الي جنة الخلد يا ابا خالد
بقلم المناضل الأستاذ: علي محمد صالح - دبلوماسى أرترى سابق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في صبيحة يوم الاثنين الموافق 7 من أغسطس عام 2017 وبعد مرض لم يمهله طويلا،
انتقل الي مثواه الأخير الاخ والمناضل والمعلم الجسور عميد الفن الارتري الأستاذ الامين عبداللطيف، الذي وهب حياته لخدمة وطنه من خلال أغانيه الوطنية التي ساهمت في تحريض الشعب الارتري ضد المستعمر الاثيوبي، وبالرغم من المضايقات التي تعرض لها من عملاء النظام إلا أنه وبإصرار واصل مسيرته الفنية، كما أنه من أوائل من وضعوا اغنية التقري في القمة وطورها كاغنية فاطمه زهره والتي تعتبر اغنية الذكريات لعدة أجيال.
فقيدنا كأن طيب المعشر بشوش الوجه والمحيا انيق المظهر يحب المزاح على سرعة بديهته كما كان يحظي باحترام الجميع وخاصة في اوساط زملاءه الفنانيين.
انه لاشك أن الساحة الارترية فقدت رمزا من رموز الفن وستظل ذكراه عاطرة في القلوب لسنوات قادمه وسيظل صوته يصدح مؤنسا للكثير.
شارك المغفور له بإذن الله في مناسبة زواجي في العام 1961، وبالرغم من العلاقة الاسرية التي تجمعنا غير اني لم اكن اعلم بموهبته الفنية.
كما جرت العادة في حفلات الزواج ان تبدا الأمسية الفنية بعد الفراغ من تجهيز جميع احتياجات يوم المناسبة، وفي تلك الامسية خلدت الي النوم قبل أن تبدا الأمسية والا بصوت يفيقني لاسمع صوت الامين يشدو باعثا البهجة وسط الحضور وتفاعلو مع صوته الشجي في تلك الليلة التي كانت المرة الاولي التي يغني فيها الراحل إمام الناس، ومن الاغاني التي شدي بها كانت (فتي بي قياس البا)، (شليل قامل قرينا)، (باسنا ريما) وفي اليوم التالي كان الشباب في مدينة كرن يرددون تلك الاغاني ومنذ ذلك الحين انطلقت شهرته الفنية وانساب إنتاجه الفنية مع ميزة هي سلاسة كلمات اغانيه وسهولة استيعابها.
وقد التحق بالثورة الارتريه.
ندعو الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.