مذكرات وأوراق للدكتور محمد عثمان أبوبكر - الحلقة الرابعة عشر والأخيرة
بقلم المناضل الأستاذ: محمد عثمان أبوبكر - القيادي في التنظيم الموحد سابقا
طرحت على اللجنة التنفيذية الأعداد لعقد مؤتمر تنظيمي وفعلاً أعددنا، وعقدنا مؤتمر في بورتسودان 1999 حضروا ممثلين من
فروع من كسلا، الخرطوم، القضارف، بورتسودان ومناطق اللاجئين واللجنة المركزية، واللجنة التنفيذية، وانتخبنا قيادة جديدة ومنحت الثقة للتنفيذية السابقة، أدخلنا إبراهيم عثمان في التنفيذية.
وانتخبنا قيادة جديدة كانت تتكون من اللجنة المركزية وقيادة تنفيذية تتكون من الأتية أسماءهم.
1. الدكتور محمد عثمان أبوبكر رئيس اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي.
2. أبوبكر أقدوباي نائب الرئيس.
3. أحمد إدريس أرتى أمين مالي
4. وإبراهيم عثمان أمين للشئون الاجتماعية
5. عبدالله باري أمين منظمات جماهيرية
6. عبد القادر ياسين مسئول الأمن والمكتب العسكري
7. جمال عبدالله مسئول الإعلام
8. أحمد هريش أمين المكتب السياسي
9. عبدالله جمعة مسئول العلاقات الخارجية
انفض الاجتماع وكونا مذكرة باسم الحزب وتقدمنا بها إلى التجمع الإرتري آنذاك والذي تأسس عام 1989 جاءنا رد بعد قبولنا بسبب اعتراض تنظيمين هما المجلس الثوري وحركة الجهاد الإسلامي. وكان رئيس التجمع أنذاك تولدي قبرسلاسي وكان من المتعاطفين معنا لقبول عضويتنا في التجمع وإبراهيم معلم كان حضر باسم التنظيم الموحد الوطني وبذل جهد لإقناع الرافضين أما بقية التنظيمات بما فيهم جبهة تحرير الإرترية - التنظيم الموحد - جبهة الخلاص - حركة الجهاد - ساقم - سدقئ - كوناما- المجلس الثوري.
هذه التنظيمات التي كانت تضم التجمع الديمقراطي وبعد مرور عام التقيت في واشنطن بتولدي قبرسلاسي، أوضح لي في هذا الاجتماع بعض الاستفسارات واعتراضهم على أبوبكر أقدوباي بسبب ما تردد من علاقته بالجبهة الشعبية من خلال أصحاب الشاحنات المتواجدين في مدينة بورتسودان، وأخبرت تولدي بأن أبوبكر لم يسافر إلى إرتريا وليست لديه أي علاقة مع الجبهة الشعبية بالعكس تمرد على دخول إرتريا في ظل حكومة الجبهة الشعبية ولم يبارح السودان أما العلاقة مع أصحاب الشاحنات كانوا أعضاء في المجلس الثوري. وكان يقدم لهم خدمات وتسهيلات بحكم موقعه هناك.
اختلف أبوبكر مع بعض الأطراف من أعضاء المجلس الثوري ومنها أشاعوا بأنه عضو في الجبهة الشعبية بسبب هذه الخلافات الشخصية التي أخذت أبعاداً أخرى اما حركة الجهاد لم يكن لهم سبب لرفضهم قبولنا في التجمع، على كل حال استوضح تولدي قبرسلاسي من الموضوع ووعدني في أول اجتماع للجنة التنفيذية والمركزية عام 2001 سيناقش موضوعنا ثم قبول عضويتنا وفي عام 2001، كما ذكر تولدي قبلنا في التحالف مع مجموعة متقدمة معنا مثل حزب التعاون الإرتري بقيادة حروي تدلا بايرو والتنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر، وعندما شاركنا في المؤتمر وساهمنا في قراراته وتحول التجمع إلى التحالف الديمقراطي حدثت مشاكل في التحالف، حروي تدلا بايرو كان جديداً في التحالف السيد محمد طه توكل لعب دوراً كبيراً في إحضاره من السويد لتعيينه رئيساً للتحالف وهذا وجد اعتراضاً من قبل رئيس المجلس الثوري برئاسة سيوم عقباميكائيل قائلاً أن حروي لا يصلح وغير مؤهل لقيادة التحالف وكان هو يطمح أن يكون رئيساً للتحالف وبذلك وانسحب المجلس الثوري من التحالف وأنا شخصياً والأخ محمد طه توكل لعبنا دوراً كبيراً لاختيار حروي رئيساً للتحالف لاسباب كنا نراها موضوعية في تلك الفترة منها بأن حروي كان عضو بارز في قيادة جبهة التحرير الإرترية وتقلد منصب نائب الرئيس واللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للجبهة بجانب أنه رجل مثقف وله تجربة نضالية عريقة، كل هذه العوامل جعلتنا نناضل في سبيل أن يكون حروي تدلا بايرو رئيساً للتحالف وقمنا بمحاولة إقناع أعضاء التحالف باستثناء سيوم رئيس المجلس الثوري وحظي حروي إجماع من الحاضرين بما فيهم عبدالله إدريس تم إقناعه من خلال حوار ومناقشة بسبب ترشيح نفسه لرئاسة اللجنة التنفيذية قلنا له أعطي الفرصة لحروي خلال هذه الفترة وأنت تكون رئيس المجلس المركزي ورئيساً للتحالف وتم الاتفاق على ذلك.
أما المجلس الثوري أعلن انسحابه كلياً من التحالف بسبب ترشيح حروي للأمانة العامة للتحالف، وللتاريخ والأمانة كان في تلك الفترة رئيس سكرتارية المؤتمر المناضل ياسين محمد عبدالله كان متحلياً بروح المسئولية والحكمة أعلن في تلك الفترة رفع الجلسة وتشكيل لجنة من خمسة هو على رأسها للعمل على راب الصدع والاجتماع بـ سيوم وإعطائه الفرصة للعودة، لكن رفض سيوم الاجتماع بهم وكلف منجستآب عقد المجلس الثوري وأبلغهم بأن موقف الانسحاب لن يتغير بانتخاب حروي.
واصلت اللجنة المركزية اجتماعاتها في انتخاب عبدالله إدريس رئيساً للجنة المركزية، وحروي أمين عام التحالف الوطني الديمقراطي واقر الميثاق، تم اختيار اللجنة التنفيذية من التالي أسمائهم:-
1. الأمين العام حروي تدلا بايرو.
2. أبو شاكر نائب الأمين العام.
3. محمد عثمان أبوبكر مسئول العلاقات الخارجية.
4. حامد صالح تركي مسئول الشئون السياسية.
5. إبراهيم هارون مسئول الأمن والجيش.
6. قرنليوس عثمان.
7. عبدالله محمود مسئول المنظمات الجماهيرية.
8. سبيل - مسئول شئون الإدارة.
9. حسن أسد إعلام.
10. ياسين محمد عبدالله مسئول حقوق الإنسان.
في الحقبة الأولى من تأسيس التحالف بذلنا جهد في كافة المستويات الإعلامية والدبلوماسية والسياسية واتفقنا على تشكيل جيش موحد، وإقامة معسكر واحد ولكن الظروف المادية والسياسية لم تمكننا من تنفيذ ما اتفق عليه بسبب شح الإمكانيات. وفي نفس العام زرنا السودان واستقبلنا استقبال جيد من قبل الحكومة السودانية وأيدوا إمكانية تعاونهم معنا في حدود المناخ وفتحوا لنا مجال لإقامة ندوات في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وإقامة مهرجان كبير في قاعة الصداقة للجماهير الإرترية.
وقمنا بجولة جماهيرية في بورتسودان وكانت الزيارات والندوات التي أقمنا بها ناجحة بعض الكلمة. استغرقت الزيارة قرابة الشهرين ومنها عدنا إلى أديس ومكثنا فترة طويلة إلى أديس أبابا، على كل حال مر على التحالف عام بنجاحاته وإخفاقاته.
عام 2002 سافرت إلى أوروبا إلى أمريكا وزرت خلالها السويد هولندا، وعقدت لقاءات جماهيرية باسم التحالف التقيت بالمسئولين في وزارة الخارجية في السويد ومكتب التنمية في وزارة الشئون الإنسانية وكان اللقاء مثمر وإيجابي أجريت مقابلة تلفزيونية موثقة ومكثت أكثر من أسبوعين في السويد،
وكنت أرغب بالسفر إلى الدنمارك والنرويج ولكن اختصرت زيارتي إلى السويد في هذه الفترة ومنها توجهت على هولندا ومكثت فيها ثلاثة أيام، وعدت إلى السويد وأجريت لقاءات فردية وجماعية في هذه الفترة واقمنا سمنار كبير للتحالف ناقش كل أمور التحالف وأوضحنا لهم تطورات التحالف ونشاطاته وإخفاقاته وطلبنا منهم توحيد الفروع في إطار التحالف ودفع الاشتراكات للتحالف وإقامة تبرعات من شأنها أن تعزز التحالف وتدفعه نحو تحقيق أهدافه، واستضافني في السويد الأخ إبراهيم فرس تربطني به صلة الرحم وابن خالي أحمد شيخ فرس واستضافني في بيته بالرغم من أن صالح حيوتي عرض على الاستضافة إبراهيم أولى منك يا صالح في الضيافة بينك وبين في وقت يمكنني أن أتي حينما تحين الفرصة وفعلاً صالح حيوتي كان نعم الصديق والأخ، وكنا نفكر قبل تأسيس الجبهة الديمقراطية كنا نفكر معاً تأسيس حزب واحد قوى معاً ولكن الظروف عمل صالح لم تمكنه من حضوره إلى السودان حين تأسيس الحزب وأعطيناه عضوية شرفية وطلبنا منه من أي وقت يمكنه الالتحاق بنا لكنه قال أنا تاريخياً كنت في الجبهة وكل تاريخي مربوط بالجبهة بالرغم مما عندي بعض الآخذ على قياداتها لكن أن تظل الجبهة تستولي في دمي ولن أتخلى عنها ولكن يمكنكم أن تعبرون واحداً منكم وفق الظروف المتاحة سأتعاون معكم قدر المستطاع وتظل صداقتنا وأخوتنا في الاعتبار وأقام لي وليمة كبيرة استدعي كوادر متقدمة وكنت أعرفهم سابقاً ومتواجدين في السويد وفتحنا نقاش طويل نتفاكر فيه حول الأوضاع السياسية في إرتريا وجهود التحالف الوطني الإرتري وإمكانية تطويره واستمراريته وكان اللقاء عبارة عن ندوة وسمنار مفتوح.
عدت بعد زيارتي للسويد إلى هولندا لحضور الاجتماع الجماهيري الذي عدته لجنة فرع التحالف، واقمت ندوة في هذا المهرجان وحضره عدد كبير من الكوادر المتقدمة من التنظيمات وفروع التحالف وما يواجهه من اخفاقات، كما التقيت مسئولين كبار في وزارة الخارجية الهولندية ومنظمات حقوق الإنسان، شرحت لهم معاناة الإرتريين واخفاقات حقوق الإنسان واعتقالات الأبرياء والصحافة وكبار المسئولين في الدولة وانعدام أبسط لحقوق الإنسان في ظل حكومة الجبهة الشعبية.
واطلعتهم بأن الناس هناك يوصفون في الحاويات ودرجة الحرارة 50% بعضهم يوضع في كهوف لا يرون الشمس ـ البعض وأخرين أصيبوا بالصمم المهم انهيت زيارتي إلى هولندا فيما توجهت إلى بلجيكا بصحبة مصطفى كردي ونوري محمد عبدالله وقدمنا مذكرة إلى سكرتارية السوق الأوروبية المشتركة وعقدنا لقاء معهم ووجهوا لنا دعوة للمشاركة في المؤتمر وكانت زيارة ناجحة ومنها توجهت إلى لندن، وفي لندن التقيت بوزارة الخارجية بمدير الدائرة الأفريقية وكان اللقاء ناجحاً وتقدمنا بمذكرة إلى وزارة الخارجية وشرحنا لهم الوضع في إرتريا وتطوراته ووجدنا منهم تفهماً كاملاً، كما قمت بنشاط إعلامي أجريت لقاء مع تلفزيون المستقلة الفضائية.
والفضائية (ANN)، وأجريت عدة لقاءات صحفية مع صحف الشرق الأوسط والحياة والقدس، والزمان، كانت نتائجها طيبة وقمنا بزيارة إلى مكتب (حقوق الإنسان الدولية) وايضاً زرت عدد من السفارة العربية وعقدت سمنار موسع على مستوى التحالف والقيت ندوة كبيرة في لندن حضرها الكثير من الملتزمين من التحالف والتقيت بلجنة للتحالف وكل النشاط الذي قمت به بالتنسيق مع لجنة التحالف لقاءات فردية وجماعية مكثت خلالها شهراً كاملاً وشملت نشاطات سياسية وإعلامية ودبلوماسية ومنها توجهت إلى واشنطن وايضاً التقيت بوزارة الخارجية الدائرة الأفريقية شرحنا لهم وقدمنا مذكرة باسم التحالف وشرحنا لهم تطورات الأحداث في الساحة الارترية وخروقات حقوق الإنسان وتحول البلاد إلى سجن كبير لكل المناضلين الذين ضحوا في الثورة إبان حرب التحرير ولم يسلم منهم حتى من كان رفقاء السلاح من الجبهة الشعبية وأصبح ينتقم إسياس من كل مسئول في الثورة.
وطلبنا منهم أن يتعاطفوا ويتجاوزا مع قضيتنا وأيضاً أجريت لقاءات صحفية مع وسائل الإعلام المختلفة أقمت سمنار في واشنطن للجالية الإرترية المتواجدة هناك، ولقاءات مع أعضاء التحالف الملتزمين عضويتهم في التحالف في هذه المجهودات في هذه الرحلة سواء أكانت في أوروبا أو أمريكا كانت بمجهودي الشخصي وإمكانيات ذاتية لم أتلقى مساعدات من التحالف بسبب ظروف التحالف المالية، ولكن أردت أن أثبت وجودنا كمعارضة ومسئولاً للعلاقات الخارجية للتحالف قلت لا بد من التحرك والعمل، وألجأ إلى بعض الأصدقاء والأشقاء الذين نعرفهم خلال فترة نضالي الطويلة لمساعدتي بقدر المستطاع لإتمام وإنجاح هذه الزيارة. ثم إلى عدت إلى القاهرة ومنها إلى أديس أبابا رفعت تقريراً مفصلاً عن نتائج الزيارات التي مكث العلاقات الخارجية في كل من أوروبا وأمريكا كما شاركت في مؤتمر كاسل في أغسطس عام 2002 - 2003 في ألمانيا، وايضاً التقيت في برلين بعد المشاركة في كاسل أقمت سمنار للجالية الإرترية هناك وقدمت مذكرة لوزارة الخارجية الألمانية في برلين الغربية، وشرحت لهم تطورات الأحداث في إرتريا ومنها عدت إلى القاهرة والسودان وأديس أبابا ورفعت تقريراً مفصلاً للجنة التنفيذية كان ذلك عام 2002.
عموماً هذه الإنجازات في السنة الأولى قام مكتب العلاقات الخارجية بتنفيذها، وفي العام التالي بدأ يواجه التحالف سنوات عجاف بسبب ضعف "حروي" أمين عام التحالف، وبدأت المشاكل تظهر فيما بيننا بسبب عدم مقدرة "حروي" للسيطرة على زمام الأمور في التحالف.
وحجب المساعدات من التحالف أزمة كانت تشمل عاملين أساسيين الأول ظهرت عيوب ضعف إدارة "حروي"، وأخفاق الجانب الإداري.
كان هناك فشل في القيادة لم يستطيع توجيه الأمانة العامة بل فشل في إدارة مكتب أديس أبابا، ويسبب للتحالف حرجاً في علاقاته مع الدولة.