عظمة المناسبات الدينية وتشويه الطاغية لها ذكرى مناسبة المولد النبوي نموذجا
بقلم الأستاذ: مهاجر أحمد
لم تعد للمناسبات الاسلامية في ارتريا طعما فقد فقدت رونقها واختفى بهائها وجمالها.. بسبب الاستبداد
الذي يفسد طعم المناسبات والذكريات ويقتل الافراح بل ويقتل روح ورحانية المناسبات الجميلة.
ان الاحتفاء بالحبيب المصطفى في يوم ميلاده جائز جواز الوسائل التي لها حكم المقاصد وهي مناسبة توارثتها الاجيال في ارتريا حبا وتعظيما وولاءا للجناب المحمدي لايقتصر احياؤها في قصائد تتلى ومهرجانات كما يفهم البعض بل هي بالنسبة للمسلم مناسبة لتأكيد الارتباط بالاسلام منهجا شاملا في الحياة الانسانية وتأكيدا على جوهر الرسالة المحمدية والغاية العظمى التي بعث من اجلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي هي اقامة العدل والمساواة بين بني البشر كافة (والسماء رفعها ووضع الميزان الا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولاتخسروا الميزان) فما موقع هذه الغاية السامية في حضور اعضاء الحزب الحاكم المستبد ومسؤوليه لهذه المناسبة؟
ان الاحتفاء بالمناسبات الدينية في مجتمع متعدد الاديان كالمجتمع الارتري يحقق اهدافا سامية من تبيين صورة الاسلام الصحيح واشاعة السلام وتعزيز روح التعاون البناء بين أبناء الوطن الواحد ومنها التواصل التلقائي الفطري بعيدا عما تفرضه "الشعبية" من تواصل صوري هزيل يتمثل امافي ظهور بعض ممثليها من الديانات الاخرى بالزي الاسلامي او حضور بعض وزرائها ومهمشيها المناسبات الاسلامية تحقيقا لمآرب خاصة واستغلال المناسبات الدينية لاغراض الدعاية السياسية.
المناسبات الدينية وتدنيس الطاغية لها:
في ظل حكومة الجبهة الشعبية الحاكمة في ارتريا والتي عرفت بعدائها التاريخي للدين وتهميشها للمناسبات المرتبطة به فضلا عن محاربتها لكل المؤسسات الشعبية من معا هد وخلاوى وحلقات العلم والتضييق على بعضها الآخر وتفريغ هذه المؤسسات من قادتها ومعلميها بايداعهم السجون وتغييبهم قسرا أو بإلغاء المناهج الدينية والعربيةالتي تراها خصما وعدوا لدودا يجب محوه وازالته محاولة فرض منهجهاوالزام الشعب بتغيير قيمه وموروثاته وفرض سيطرتها في كل أمر وشأن تحت ذرائع العلمنة والتحديث واللبرالية هذا السلوك الدكتاتوري المتسلط يتنافى وعظمة الرسالة المحمدية الذي أنزل عليه (إنما أنت منذر لست عليهم بمسيطر).
هذه المناسبة التي تدنسها الحكومة الارترية بحضورها الهزيل ممثلة ببعض المرضى والعجزة من ابناء المسلمين لتتحول الذكرى العظيمة بهذا الحضور مجرد طقوس ومظهر برتكولي لاعلاقة له بالمحتفى بمولده صلى الله عليه وسلم ولا الغايات النبيلة التي بعث من أجلها وسعى لتحقيقها.
بهكذا حضوريتم تدنيس قداسة هذه المناسبة لتصبح جسدا بلاروح وخالية من مضامينها التي ينشدها المسلمون ومايصاحبها من خطب وكلمات جوفاء مكررة ومحفوظة يتم من خلالها توظيف الديني خدمة لاغراض الدعاية السياسة في دولة تدعي وتتشدق بانها علمانية الواقع المتناقض لهذه السلطة الدكتاتورية هو مرآة عاكسة لحالة التردي والانحدار الشامل الذي تعيشه دولة الفرد الواحد.