الاستقلال الوطني ثمرة نضال مرير
بقلم الأستاذ: محمود عثمان إيلوس - كاتب وبـاحث
لاذنب لمولود في جريمة أبويه، ولاذنب لإرتريا في جريمة شرذمة الحكم بقيادة أسياس أفورقي.
شعب أراد الخروج من حظيرة الاستعمار والتدخل الأجنبي وترجم إرادته على أرض الواقع وكان الثمن غاليا جدا قوامه آلافا من الشهداء خلال حقبة طويلة (ثلاثين عاما).
لقد تحقق استقلالنا الوطني بالدم والصبر والاصرار.
شعب فقير غني بالإرادة لم يبال باكوام السياسة الدولية التي وقفت ضد إرادته وضد رغبته الوطنية من لدن الولايات المتحدة الأمريكية والى الاتحاد السوفياتي.
لم يكن الاستقلال الوطني الإرتري وليد صدفة أو نتاج الفرز الدولي الأيدلو - السياسي في نهاية الحرب الباردة وانما هو ثمرة نضال مرير.. كفاح مسلح مرير.. وثورة تحررية استمدت قوتها من قوة وايمان الشعب الإرتري.
ذلك هو المضمون الحقيقي لاستقلالنا الوطني وشرعية تمسكنا بالوطن الحلم.. الوطن المفدى بالعقد النضالي التليد.. المفدى بدماء أبنائه الأوفياء من لدن عبدالقادر كبيري.. من لدن حقبة الأربعينات الى آخر دماء تقاطرت في فنقل ومعركة مصوع الكبرى وابان الزحف الى اسمرا، فالجندي جندينا والشهيد شهيدنا لا نفرق بين أحد من شهدئنا.
لا اعرف وطنا اسمه أسياس أفورقي وانما أعرف وطنا اسمه إرتريا..وانما أسياس أفورقي مجرم.. قاتل يجب أن يقدم للعدالة النافذة، يجب أن يشمله قصاص عادل لكونه مجرما انتهك أعراض وطن وحرمة شعب وتورط في ظلم منهجي للنيل من كرامة الشعب.
استخدم الظلم بكل أوجهه.. شرد شعبا وشيد سجونا. لا اعرف وطنا اسمه أسياس أفورقي وانما اعرف وطنا اسمه إرتريا.
استقلت ارتريا قوة واستفتاء واعترافا دوليا وفق القانون الدولي ؛ اذ نحن جزء من هذا الكوكب الذي يتحاكم الى هذا الاعتراف الدولي، استقلالنا الوطني تاريخ ثابت لا أحد سيغيره او يمسحه من ذاكرة الوجود.. وأما استمرارية ارتريا دولة او فشلا فذانك تحديات الحاضر والمستقبل.
استقلالنا الوطني ثابت واما الاحتفال فمأتم وحزن، لا يجوز الاحتفال على انقاض وطن أسير.. كيف لي ان اتذوق طعم احتفال والوطن في مفترقات الطرق..
كيف لي أن احتفل والشعب مشرد والسجون تكتز بالأبرياء.. وقد تعارف الكرام تأجيل العرس بين يدي القرح والكرب والمأتم.. بل وقد تعارف اهلونا تحزين الزفاف حينما يجاور مأتما.. كيف لي ان أقيم عيد ميلاد لطفل تنهتك براءته.. كرامته في السجون.
وحزني في عيد ميلاده ليس القاء ليوم ميلاده وانما تعبير عن مأساة حاضره.. لا احتفل لأن الحزن لا يستدعي الاحتفال.