إلى جنات الخلد الأستاذ والمناضل الكبير علي محمد سعيد برحتو
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
ودعت الجالية الارترية في بريطانيا يوم أمس الخميس 27 يونيو الجاري
المناضل الكبير علي محمد سعيد برحتو الى مثواه الأخير في مقبرة رياض الصالحين بشمال شرق لندن في موكب مهيب.
الراحل المقيم من قدامي مناضلي ارتريا ورعيلها الأول ومن قيادات الثورة الارترية البارزة في فترة الثورة والنضال من اجل التحرر الوطني من الاستعمار الإثيوبي البغيض، فقد التحق بالعمل الوطني منذ ريعان شبابه، بعد تخرجه من كلية الحقوق بجمهورية مصر العربية عمل موظفا في الخطوط الجوية الإثيوبية بدرجة مستشار ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث نال درجة الماجستير في القانون من إحدى جامعاتها، إلى جانب عمله موظفا في الخطوط الإثيوبية كان عضوا نشطا في تنظيم حركة تحرير ارتريا بين أديس أبابا واسمرا إلى أن تم اكتشاف نشاط بعض خلايا الحركة السرية فغادر الراحل المقيم إلى مصر للمرة الثانية ولكن مهاجرا ومناضلا هذه المرة فالتحق بجبهة التحرير الارترية حيث تم توجيهه في مكتب التنظيم بالقاهرة، وقد اظهر نشاطا كبيرا خاصة في مجال مساعدة اللاجئين والتعريف بقضيتهم.
حضر إلى السودان في فترة القيادة العامة بمهمة عمل وتم اعتقاله من قبلها لفترة وجيزة لأسباب اجهلها، وعند بروز الخلافات في الجبهة اختار الوقوف إلى جانب قوات التحرير الشعبية وقد عمل ممثلا لها في القاهرة وفي فترات لاحقة كان عضو قيادي في تنظيم اللجنة الثورية رئيسا لمكتب العلاقات الخارجية. وعند تكوين التنظيم الموحد اصبح نائب رئيس المجلس الوطني ثم رئسا له فيما بعد.
يعتبر الراحل المقيم برحتو من المثقفين الارتريين وقد كان موسوعة ملم بالتراث والأشعار الشعبية وكانت له علاقات واسعة في أوساط المثقفين العرب وكان يحظى باحترام الجميع، وعلى الرغم من الخلافات والصراعات التي صاحبت النضال الارتري فقد احتفظ المناضل برحتو بعلاقات متميزة مع الجميع ولم يعادي احد.
من ذكرياتي معه وفي فترة التنظيم الموحد ونحن في معسكر (ساسريب) كنا جلوسا في حضرته نتبادل أطراف الحديث وإذا بشخص قادم إلى مجلسنا فقال الراحل المقيم للحديث بقية لتوقف عن الحديث ويتفرق الحضور، وفي اليوم التالي سألته ماذا حدث بالأمس لماذا قطعت الحديث فكان رده إن الشخص الذي أتى إلى مجلسنا لم ارغب التحدث امامه. كما ذكرت فان الراحل المقيم علي محمد سعيد برحتو كان ملما بتراث التقرى وحافظا للعديد من الأمثال الشعبية، تجده دوما بشوش وفي أحلك الظروف، الرحمة والمغفرة له والعزاء لأسرته ولجميع رفاق دربه ولكل الشعب الارتري الذي أفنى عمره منافحا من اجله.
التحية والتقدير لزوجه للدور العظيم الذي قامت به تجاهه من رعاية وعناية فكانت نعم الرفيق والزوجة المثالية وهى كما نعلم من الجنسية الإثيوبية فجزاها الله خيرا وصبرها على هذا المصاب الجلل.