تأبين الفنان الإرتري الكبير الأمين عبداللطيف بمشاركة سودانية في لندن
بقلم الأستاذ: محمد علي ـ لندن المصدر: سودانيز اون لاين
في أمسية الأحد الموافق العشرين من شهر أغسطس الجاري العام 2017م،
أقيم تأبين في قاعة أبرار بلندن للفنان الإرتري الكبير الراحل الأمين عبداللطيف رحمه الله. وقد كان الحضور مشرفاً فقد حضر التأبين عدد كبير من الأشقاء الارتريين وكذلك عدد مقدر من السودانيين الذين حضروا لمشاركة أشقائهم الارتريين في التأبين.
بدأت الفعالية التي أدارها الأستاذ/ علي هندي وصلاح الزين والفنان/ حسين محمد علي وادريس آيم من أسرة الفقيد، بتلاوة من الذكر الحكيم، بعد ذلك تحدث ادريس آيم ممثل أسرة الفقيد عن سيرته الذاتية فقال:
ولد الفنان/ الأمين عبداللطيف العام 1939م، في مدينة قندع شرق ارتريا في إقليم سمهر الساحلي، ووالده عبداللطيف قاش ووالدته راوية ادريس محمود.
انتقل مع والده وهو في عامه الثاني إلى مدينة أسمرا وفقد والده وهو في الثالثة من عمره، فتولت والدته، التي كانت تحفظ القرآن الكريم والشعر باللغة التجرية تربيته أفضل تربية هو وشقيقتيه وأخيه وعلمتهم لغة أهلهم وثقافتهم وتاريخهم ليشبوا معتزين بهما.
الفقيد هو من قبيلة عد درقي التي اشتهرت بالصلاح والتقوى وجدهم هو عامر شقيق عمّار جد الأمارأر وبشّار جد البشاريين وعبّاد جد العبابده ويرجع نسبهم جميعاً إلى عبدالله بن الزبير بن العوام.
• درس المرحوم المرحلة الابتدائية في مدرسة حكومية ثم واصل تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الجالية العربية.
• وبما أنه تعلم ثقافة أهله في المنزل فقد أجادها وأصبح فيها شاعراً وفناناً مبدعاً.
• وقد عرف المرحوم بنشاطه الطلابي والرياضي والكشفي حيث كان يتقدم طابور الكشافة وهو يتلاعب بعصاته مثل المايسترو في الفرقة الموسيقية.
• وكانت بداية مسيرته الفنية عندما غنى في احتفال فريق البحر الأحمر في العاصمة أسمرا.
• وهكذا تم اكتشاف موهبته الفنية وبدأت مسيرته الطويلة من العطاء والإبداع إلى أن لاقى ربه في اليوم السابع من شهر أغسطس الجاري العام 2017م.
وتحدث الأستاذ/ محمد عبدالرازق عن الفنان الرحل فقال إنه يعتبره بلبلاً صداحاً يتنقل من أيك إلى أيك ومن فن إلى فن يختفي ويظهر. ويشدو دائماً بأعذب الألحان فأحياناً يطرب ويسعد وأحياناً يشجي وأحياناً يحزن ويبكي وأحياناً أخرى يلهب الحماس ويؤجج النضال الثوري الذي نتج عنه تحرير ارتريا. وعن شخصيته قال إن الفنان الأمين كانت له كارزمية وقوة حضور وكان يهتم بالتفاصيل وهذا واضح من أدائه وأناقته، ورغم ذلك كان متواضعاً حتى في الاستماع تحسبه التلميذ وهو المعلم. كان يؤلف الأغنية ويلحنها ويغنيها. فيا له من فنان شامل ترك موروثاً فنياً هائلاً للمكتبة الارترية.
وتحدث الأستاذ/ علي محمد صالح عن الفنان الأمين عبداللطيف فقال: إن الأمين مناضل جسور ومعلم مثالي وعميد للفن الارتري، وهب حياته لخدمة وطنه حيث ساهم بفنه في حث المشاعر القومية للشعب الارتري ليناضلوا من أجل التحرير من الاستعمار الاثيوبي الشيء الذي تحقق. وبرغم الصعاب والتحديات التي واجهته فإنه واصل نضاله من أجل وطنه وشعبه. وفي الناحية الاجتماعية قال إن أول ظهور للفنان الأمين كان في زواج الأستاذ علي محمد صالح العام 1961م حيث وجد قبولاً واستحساناً من كل الحاضرين، حيث كان كل الشباب في كرن يرددون أغانيه في اليوم التالي للاحتفال.
ثم تحدث السفير السابق السيد/ همد كلو قائلاً عن رحيل الفنان في هذا الوقت، وكأن الارتريين في حاجة لمزيد من الأخبار السيئة والمعاناة حتى يأتيهم خبر رحيل من زرع الابتسامة في وجوههم والفرحة في نفوسهم زمناً طويلاً من خلال أغانيه ونقش في ذاكرتهم كلمات أغنياته التي لن ننساها ما حيينا. وأضاف بأن الفنان الأمين هو رائد الحداثة في ارتريا فنياً واجتماعياً فهو أول من أضاف دبلة الخطوبة إلى تقاليد الخطوبة في ارتريا. ثم تحدث أحد المشاركين عن أيام الفنان الأخيرة فقال إنه هجر الفن وتفرغ لقراءة القرآن والأوراد وقضى بقية حياته بين المسجد والبيت.
ألا رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً وألهم آله وذويه الصبر الجميل.