحة أستاذنا يوسف إبراهيم بوليسي.
تصريح صحفي
عقدت اللجنة التحضيرية مساء أمس الجمعة اجتماعا تقييما عميقا وخرجت بالقرارين التاليين:-
1. العمل على إنجاح مظاهرة الحادي والثلاثين من أغسطس وحشد كل الطاقات بغية إسماع صوتنا ومساندة شعبنا والتنديد بممارسات النظام الاستبدادي والدفع باتجاه توافق قوى التغيير والعدالة وتحمل مسؤولياتها للتصدي للتحديات التي تواجهها البلاد.
2. إلغاء الانتخابات التي كان من المقرر أن تجرى في فعالية الفاتح من سبتمبر واقتصارها على حوار بناء ومفتوح بين المشاركين الراغبين للاشتراك فيه وخاصة تناول الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.
وقد توافق الجميع على هذين القرارين، بعد مناقشات جادة وتقييم صحيح لحالة المعارضة الارترية في بلاد المهجر وإفساح المجال لنقاشات عميقة تهدف لخلق الأرضية المناسبة لتنفيذ مثل هذا الإجراء.
النصر حليفنا
اللجنة التحضيرية لمظاهرة جنيف
٢٥ أغسطس ٢٠١٨
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولكم مني كل الود والتقدير والأحترام