المناضل الكبير الاستاذ علي محمد سعيد برحتو ورحيل آخر النوار
بقلم المناضل الأستاذ: مصطفى محمد كردي - كاتب أديب وقاص
توفي قبل قليل في مهجره بلندن المناضل الكبير الاستاذ علي برحتو، بعد ان عانى في السنوات الأخيرة من مرض اقعده،
الاستاذ علي محمد سعيد برحتو من مواليد بلدة حرقيقو.
والاستاذ الكبير علي برحتو لمن لا يعرفه، مثقف حقيقي وقارئ جيد واحد قامات ارتريا تحصيلا وعطاء:-
• درس القانون في مصر في اول الخمسينات وتخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة.
• ثم اتم دراسته العليا في أمريكا ليحصل على درجة الماجستير في القانون الدولي.
• عاد بعدها الى ارتريا وتم تعيينه استاذا في مدرسة حرقيقو ذائعة الصيت.
• عمل موظفا في الخطوط الجوية الإثيوبية حيث ساهم مع رفيقه المناضل هيلى ملكوت قبرى هواريات في تقديم التسهيلات لمعينات الثورة عبر مطار بولي الدولي بأديس أبابا، قبل ان يكتشف أمرهما ليغادرا سرا أديس ابابا ويلتحقا بالثورة.
• عرف بالفصاحة وانتقاء مفرداته بشكل دقيق وفخم، وكان انيقا في مظهره وجوهره، ينتقى مفرداته بشكل يؤثر في سامعه، انخرط في العمل الوطني باكرا.
• شارك في مسيرة الجبهة في فترة عصيبة كانت تذخر بالصراعات والتجاذبات.
• شغل العديد من المناصب المرموقة في الثورة الارترية ولعب ادورارا هامة في مسيرة الثورة الارترية.
• كان أحد اضلاع القرار التاريخي الذي افضى بميلاد قوات التحرير الشعبية في عام 1970، بعد ان تعذر الاستمرار في تنظيم الجبهة بالصورة التي كانت عليه.
قرار ميلاد قوات التحرير الشعبية، يمكنني وصفه وبثقة متناهية ومن خلال متابعة عملية لمسيرة الثورة الارترية، بالقرار التاريخي والصائب، يعود الفضل للأستاذ برحتو في خلق صلات مع الاعلاميين العرب وبخاصة في بيروت حاضرة العرب إذ ذاك، فكان يحرر مجلة الثورة لسنوات طويلة، كما كانت له صداقات بالعديد من رموز العالم العربي وقياداته السياسة والاعلامية والفكرية.
• تقلد عدد من المواقع المتقدمة في إعلام قوات التحرير الشعبية ومسؤلا أول في العمل الخارجي ومشاركا فاعلا في تأسيس أول تجمع للمعارضة الإريترية بعد التحرير، كشخصية وطنية مستقلة مع عدد من الفصائل والأحزاب في مارس 1999م.
• أسس مع الاستاذ الكبير يوسف السباعي، منظمة حقوقية تعنى بقضية الشعب الارتري، وله كتاب اسمه "اضواء على الثورة الارترية".
• له مؤلف مفصلي يمكن وصفه بما بعد الحداثة اسماه "دراسات اريترية نحو ميثاق للتحرر الوطني" وهو كتاب قيم لم تتم قراءته بالصورة التي تتناسب وقيمته الفكرية والمعالم التي وضعها، له كتاب آخر صغير الحجم ولكنه قوي المادة اسماه "هذا هو الحل مبادئ العمل السياسي الأرتري في إطار الوحدة الوطنية" حاول من خلاله وضع حلول حقيقية لأزمة السلطة في ارتريا والمنطقة، من خلال تفكيك اليد المركزية القابضة.
عرفته عن قرب لسنوات طويلة وجلست اليه كثيرا، كان محبا للقراءة والادب حافظا للقرآن والتاريخ الإسلامي، راويا وحافظا للشعر العربي الجذل، كان محبا لشعراء الحماسة وعلى رأسهم "البحتري" وقبله محبا لأبي الطيب، كما كان معجبا بالشاعر السوداني الكبير محمد المهدي، وكثيرا ما كان يردد قصيدته "ليلة المولد" وخاصة مطلعها يارب صل على المدثر وتجاوز عن ذنوبي واغفر، كم تمنيت ان يكتب مذكراته فقد كان يعرف الكثير المثير.
اسأل الله العلي القدير ان يجعل روحه في جنات الفردوس الاعلى، وان يشفع فيه المدثر الذي كان يحبه ويصلي عليه، ولا تقول الا مايرضي الله، أنا لله وانا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وصل الله وسلم على الشفيع محمد.