قاطعوهم ولو لحين
بقلم الأستاذ: اسماعيل سليمان ادم سليمان
هناك من ينادى بشراكة فى الوطن... وآخر يدعى انها ملكية خاصة!! والنظام يؤكد ان المستقبل
هو تجراى تجرنيا وعلى لسان مستشار اسياس افورقى والذى اعلنها ان النظامين الاثيوبى والأرترى تجمعهما قومية التجرنيا وبكل فخر!! والباقى ملطشة.
المقاطعة ليس المقصود بها مقاطعة اصحاب الدكاكين نظرا لرفع الأسعار وليس التماشى مع مفهوم اصحاب الرز. ولكن مقاطعة من يدعى نفسه انه او انهم شركاء الوطن ولكن ترجع لهم الملكية وهم الامر والناهى وتكرار ممنهج لنفس ممارسات سلفهم.
ممارسة النظام معروفة للكل ولسنا هنا بصددها ولكن لطرح ممارسات أولياء العهد والوريث المنتظر لنفس المملكة الكبساوية. افعالهم ليس اجتهادات والمقصود بها جمع و تعاضد ولكن ممارسات خطيرة لبعثرة جهود وتضحيات اجداد واباء ومناضلين أفنو ومازالو يفنوا حياتهم من اجل الوطن.. هدم لتضحيات ولدماء ذكيه لخيرة رعيلنا وتصعيد اجرامى ضد مستقبل اجيال. عند بروز اى نشاط ايجابى للمعارضة الأصلية نراهم يسعوا لتسويق اجندات وافكار لقتل المعنويات و الهمم. انها توريث لنهج منذ قدم التاريخ ويتم تكرارها ويتحدون ان لكل حادث حديث.
تراهم يصولو ويجولو فى ما بينهم او مع المجتمع الدولى ولكن نشاطهم اتجاهنا يظهر فجاءه وفى وقت حساس نتيجة لمواجهة او لتعطيل لقاء جامع للقوة المعارضة الأصيلة او سمنار او مؤتمر للمجلس. وينشرو دعاوى وإغراءات بتذاكر ومعيشة لحدث هام وفى نفس تاريخ ويوم اللقاء المحدد للقوة المعارضة الأصيلة. ودون خجل ولا احساس. ويبررو انهم لم يكونو على علم بهذا اللقاء من قبل!! نعم عزر أقبح من الذنب ولكن الاكثر قباحة وشذوذ هو قبول الدعوة.
وطبعا ليس هناك أوراق ولا دراسات ولا واجبات ومتابعات ولكن إغراءات ووعود زائفة. وطبعا المتحدثين والمنظرين هم نفسهم اصحاب الدعوة وما على الضيوف الا الحضور والتصفيق و طبعا فسحه وإقامة مجانية!
ينسو الضيوف مواعيد جلساتهم وأوراقهم وبرامجهم التى شاركو فى بنودها وأهدافها وأولوياتها. ويلبون دعاوى قوة الشر والتى - لمحاسن الصدف - تحدد فى نفس اليوم والتاريخ والتوقيت مع لقاء قوة المغلوب على امرهم. ويهرولون الى سمنار لم يسمعوا به ولم يشاركو فى تحضيرة ولا اوراقه ولا حتى مسموح لهم ابداء الراىء الا للمجاملات فقط!!
صاحب الدعوة يقوم بأخذ الصور والفيديوهات ويمررها على المنظمات الدولية ويقول هولاء هم القطيع وتم ترويدهم. وتحسب له ولرصيده ومقابلها تتدفق الأموال ويتم تبنيهم دوليا.. وأصحابنا مكتفين بالفسحه الحلوه.
هل نحن تنابله حتى يستخدموننا مره تلو الاخرى ؟
خارجيا ومع المجتمع الدولى يقولون اننا ارهابيين و متزمتين و طالبان وداعشين وغير مؤهلين والنعت باى مسمى او تصنيف او تهمه على حسب المناخ السياسى!!!!
يسيؤن بالقول والفعل ضد قاماتنا من رعيل ومناضلين وتاريخ دون ذرة خجل واعتزار. واخرين منهم يتلاعبون بالأقوال ويمررون حقدهم ومكرهم.. ونحن نقول معليش عشان خاطر الوطن!
وعن اى وطن نتحدث ؟ معسكرات اللاجئين التى صارت مسكننا ومرقدنا ومماتنا؟ ام ارتريا التى تم سرقها وصارو هم الوطن والمواطن ؟
انها سياسة استهلاك الوقت والطاقات حتى تمرير منطق ومفهوم سياسة الامر الواقع.
داخليا واقليميا تم اغتيالنا جسديا ومعنويا وسياسيا و نعتنا بالانفصاليين او القبليين والرعاه الرعاع عديمو الاستقرار... ماذا بعد ؟
استباحو الطيبة والمثالية والتاريخ و الدين والأرض والعرض... ماذا تبقى ؟
استكمال لسلسلة من المكائد والمؤامرات ويتم تنفيذها بكل مهنية وحرفية.
انها عمليات تدشين من المهد للحد.. وللاسف نحن دائماً مدعون للتصفيق لكل تدشين جديد من إشعال النار و التسلق على رقابنا.. اى حفر قبورنا بايدينا..
انه انحياز لمصالحهم و ليس لمفهوم الوطن الذى نبرر به هفواتنا وسقطاتنا و الموت البطىء،
انهم يحذو حذو سابقيهم وبكل فخر.. فمن هم سابقيهم ؟
اندنت، نحنان علمانان، تجراى تجرنيا و مكتسبات هقدف.
انهم لا يرون اى حرج فى ممارساتهم الغير وطنية وغير إنسانية. بل يتسابقون فيما بينهم للاساءه والتحقير. انهم يراهنون باحتقارنا لكسب جماهير طائفتهم وكانهم فى انتخابات. هذا بسبب عدم احترامنا للبعض وتصلبنا و ترهلنا و تمزقنا ومبارزاتنا الافتراضية واستسلامنا.
اننا نتهم بعضنا البعض بكل الجوارح و السهوم ونبرر ان فلان ومجموعة علان - من بنى جلدتنا - هم سبب فشلنا. نفس الحقد و الخلافات الشخصية والقبلية منذ الثورة ومن بعدها الدولة. والهرولة المشهورة عندما قال اسياس تعالو فراد فراد... وها هو الوريث يتبع نفس النهج.. انت تعال وانت غور فى ستين داهية!!
تبريراتنا هى حجج واهية لامه جاهلة لقوتها وتاريخها ومستكينة للإذلال و البهدلة. ندرة الإمكانيات من الأسباب ولكن التمسك بالمبادىء قد تكون أنبل وأشرف من اى دعم خارجى و قد تلعب دور وعامل حاسم فى التأطير للقواعد المتعاطفة وتدفع فى تلهيب المشاعر.
هل همنا التركيز على كسب تعاطف الغير والاكتفاء ؟ ام تحقيق اهداف وبرامج مؤسساتنا ؟
هل مارسنا حراك او حرب دبلوماسية مع كل دور الجوار او حتى مع من يدعو انهم معارضة كبساوية من وراء الكواليس ؟ ام فقط نهرول لدعواتهم ونرضى ان نكون اداه لأجنداتهم ولو بالحضور المخجل؟؟ لماذا؟ لان ليس لنا خيارات ؟
ماذا عن مؤتمر الحوار وملتقى اواسا و التسابق حول السلطة والمقاعد والاساءه لرمز الوطن حامد ادريس عواتى وكاننا صرنا قوة ودولة.
لماذا هذا التجمع المعارض الذى فاق ال ٦٠٠ صار فى علم الغيب. كان يمثل لنا النجاح وكأنه حكومة فى المنفى ولم ينقصنا سوى الاعلان و كسب التأييد الدولى!!
هل فكرنا فى تنويع خياراتنا وعدم اللهث خلف جزرة واحدة وكمان طلعت عفنه ؟ هل بحثنا عن أنشطة سياسية وخطط متعدده والعمل على الحصد من المتغيرات الإقليمية بالبحث عن موطىء قدم ونخرج بنتائج إيجابية بتحالفات ودعم ولو بغطاء سياسى محدود ؟
من يحمى النظام اليوم غد يعاديه غدا وذلك نظرا لنهجه كمرتزقة للإيجار فى المنطقة. فمن هو البديل غداً ؟ وما هى مقوماته وخصائصه؟ اين خارطة الطريق والبدائل ؟
هل من المخجل ان نتفق على مبادىء و طرح قوى ندافع به عن حقوقنا ليس فقط ما ينعمو به علينا الحبايب من وعود جوفاء وان وجدت!! ولكن الحق من رئاسة والمقاعد السيادية وتقسيم الثروة ؟ هذا غير التعويض العادل للاجئين نظرا لاستثمار ممتلكاتهم وخيراتها لقرون مضت بعد طردهم وتشريدهم.
هل من المخجل ان نرفع سقف مطالبنا ؟ وهل لنا الإمكانيات البشرية و السياسية والمالية وأهمها صدق النوايا والعطاء ؟
غالبية شركاء الوطن كانو اكبر عامل لتأخير استقلال ارتريا نظرا بتحالفاتهم مع المستعمر والعدو من قبل.. لم يتغير نمط تعاملهم المتعجرف واحتكارهم للوطن...
فشلو تاريخيا وحاضرا وضاع الوطن نظرا لانانيتهم و مصلحتهم دون مراعاة للقيم الانسانية والوطنية.
اما اصحاب البطون واكلى كل الموائد ومن يتبنى الأدوار المقررة له ويبرر ويدافع عن آلة الذل و القتل ويريد تطبيع مجانى بقلب الحقائق فلهم كل الحريه ولكنهم منبوذون .. هولاء يرقصون على أوتار الوطن والوطنية الزائفة المغشوشة ولكن ايقاعهم الموسيقى لا يتماشى مع تضحيات آبائهم من اجل حقوق وعدالة اجتماعية وسياسية وثقافية ودينية.
هل هى اسءيلة افتراضية ام واقع ؟ ومتى يتم تفعيل احاسيس وآهات وبكاء المغلوب على امرهم؟ تفعيل عملى حقيقى وليس متاجره بمسميات وأقاويل وتعهدات باطلة.
ما هى أدوارنا وثقلنا التاريخي و فهمنا السياسى ومدى مصداقيتنا الاخلاقية مع النفس و القضية ؟
اين امه خير خلف لخير سلف ؟ اين دور الشباب وهم ركيزة الامه وحماه التاريخ ورفعه امجاد الوطن والحفاظ عليه ؟ اين الشباب عماد الامه لمواصلة مسيره الشهداء ؟ اين النخب ومنظمات المجتمع المدنى؟ اين دورهم فى جمع الفرقاء وتأهيل قيادات و خطباء و كوادر من الشباب ؟ اين دور المنظمات الخيرية التى دورها لا يقتصر على الرضاعة ولكن توعية و انضباط وطنى ؟
هل نحن أطراف متفرجة ومحايدة فى قضايا تمس مصيرنا و مصير اجيال ؟ لماذا لعب دور المسكين والنزيه و المحايد ؟ هل نعمل تقييم وتحليل بعد كل مؤتمر او سمنار او حتى دردشة قهاوي ونقرر ما تم عمله ومازال عالق و الأسباب ؟ هل فهمنا الدرس ان من نتعامل معهم من شركاء الوطن لايهمهم تبعات قراراتهم لان ما اكثر التنابله من قومنا وكاننا مله رخيصة. هل نفهم فى السياسة ولنا أوراق تفاوضية ام ما نملك هى فقط ابتسامات إرضائية.
يا قيادتنا انتم لا تمثلون انفسكم ومزاجاتكم ولكن تمثلون شعوب مقهورة سلب تاريخها وحقوقها وأرضها وعزها. انتم تمسلون برامج عمل وان لم تنجح فطعموها او نقحوها او غيروها فإنها ليست بكتاب مقدس.
نريد خلق ورقة مبادىء لتاطير العمل السياسى ومن بعده تحتم العوامل من مقاومة لاسترجاع العدل والحقوق والوطن. لان المسار الذى يسيطر على عمل المعارضة حاليا من سياسى وعسكري غير مأمول عليه لانه فشل فى انتهاز فرص وتقلبات و انقلابات وانتفاضات. ماذال جالسا قابعا متربعا يتفرج وكأنه ليس المعنى وليس المستهدف.... ولا حوله ولا قوة له.
قاطعوهم ولو لحين... حتى نفيق من صدماتهم وسمومهم. قاطعوهم ولو لحين... لعودة اللحمه وفخر التاريخ و نقطة التلاقى دون رجعة... قاطعوهم وحتى يهرولو ليس لاسمرا ولكن لارض الميعاد مقلى.
هذا ليس ببكاء لأن الدموع صارت تستحي من نفسها. ولكنها الجهر بالحقيقة وصرخة لان الواقع صار جليا وملزما.... وكما نراه حولنا و القدس لأقرب دليل.