التواطؤ والخيانة الخونة الكوماندوس - الحلقة التاسعة
بقلم الأستاذ: متكل أبيت نالاي - كاتب وناشط سياسي ارتري
علقت البلاد بما يشبه حرب الداحس والغبراء:
إثر مقتل شنبل ياسين في معركة دمبلاس بدأت إثيوبيا في بحث في الرد القوي الذي يحل لها هذه المشكلة،
وبعد نقاشات طويلة ودراسات متشعبة، توصلوا إلى قناعة بأن تسند إلى الكوماندوس فكرة المواجهة بدلاً من بوليس إرتريا، لتبقى البوليس للخدمات الشرطية فقط. وتكون الكوماندوس جيش مستقل تحت مسؤولية أسرات كاسا الحاكم العام وعينوا لها قائد إرتري الجنرال قيتؤم في أول الأمر الذي قاد معظم الجرائم تساعده عدد من الجواسيس.
وتأسست فكرة جلب الخبراء الإسرائيليون لهذا الغرض. فتحمس كل قيادات أندنت ومن معهم واشغلوا حماس الكثير من أبناء المرتفعات بخدمة إثيوبيا التاريخية، وقالوا ”هذه فرصة مرة أخرى لمن يريد أن يتعاون معنا ضد دقي متاحت (المنخفضات) وإثيوبيا تثق بنا وحدنا“ وسوف نشرد كل من يتطاول في وحدة إثيوبيا. وفي سبيل دفعهم إلى ذلك سوف نقوم بإحراق قرى كثيرا عن بكرة أبيها، حتى لا يبقى لشفتا مكان يعيشون فيه. وهناك من قال منهم هذا أمل أن ترحل طروعا من كل المرتفعات. يبدوا أن هناك من راح يفكر بطريقة أخرى. والبعض اعتبر الزي العسكري والسلاح والنفوذ بمثابة مظاهر قوة تساعده في صراعاته الطائفية. والمرتفعات مهووس بالمناصب والرتب منذ القدم.
وفي البداية نشوئها لا يعرف بالضبط عددهم لكنه يقدر ببضعة آلاف قليلة (3ـ 4 آلف) عسكري تلقوا تدريبهم في قاعدة (قراع العسكرية) في دقمحري على أن تبقى أكثرية ساحقة دائماً للجيش الإثيوبي. واقتصر التجنيد على شباب المرتفعات المسيحيين ومن عوائل مخلصين خدموا إثيوبيا بالوراثة، ونفر قليل من قبائل المنسع والكوناما المعروفة ( بالبندا) وكانت وراء كل واحد منهم، دوافع محددة للإقدام على هذه الخطوة، وكان جزء من المنسع مخلصين لابنهم زرأماريام أزازي قائد الكوماندوس ولذي حولهم إخلاصهم هذا لخدمة إثيوبيا. ومع ذلك كانوا تحت مجهر الشك دائماً وعملوا في حراسات المكاتب وسائقين.أما قوات البندا أثبتت إخلاصها لإثيوبيا متأثرة بالعنصرية الدينية، رغم تنامي الوعي الوطني في مناطقهم قاموا بكثير من الحرائق في بركة وقد انعكس ذلك في تحرير مدينة بارنتو التي تفاخر بصمودها أطنافو أباتي حينما نزل عليها وهي محاصرة على ضمانتهم.
وهكذا تلقوا تدريبهم على أيدي من الخبراء الإسرائيليون تدربوا كيف يمكن أن يخدموا في الجيش الإثيوبي، والمجند يعرف من اليوم الأول إنه سوف يقف في خط الهجوم الأول لإثيوبيا، وسيدخل في مواجهة مع الخارجين عن القانون (الشفتا) ويمكن أن يكون هذا العدو ممن يعرفهم ولكن أن يعلم في المقام الأول إنه ابن إثيوبيا وخادم العرش الإثيوبي ووحدتها، وأن لا يخون القسم للجيش الإثيوبي. ثم يتعرف على حرب نفسية فظيعة وعلى التقنيات الجديدة للتعذيب و الأدوات التقليدية الإثيوبية التي اعتادوا الإقطاعيون الإثيوبيون ممارستها على شعوب المقهورة كالضرب المبرح وبالهراوات والمغطس، والتعلق من الأرجل، ووضع أعقاب السجائر، ونزع الأظافر، وإدخالهم في برميل الماء البارد، ووسائل الاستجواب المحرمة والخطف وخنق بسلك آلة الموسيقى. الخ… وكانت الصدمات الكهربائية والوخز بأدوات حادة في الأمكنة الحساسة من الجسم كالجهاز التناسلي ضمن الأساليب الجديدة التي درستها إسرائيل لتعذيب الشعب الإرتري. ويشهدوا الإسرائيليون بأن الكوماندوس مارسوا بشائع ضد أبناء شعبهم تفوق بشائع إسرائيل في أحيان كثيرة. وبعد التحرير زار الصحفي يحيى العوض سجن ”ماريام قيبي“ وهو من جريدة الشرق فكتب عن مشاهد من داخل ”زنازين“ التعذيب هذا التقارير الصادر في جريدة نفسها بتاريخ الأربعاء 29 رمضان 1412 1إبريل 1992
يقول: عندما زرت سجن “ماريام قيبي” في أسمرا. كانت تجربتي الأولى في مشاهدات أدوات تعذيب البشر.. بشاعتها تثير التقزز والاشمئزاز.. فالصور لا تعبر عن فظاعة تلك الأدوات فقط.. بل كأنها صممت من مواد شيطانية فهي تثير الخوف والذعر من مظهرها ناهيك عن مفعولها.. ولابد أن الشخص الذي يستعملها أو الذي ينفذ أوامرها ربما من طراز من المخلوقات بلا مشاعر ولا قلب.. لقد انتزعت منه كل صفات الإنسان ولا يمكن حتى مقارنته بالجلاد الذي ينفذ أحكام الإعدام.. على الأقل فان الأخير يؤدي مهمة قانونية توافرت فيها إدانة المحكوم عليه.. والذي يقوم بالتعذيب ينتزع اعترافاً قد يكون المتهم بريئاً ولا يجد مع قسوة التعذيب إلا انصياع لما يريدونه منه.. وحتى إذا أدى اعترافه المزيف إلى إعدامه فهو يفضل الموت على بشاعة ما يتعرض إليه من عذاب..
ويقع سجن ”ماريام قيبي“ في ضواحي أسمرا وكان في الأصل “مستشفى للولادة” فتم تحويله إلى مركز للتحقيق ونصبت له لافتة كبيرة تتحدث عن عدالة الاشتراكية وسيادة القانون.. ويتكون السجن من ثلاثة أجنحة رئيسية.. أهمها الزنازين حيث يحتجز المعتقلون في غرف ضيقة لا تزيد عن مترين في ثلاثة أمتار ويحشرون فيها أكثر من ثلاثمائة شخص لا يستطيع معظمهم الجلوس لذلك يتناوبون بين جالس وواقف.. وفي الحجرة نصف برميل يستعمل كمرحاض أمام الجميع.. ورغم قساوة الزنازين إلا أن المعتقلين كانوا ينتهزون غفلة الحراس وينحتون على الحائط شعارات وطنية وكثيراً ما يتعرضون إلى عقاب جماعي.. وبالقرب من الزنازين هناك غرف التعذيب.. الغرفة الأولى مكونة من حوض كبير إلى جانب بالوعة المجاري الرئيسية للسجن.. ويملأ الحوض الكبير من قاذورات البالوعة.. وتبدأ أول مراحل التعذيب بتغطيس رأس المعتقل في قاذورات الخوض ويطلب منه الاعتراف وتكرر عملية التغطيس إلى حد الاختناق والقيء المتواصل.. وعندما تفشل هذه الطريقة في انتزاع الاعتراف تبدأ المرحلة الثانية بتغطيس المعتقل بالمقلوب داخل بالوعة المجاري ويتم إخراجه وهو بين الحياة والموت ويرمى خارج الغرفة حيث يظل ساعات يتقيأ حتى يفقد وعيه.. وعندما يعود إلى وعيه يقاد مرة أخرى إلى حجرة التعذيب ويتم في هذه المرة ربط خصيتيه بقوالب من الطوب ثم تجري عملية تغطيسه مرة أخرى في الحوض الأول المليء بالقاذورات.. وبهذه الطريقة ينزف دما نتيجة للحمل الثقيل المربوط على خصيتيه وإذا لم يعترف المعتقل تبدأ المرحلة الثالثة من التعذيب وهي إلى جانب استمرار ربط خصيتيه بقوالب الطوب يتم صعقه كهربائياً عن طريق سلكيين عاريين موصلين بالتيار الكهربائي ويتركز الصعق في أعضائه التناسلية ويؤدي ذلك إلى إصابة جسده بالآم عنيفة مع إرتعاشات في جميع جسده تنتهي بحالة من الهستيريا ثم الإغماء،..
ثم يتلو ذلك المرحلة الرابعة من التعذيب حيث يساق المعتقل إلى غرفة جانبية ويفك قيده من السيور الجلدية وإلباسه قيدا حديدياً يحرم استعماله دولياً لأنه من مخلفات النازية.. له خاصية عجيبة فإذا حاول من يلبسه مد يديه ليرتاح قليلاً فان القيد يتحرك أوتوماتيكياً ليطبق بقوة أشد على اليدين وأية حركة يقابلها المزيد من ضغط القيد.. حتى يحس أن عظامه تتكسر..
ولا ينفعه الصراخ حتى يغمي عليه.. وبعد ذلك تبدأ المرحلة الخامسة من التعذيب.. فيتم ربط المعتقل على عمود من الصلب من يديه وقدميه ويكون في وضع أشبه بطريقة شواء الخروف.. ويتحرك العمود بشكل ملتو مما يشد اليدين والقدمين إلى حد التمزق ومع حركة العمود يجلد المعتقل بالسياط ووفقا لهذه الطريقة فان الضربات تتوزع على كل قطعة من جسده.. وبعد إيقاف دوران العمود يكون المعتقل بين الحياة والموت وتأتي مرحلة أخرى وهي حمل المعتقل وربطه من قدميه وإنزاله منكفئاً على وجهه داخل بئر عميقة تظل تسحبه إلى أعلى ثم تخفضه عدة مرات قبل انتشاله مرة أخرى وهو قد قارب على مفارقة الحياة وعندئذ تبدأ أخر المراحل فإذا يئس الجلادون من ضحيتهم وفشلهم في انتزاع ما يريدونه من اعترافات فإنهم يقودونه إلى غرفة تحت الأرض عمقها ثلاثة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار ويغلقون عليه الباب فينعزل تماماً من العالم بلا ضوء ولا صوت ولا يعرف إذا كان في الليل أو النهار وغالباً ما تكون النهاية الموت أو الجنون.. قال هذا: لصحفي يحيى العوض السيد/ يقرماي محرات آب الذي أمضى سنتين وأربعة أشهر في هذا السجن بتهمة التعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا وذاق طول هذه المدة كل صنوف العذاب لذلك لا يمل من شرح المؤثر لكل قاعات السحن.
وعندما تأسست الكوماندوس بدأ الكره ينموا بينهم وبين، الجيش الأثيوبي (الرسمي الطورسراويت) وكان يلاحظ في احتكاكاتهم في أماكن، مثل البارات والموصلات العامة، لكنها كانت نسبياً بسيطة وغير موضوعية. وكان هناك عداء وما يستطيعون قوله للمسئولين منهم هي: مثل الظروف الذي تخدم فيها الكوماندوس غير إنسانية و الفوارق في رواتب والبدلات والمأكولات، مختلف بين القوتين. لماذا تتحرك الطورسراويت في أماكن أهدأ.؟ ودائماً مرتاحون. بينما نحن قابعين في مواقع القتال. ولكن حقيقة الخلاف كان بين الجنرال يرقتو تشومي قائد الجيش الثاني في إرتريا وأسراتي كاسا الحاكم العام في إرتريا في القسوة الهمجية التي يتصرفون بها الكوماندوس في إحراقهم للقرى بسبب أشياء فعلها غيرهم ونهب البهائم وبيعها في أسواق أو قتلها لتسلية وقتل أهلها الأبرياء. كان يقول: بأن الأوضاع لا تطاق في إرتريا، انتشرت المذابح في القرى والخطر الذي يشعر به الناس هنا مصدره الكوماندوس، مثلاً المنخفضات كله تحت القتل الذي لا يهدأ وكان يأمل من الحكومة الإثيوبية أن تجعل الكوماندوس تحت مسؤوليته ليعطي دفعة جديدة للأمن أولاً ثم بعد ذلك السعي الطويل لتغيير المشاعر في البلاد. والرجل يوضح في تقاريره دائماً لوزارة الدفاع عن الانحرافات الخطيرة التي نتج عنها الأحداث المؤلمة معتبره خطأ فادحاً على جميع المستويات الدينية والوطنية والأخلاقية والقانونية والسياسية. ويتساءل ما هي قصة هؤلاء الكوماندوس؟
ما هي دوافعهم؟ وماذا يريد أسرات كاسا منهم؟ وهل وزارة الدفاع تؤمن بما يفعلونه هو طريق الخلاص من الشفتا؟ ولما ذا أجاز أسرات كاسا توزيع أسلحة في المرتفعات المسيحي وهل تثق بهم الوزارة فعلاً.؟ وهو الآن يقنع بعض الإرتريين بضرورة التفاوض مع الحكومة ويرسل لهم مساعدات سخية و يقول يغرس عناصر في صفوفهم وهو على اتصال بمجموعة تتكون من أبراهام تولدي وإسياس أفورقي وسلمون ولدي ماريام وهؤلاء يتمركزون في ضواحي منطقة (عالا) ويسموا نفسهم (مجموعة الحكم الذاتي) بعد أن ابتعدت عن إ.ل.ف. وأسرت كاسا له قناعة بضرورة تسليحهم حتى يتمكنوا من الدفاع عن قراهم وهذه مخالفة صريحة تهدد الأمن الإثيوبي في المستقبل، وتخلق تناقضات بين كبسا والمنخفضات ونرى غير ناجحة إطلاقاً ولا ينبغي التسامح معها. ويلح في الوزارة الآن أن تعمل بالإقرار الأمن والنظام في الإقليم. و يقول أن جنوده في أرض المعارك هم في حاجة إلى مساحة عادلة للتحرك وسط الشعب المحافظة، التي تغلغلت في أوساطه الشفتا في كل الأرياف والقرى وحصلت قطيعة بين المسلمين والمسيحيين، بسبب كل رصاصة أطلقتها الكوماندوس عليهم والتي قتلت الأمن والخبز والقناعة بالإثيوبيا في المنطقة.
وحصلت الحكومة الإثيوبية على تعبير واضح من أسرات كاسا حينما قال: لعل من المؤلم حقاً للنفس وللضمير ولكل مشاعر المواطنة الصادقة أن يتحول هذا الجنرال إلى ملوث إنجازات بلاده. وكلامه مهين وضار وقاسي لثمن الدماء الذي دفعها جيش الكوماندوس، الكوماندوس قوة ضاربة وضرورية لتحقيق الاستقرار في الإقليم، نشأت لدعم جيشنا من أكثر الموالين لإثيوبيا ولمنتسب إليها يفتخرون بشدة بهويتهم الإثيوبية وتقوم الكوماندوس بما يجب فعله، ومن أهدافها هو جلب السلام لشعبها في أقصر وقت ممكن، وعليه مصممة على كسر عزيمة أعداؤها وتلقين المعتدين الشفتا درساً لا ينسوه. وبالطبع لا توجد حلول سهلة لدى الكوماندوس، وهي تعمل بشكل أفضل.حققنا انتصارات أولية بسرعة مذهلة وبأقل الخسائر بالمقارنة بعمليات البوليس والطورسراويت السابقة. واليوم تقترب في إنجاز مهامها بالكامل. ولا خوف من تسليح المرتفعات الذي يتعاون معنا بدعم لا يتزعزع على تغيير الحقائق على الأرض في إرتريا. وهذا مبدأ حافظوا عليه من جدودهم، وهم إثيوبيون لا يقلوا عنكم غيرة على إثيوبيا مانحين الجيش الإثيوبي فرصة لتنفس من الضغط المتواصل عليه من جيراننا السيئين العرب. وأنا على يغين إنهم قادرون على إيقاف ذلك التهديد. وأنا مسرور بنجاحهم.
وهذا الجنرال غريب الأطوار أثار الذعر بحجة لتحويل قيادتها إليه ويقول: من أجل تحقيق الاستقرار في الإقليم. فهو يعرف لماذا حصلت تلك الحروب، فما لم يغير طريقته ويحاول يتكيف مع طريقة الكوماندوس حتماً سوف يفشل مع الجيش الذي في يده. وهو الآن مشلول القدرة في المناطق الذي يسيطر عليها وأصبحت كرن منطقة يصعد فيها الشفتا حربهم والوضع الأمني بدأ يخرج بسرعة عن سيطرته. بسبب تشخيصه الخاطئ لداء.
وفي نهايةعام 1964 قفز النضال المسلح من مستوى المناوشات إلى مستوى الحرب التحررية وتجاوز عدد جيش التحرير الإرتري سبعة الآلف مقاتل مسلحين تسليحاُ حديثاُ ومدربين تدريباُ جيداُ بجانب المئات من الجان الشعبية الذين يحمون الثورة والقرى الإرترية من النفوذ الإثيوبي. وفي احدي الأيام دبرت السلطات الاستعمارية عن طريق احد عملائها في قرية (ماي مالح) وضع السموم في وجبة طعام تناولته فصيلة من الثوار قومها أربعون مقاتلا. وهرعت القرى المجاورة بإسعاف الثوار بأدوية محلية. واستشهد في هذا الحادث واحد من الثوار. أما العميل وأتباعه فقد لقنوا درساُ قاسياُ إذ أعدموا بعد محاكمتهم وإدانتهم. وهكذا تحقق هذا القفز النوعي والكمي عبر مئات الكمائن والهجمات التي أجبرت البوليس الإرتري على سحب كافة مراكزه من الريف مما أجلى السلطة الاستعمارية من الريف الإرتري وجعلها تحت سلطة الثورة. ومن المراكز التي هجمت وصفيت مركز حلحل. هيكوته، شعب ، قرورة، دماس، وقلوج وكانت الهجمات متزامنة في كل من أغوردات وكرن وبارنتو ومنصورة وتكومبيا وقونيا وحقات وعموم بركه ومن الجسور أيضاُ دمرت جبهة التحرير الجسور الإستراتجية الهامة في انقرني ،كعلاي ،كنيو وماي عطال.
وعلى الفور كلف أسرات كاسا الكوماندوس بمهمات تعتبر جرائم حرب بكل المقاييس إحراق القرى وإبادة البهائم وحرق المحاصيل الزراعية وقتل المواطنين، جرحاً واعتقالاً وإهانة وإذلالا.ً وقام جيش الكوماندوس بهذه المهمات بالروح أسرات كاسا نفسها بل زادوا من عندهم ما يثبت إنهم مخلصون أكثر من الطورسراويت. وبقيت أفعالهم هذه سراً من أسرار إثيوبيا حتى لو تغير النظام ألف مرة. وفي كتاب داويت ولدي قرقيس (Red Tears) أي الدموع الحمر، ذكر أفعال وممارسة الأجهزة الأمنية للجيش الإثيوبيوبطشهم بشعب الإرتري بيد مطلقة لا يردعها قانون ولا ضمير، ومن ضمن هؤلاء ذكر الفظائع الذي مارسها مسؤول الأمن حينها المدعو زنبي أسفاو رئيس المخابرات الإثيوبية في أسمرا وحده قتل الآلاف من شباب في سجن إكسبو بدم بارد. وهناك جنود وضباطاً متورطون في هذه الجرائم يقول داويت ولدي قرقيس إنه بلغ عن أفعالهم منجستوإ ولكنه حاول لفلفة الموضوع وإخفاء الحقائق عن الصحف وطمسه نهائياً، وأخيراً أمر بنقله إلى أديس أبابا.
نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة