بقلم المناضل الأستاذ: مصطفى محمد كردي

قبل أسبوع حدثني الأخ المناضل سليم كردي (ابو حسن)، عن مرض الأخ المناضل محمد عثمان صايغ،

لم يقلقني مرضه كثيرا، ظننت مرضه عابرا، فقد عايشته في لندن لسنوات، وكنت اعرف متاعبه الصحية وكيف كان ينتصر عليها كل مرة، كنت اسمع بمرضه وتردده على المستشفى، ولماّ القاه أجده هاشا باشا وضاء المحيا، كان قوي الإيمان صبورا، لم يكن يتذمر من مرضه ولا يبدي المه لمن حوله.

عرفت الاخ الكبير المناضل محمد عثمان يوسف صايغ من سنوات طويلة جدا مضت، وبين اسرتينا الكثير من التداخل والتصاهر والوداد، وفوق كل هذا جمعتنا مسيرة النضال الوطني، ليس فقط في عناوينها العامة.

انما تفصيلا ناضلنا في تنظيم واحد، كان للراحل الكبير الدور المعلى في تأسيسه، كانت سيرته كمناضل كبير قد سبقت معرفتي به بشكل شخصي، كان ضمن ترانيم وطنية كثيرة ظل صدى أعمالها يعانق سمعي وأنا غض في القضارف، في عام ١٩٦٧ فتحت إثيوبيا نيران اسلحتها تجاه أبناء شعبنا العزل في كل من سمهر وبركة فأحرقت آلاف المواشي وقتلت الكثير من الأبرياء، وشردت الآلاف، كان شعار إثيوبيا الشوفينية وقتها سياسة الأرض المحروقة وهاديها مقالات عنصرية غير إنسانية ظل يرددها امبراطورها الهالك، ومؤدى تلك الشعارات ”إذا أردت القضاء على السمك فعليك بتجفيف البحر“.

الشئ الذي استدعى القائد الملهم الشهيد عثمان صالح عثمان سبي، لأن يبتكر أسلوبا جديدا في مواجهة الصلف الاثيوبي، ليتم من بيروت في عام ١٩٦٨ تأسيس منظمة ”العُقاب" بهدف استهداف الطيران المدني الاثيوبي الذي كان يشارك في نقل العتاد للجيش الاستعماري الاثيوبي.

تم اختيار الأخ الأكبر المناضل محمد عثمان صايغ ليكون في مقدمة الفدائيبن، وقد نفذ بنجاح باهر وأسلوب حضاري عملية فدائية ضد طائرة الخطوط الإثيوبية في مطار فرانكفورت في المانيا، عرفت العملية بعملية فرانكفورت، وقد دمر المناضل محمد عثمان صايغ وزميله الطائرة الإثيوبية، بعد خلوها تماما من الركاب ومن عمال الشحن والتفريغ والنظافة، وكانت تلك العملية من أنجح واروع العمليات الفدائية التي نفذها رجال منظمة العقاب.

الفقيد الكبير التحق بالثورة منذ بداياتها وعمل في مختلف مواقعها، واصل نضالاته في صفوف قوات التحرير الشعبية، تم تكليفه بتمثيل التنظيم في بريطانيا، عرف عن الفقيد الطيبة والعاطفة الجياشة والكرم وحب الناس والسعي إلى مساعدة الغير.

عانى لسنوات من امراض اعاقت حركته لكنها لم توهن عزيمته ومشاركاته في كافة مناسبات أبناء شعبنا ومعارفه ومحبيه الكثر، بوفاته المباغته يسدل الستار عن حقبة هامة من تاريخ شعبنا وثورته.

أسأل الله العلي القدير ان يجعل روحه في جنات الفردوس الاعلى، وإن يلهم زوجه وابناؤه وأقاربه وكل محبيه، حسن الصبر على فداحة فقدانه، وأن نتعزى جميعا بما عند كريم رحيم من نعيم مقيم، انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وانا لفراقك ابا صلاح لمحزونون، اللهم أغفرله وأرحمه وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجعله ف الفردوس الاعلى من الجنة.

• السابق
• التالي