وداعا الشهيد أبا محمد القائد السياسى والاجتماعي الارتري
بقلم الأستاذ: أبـو ايهـاب - لنـدن، المملكة المتحـدة
كـل مـن عليهـا فـان ويبقى وجـه ربـك ذو الجـلال والاٍكـرام: كل ابن أنثى وان طالـت اقامته
”يـومـا على آلـة حـدبـاء محمـول، فى فجـر يوم الأربعـأء الموافق 2017/2/8م تحـول اسـم العـزيـز“ سـليمـان أبـو محمـد الى مجـرد رقـم فى مقابـر مـدينة 6 اكتوبـر بقاهـرة المعـز لـدين الله الفاطمي، بأرض الكنانة التى أحبهـا الـراحـل وفضلهـا على غيـرهـا، وعاش فيهـا ونفسـه تهفـو حنينـا الى الوطـن الحـبيب.
نعـم فى هـذا التاريخ ودعنـا الأخ العـزيـز والصـديق الوفى ”أبـا محمـد“ حـيث رحـل عنـا الحـبيب ”بهـدوئه المعهـود دومـا.. رحـل عنـا ونحـن الأحـوج“ إليه وإلى صبـره الصابـر وهـدوءه الهـادئ وعقله النيـر.. غـاب عنـا أبـو محمـد بوجهه الصبـوح الـذى لا يخالطه العبوس والغضـب.. غاب عنـا العفيـف النقى كـريـم الطبـع، صادق الأقـوال وجميـل الأفعـال.. رحـل عنـا المتسـامح الطـيب الـذى لا يعـرف البغض ”والغضـب والخصومة والعـداء“.. رحـل الجميـل تاركا لنـا ذكـراه الطيبة ومجالسـه الطيبة الـتى خلـت مـن حبيبهـا الأصيـل.. رحـل عنـا أبـو محمـد طـبيب القلـوب وعنـوان المحبة، مباشـر الضيـف ومعـين المحتـاج.. رحـل الحـبيب فلا جليـس سـيجلـس على عـرش مجلسـه، ولا ضيـف ”سـيعـرف وجهتـه ومـرقـده، ولا محتاجـا سـيتحقق له مطلبه مـن بعـد رحيـل الحـبيب.. غاب عنـا الجميـل وخيـام عـزاءاتنـا تتجـدد كلمـا غـاب عنـا حـبيب ومناضـل وصـديق.. رحـل عنـا أبـو محمـد، لكننـا لا نقـول إلا مايـرضى الله فـلا حـول ولا قـوة إلا بالله الحي الـذى لا يمـوت، وإنـا لله وانـا اليه راجعـون. اللهـم ارحمـه رحمة الأبـرار وأسـكنه فى أعالى الجنـان، واللهـم ألهـمنـا صبـرا جميـلا وسـائـر أهله وذويه وأحبابه الكثر على هـذا المصاب الجـلل، واللهـم اخلفنـا عنه خيـرا ياربنـا يـا رب سـائـر الكـون وعامة البشـر.
نعـم إنـه عـزاء ”وتـرحـم ورثـاء وكلمـات جوفـاء، تتجـدد مـع كل فجيعـة جـديـدة ذات صلـة بالأجيـال التى ناضلـت بإخـلاص عالى وصبـر متواصـل ووفـاء عظيـم، عـزاء ورثـاء وبكاء يتجـدد كلمـا غـاب عنـا عـزيـز، ففى الأمـس القـريب، وفى فجـر يوم الخميس الموافق 2017/2/9م رحـل عـن دنيانـا الفانية أخ وصـديق ومناضـل آخـر، ذلكم هـو الأخ المناضـل/ أبوبكـر سـليمـان ادريـسـاي وهـو شـقيق المناضـل الـراحـل ادريـس سـليمان ادريسـاي، وهـو أيضـا أحـد الـذين تشـرفـوا بالعمـل فى مياديننـا الوطنية الخالصـة مـنـذ نعومة أظفاره وحتى يـوم رحيلـه فى مـدينة الخـرطوم، ولأن المصائب لا تأتى فـرادا ـ أيضـا فى صباح يوم الثلاثاء الموافق 2017/2/14م انتقـل عـن هـذه الفانية أخ وصـديق ومناضـل ثالـث هـو المناضـل/ عثمـان هبتيـس محمـد شـكّـر الـذى وافته المنية على أثـر مـرض لـم يمهله طويـلا، الجـديـر بالـذكـر انه كان عضـوا أصيـلا باللجنة التاريخية الأولى للجبهة التى تـم تكوينهـا بمـدينة أغـردات فى عام 1962م بـرئـاسـة الشـهيـد الـراحـل صالح محمـد سـعيـد عـدوي، وكان مسـئولهـا الأمنى المناضـل الـراحـل المقـدم شـرطة محمـد علي قـراقـوش الـذى كان يشـغل منصـب مـديـر أمـن المـديـرية آنـذاك.
عليـه أعـزى نفسـى وسـائـر القـوى الارتـرية المناضلة مـن اجـل تحـريـر الأرض والإنسـان، وأعـزى أسـر المناضلين الثلاثة فى شـخص ابنـاءهـم وبناتهـم المكلـومـين والمكلومات الصابـريـن والصابـرات الـذين داهمهـم نبـأ رحيـل أحـب واعـز الناس الى قلوبهـم، حقـا نعـاهـم الناعى قبـل ان يسـتوعب ذويهـم امـراضـهـم المـزمنة والجـديدة المفاجئة. والعـزاء موصول لكافة “آل دقي وآل ادريسـاي وآل محمود بخيت وآل الخليفة هبتيـس محمـد وآل القائـد الشـهيـد محمـد سـعيد نـاود” كمـا أعـزى سـائـر الأحبـاب الـذيـن لـم يتثن لنـا ولهـم الاجتمـاع إلى الـراحلين خـلال أيامهـم الأخيـرة.
نعـم في صبيحة يوم الأربعـاء الأغبـر مضـي الحـبيب أبـو محمـد هـكـذا بحنانه الـدافـق وعطفه الكبيـر الـذى غطـى مسـاحات الأهـل والأصـدقاء ولـم يسـتثن المعـارف والخصـوم، رحـل الأخ الصـديق دون وداع، رحـل عنـا متعجـلا، رحـل الوطني الأصيـل، رحـل سـليمـان صانـع النضـال وعاشـق السـلام، رحـل حـبيب الثـورة وصـديق الثـوار، رحـل الشـيخ الكـريم الـذى يقـدم الغالى والنفيـس بيـد سـخية بيضـاء وقلـب عطـوف ونفـس رضية، رحـل سليمان حـبيب كل المناضلـين الثوار، فاليـوم حقـا آن أوان التـرحم علـى أرواح كل الأعـزاء المناضلـين الـذيـن انتقلـوا الى رحمـة مولاهـم الكـريـم، ومـن جـديـد آن أوان الـرثـاء والتـرحـم والبكـاء علـى كل الأحبـاء الـذين رحـلوا عنـا مبكـريـن، حقـا آن أوان التـرحم على أرواح كل صنـاع مجـدنـا وأسـود سـاحاتنـا الوطنية رغـم أنف الخصـوم والأعـداء، والتـرحم على أرواح أبطـال نضالنـا وسـائـر رجـال الفـداء وشـيوخ مجالـس الصـدق والسـلام.
نعـم رحـل شـيخ المناضلين الخلّص، رحـل عاشـق نضالنـا الـذى لـم يكتمـل بعـد، رحـل المناضـل الصامـد الـذى قاتـل مـن أجـل التحـريـر والاسـتقـلال مبكـرا، وواصـل النضـال مـن أجـل حـرية الانسـان وإفشـاء دعائـم العـدل والسـلام واسـتعادة الحقوق المسـروقة.. رحـل سـليمان نصيـر كل المظاليـم.. رحـل النسـر الشـجـاع قـولا وفعـلا.. رحـل الشـيخ المتسـامـح دومـا.. رحـل المناضـل المتواضـع الـذى يقـدم الآخـر على نفسـه.. رحـل الشـيخ الطـيب الـذى بكاه القـريب والغـريب معـا.
رحـل الصـديق تاركـا لنـا ذكـراه الطـيبة المقـرونـة بالصـدق والكـرم وحسـن المعشـر. رحـل عنـا بشـوقـه الكبيـر لأصـدقائه وجيـرانه ولمسـقط رأسـه ولسـائـر الأهـل والأصحـاب والـديـار، رحـل الحـبيب ظمآنا لـ “لهيكوتـا وتسـني “ولسـائـر الأرض والإنسـان الإرتـرى.. رحـل بجـراحاتـه المؤلمـة التى تـركهـا الانكسـار.. رحـل دون ان يشـكـو منهـا أو يتـأوه.. رحـل دون أن يفقـد صبـره الجميـل وروحه المـرحـة المتفائلة فى أوقـات الشـدة والـرخـاء.. رحـل عنـا متعجـلا لأن رحمـة الله هـى الأوسـع والأفضـل، ولأن مـن ســبقـوه هـم الأكثـر عـددا والأكـرم منـا جميعـا.
رحـم الله حبيبنـا ”سـليمـان“ الـذى صـادق فصـدق وناضـل فأخلص، وتحـدث فأوجـز، ذلك لأنه كان صـادقـا فى اقـواله المقـرونه دومـا بجميـل الأفعـال.
اللهـم أرحـم عبيـدك وابنـاء إمائك/ سـليمان وأبوبكـر وعثمـان، اللهـم تقبلـهـم بواسـع رحمتـك واسـكنـهـم عالـى الجنـان مـع النبـيين والصـديقـين والشـهـداء الأبـرار وحسـن أولئـك رفيقـا، وألهمنـا وآلـهـم ذويـهـم ومعارفـهـم الكثـر وكافة الاسـرة الارتـريـة الصبـر وحسـن العـزاء. ألا رحـم الله الـراحلين بقـدر ماقـدمـوا لأهـلهـم وأوطـانهـم، وبقـدر ما ناضـلـوا وأخلـصـوا، وبقـدر مـا صـادقـوا وصـدقـوا، وبقـدر مـا أعطـوا دون ان يأخـذوا وإنـا لله وإنـا اليـه راجعـون، ولا حـول ولا قـوة إلا بالله الحـي الـدائم.