العمليات الفدائية والبطولية لمجموعة العقاب
كتاب: معركة ارتريا - الجزء الأول 1961-1970 تأليف المناضل: عثمان صالح عثمان دندن - إصدار عام 1995م
مقتطفات من الكتاب ”معركة ارتريا“، لتوثيق ”بطولات الشباب“ في بداية الثورة الإرترية.
العقاب:
العقاب (بضم العين) نوع من الطيور الجارحة تعيش فى أمريكا الشمالية، وقد إتخذته المجموعة الفدائية التابعة لجبهة التحرير الأرترية (ج. ت. أ.) شعارا لها ولم تكن منظمة منفصلة عنها، أشرف عليها شخصيا الزعيم الراحل عثمان صالح سبى بل وشارك بنفسه فى نقل الأسلحة والمتفجرات الى موقع العمليات، كما أنه أختار أعضائها. وقد تم تكوين هذه المجموعة الفدائية فى أوائل عام ١٩٦٩م في وثيقة سطرت بالدم يحكمها قانون الحرب الذى يجيز ويعطى الحق كل الحق للثورة ان تتصدى وتطال مصالح العدو الإقتصادية فى الداخل والخارج وعلى الأرض وفى الجو والبحر.
في يونيوعام ١٩٦٩م، وعقب نهاية الحرب مع أسرائيل والدول العربية صرح وزيرالخارجية الأثيوبي في مؤتمر صحفي "بان عمر التمرد في أرتريا علي وشك النهاية، ذالك ان مصدرإمدادهم سوريا والبلدان العربية الأخري (حسب زعمه) قد شل وأمسي بحاجة الي من يعينه".
بعد هذا التصريح مباشرة واصلت القوات الإثيوبية أرضا وجوا عمليات الحرق والقتل الجماعي للمواطنين وللمحاصيل الزراعية والمواشي، ونتيجة لتنفيذ اثيوبيا سياسة ومخطط "الأرض المحروقة" نتج عنه لجوء عشرات الألوف من المواطنين الإرتريين الى شرق السودان.
إزاء السياسة الأثيوبية الرامية لابادة شعب أرتريا، وفى غفلة من الرأى العام العالمى، لم تكن هناك وسيلة لتحريكه ولفت نظر العالم الى الأوضاع السياسية اللانسانية التى يمر بها شعب أرتريا الا اللجوء الى العمليات الفدائية الجريئة بمهاجمة الأهداف الأثيوبية وتدمير مصالحها الإقتصادية بما فى ذلك الإستلاء على الطائرات ونسفها.
وتكونت مجموعة العقاب الفدائية من كوادر التنظيم والمتواجدة فى الخارج ومن أعضاء المكاتب جبهة التحرير الارترية فى الخارج يتوسطهم شبل فى الرابعة عشر من عمره، أحمد أمين يرهان.
تكفل المناضل الكبير الشهيد أبو على إياد (وليد نمر) أحد قادة فتح الكبار بالإشراف بنفسه فى أحد المعسكرات الفلسطينية بتدريب عدد من فدائى جبهة التحرير الأرترية على الأعمال الفدائية وطرق إستخدام المتفجرات والعبوات الناسفة الى غير ذلك من متطلبات الأعمال الفدائية.
نمى الى علم جبهة التحرير الإرترية إستخدام اثيوبيا لطائراتها المدنية فى اعمال عسكرية فى حربها مع الثوار الإرتريين من نقل للجنود والعتاد الحربي وخاصة فى الفترة صعدت فيها عملياتها الحربية عام ١٩٦٧. لذا اصبح الطيران الأثيوبى هدفا لأعمال فدائية بغية شل حركته وإلحاق أضرار مادية به.
حقيقة لم يكن الأرتريون هم البادئون فى مضمار الأستلاء على الطائرات أو خطفها، فقد علم أن الولايات المتحدة الأمريكية هى السباقة فى هذا المضمار ومنها تعلم الثوار وغير الثوريون فى خطف الطائرا، فقد أعدت ومولت خطف الطائرات الكوبية من مدنية وعسكرية منذ غام ١٩٥٨م. إذ بلغ عدد الطائرات الكوبية المختطفة ٢٣ طائرة، ١٠ طائرة منها عام ١٩٦٠، و ٩ طائرة منها عام ١٩٦١م وعدد ١١ طائرة عام ١٩٦٣م ومن ثم 3 طائرة عام ١٩٦٤م.
كانت تسمح للخاطفين بتدميرها أو بيعها بالمزاد العلنى أو تركها فى العراء عرضة للصدأ أو العطبن ولم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن عمليات الخطف تلك الا بعد أن أصبحت الطائرات اتجاها واحد نحو هافانا. أصبحة هى الخاسرة حيث ارتفع عدد الطائرات المخطوفة الى كوبا، قررت بعدها إعادة الطائرات الكوبية المخطوفة.
قبل كل ذلك ففى أكتوبرعام ١٩٥٦م إختطفت فرنسا الطائرة المغربية التى كانت تقل الزعيم الجزائرى أحمد بن بلا ورفاقه وسجنتهم فى باريس لمدة ستة أعوام.
أسرائيل لها سجل حافل بإختطاف الطائرات المدنية أو إسقاطها أو إجبارها على الهبوط فى أراضيها، ومنها الطائرة البريطانية التى كان من بين ركابها ضباط جزائريين تم إحتجازهم فى مطار اللد.. بالطبع الأضرار التى لحقت بالخطوط الجوية الأثيوبية كانت جسيمة من جراء العمليات الفدائية التى تعرضت لها وخرج عدد منها من الخدمة وتقلص عدد الركاب الى نحو 40%، كما إمتنعت شركات التأمين عن دفع أية تعويضات من خسائر بإعتبار أن ذلك يأتى فى خانة (التخريب) لا يشمله التأمين.
العملية الفدائية الأولى لمجموعة العقاب:
فى حوالى الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء ١١ مارس ١٩٦٩م تحطمت طائرة ركاب اثيوبية من طراز بوينج 707 فى مطار فراكفورت بألمانية الغربية على أثر انفجار قنابل موقوتة وضعها فدائيو (العقاب) تحت المقاعد الملاصقة لجناحى الطائرة، انقسمت الى جزئين حيث انفصلت مقدمتها عن باقى أجزائها، لم يصب أى أحد باذى، إذ كان توقيت تفجيرها ملائما مع خلو الركاب منها حتى عمال التنظيف فى مطار فرانكفورت كانوا قد انهوا عملهم وغادروا الطائرة قبل انفجارها. قدرت صحيفة (سودنش زيتونغ Suddeutsche Zeitung) الألمانية الخسائر بمبلغ ٢٥ مليون مارك المانى.
كان للحادث دوي عالمى، اصدرت الحكومة الأثيوبية بيانا، اتهمت فيه الجمهورية العربية السورية بتدبير الحادث. وردت سوريا ببيان نفت فيه المزاعم الأثيوبية، وهدد الأمبراطور هيلى سلاسى باتخاذ اجراءات صارمة ضد الجالية العربية اليمنية فى ارتريا واثيوبيا، أما الفدائيان اللذان نفذا العملية فقد تمكنا من مغادرة مطار فراكفورت بسرعة البرق حيث كانت قد اتخذت ترتيبات مسبقة لانسحابهما بمجرد نزولهم من الطائرة الإثيوبية التى اقلتهم من مطار اثينا، وصلا الى برلين الغربية ومن ثم الى برلين الشرقية يحملان جوازات سفر اثيوبية مزورة وعادا الى قاعدتهما سالمين، وهما:-
• الفدائى المناضل/ محمد عثمان يوسف صائغ
• الفدائى المناضل/ محمد على عمر افعروره
العملية الفدائية الثانية لمجموعة العقاب:
في يوم ٨ يونيو عام ١٩٦٩م شن فدائيو "العقاب" هجوما ضد الطائرات الاثيوبية في مطار كراتشى في باكستان. أتي هذا الهجوم ضمن سلسلة العمليات العسكرية استهدفت تحطيم المنشآت الحيوية الأثيوبية الإقتصادية والمواصلات ولم يمضى سوى ٣ شهورعلى العملية الفدائية الأولى ١١ مارس ١٩٦٩م.
أعلنت جبهة التحرير الأرترية أن ثلاثة فدائيين من مجموعة العقاب نفذوا عملية الهجوم على الطائرة الأثيوبية من طراز بوينج 720 وهى رابضة فى ساحة مطار كراتشى الباكستانى الذى وصلت اليه قادمة من القاهرة فى طريقها الى نيودلهى.
تسلل الفدائيون الثلاثة الى ساحة مطار كراتشى عبر الاسلاك الشائكة المحيطة باتجاه الطائرة الأثيوبية الهابطة لتوها بكامل اسلحتهم عدد ٢ رشاش كلاشنكوف - اخمص حديدى - قنابل يدوية ومتفجرات من مادة (ت. ن. ت) مع الصواعق اللازمة كان قد جلبها الزعيم الراحل عثمان صالح سبى.
صعد اثنان من الفدائيين الى متن الطائرة يعد نزول الركاب منها فى حين بقى فيها بعض الركاب المواصلين رحلتهم وطاقم الطائرة تم انزالهم منها ومن ثم شرعوا فى وضع المتفجرات عند دواليب الطائرة الأمامية والخلفية، واوصلوا المتفجرات بالصواعق الشديدة الإنفجار مما أدى الى جثوم الطائرة على الأرض وقد تطاير حطامها، وقد صادف وصول سيارة تزويد الطائرة بالوقود ولم يتنبه عمالها الى وجود الفدائيين وقبل تفجير الطائرة بقليل وبينما هم يفرغون الوقود الى خزان الطائرة فتح احد الفدائيين نيران رشاشه على جسم الطائرة وتدفق البترول واشتعلت النيران لتغطى مساحة كبيرة من ساحة المطار كادت ان تكال الطائرات الأخرى المتواجدة آنذاك فى المطار بجوار الطائرة الأثيوبية الهدف.
وعند إنهاء الفدائيين عملهم سلموا أنفسهم وأسلحتهم للسلطات الباكستانية الى هرعت الى موقع الحادث، وافسحوا عن هويتهم وهدفهم من تنفيذ العملية وأنهم فدائيون من جبهة التحرير الأرترية، وكان بحوزة الفدائيين منشورات توضح الأعمال الوحشية التى ارتكبتها أثيوبية ضد شعب أرتريا.
فى ٣٠ يونيو عام ١٩٦٩م مثل الفدائيون الثلاثة أمام محكمة باكستانية وهم:-
• الفدائى/ على سيد عبدالله - حكم عليه ٢٠ عاما (وزير الخارجية السابق وتوفي ٢٠٠٥).
• الفدائى/ فسها أبرها فكاك - حكم عليه ٢٣ عاما (كان قد التحق بالثورة بعد هروبه من فرقة الكوماندوس الأثيوبية وإستشهد فيما بعد).
• الفدائى/ محمد إدريس طلول - حكم عليه ٢٢ عاما (كان أحد المتطوعين من العمال المقيمين فى السعودية) وتلقى تدريبه فى سوريا ضمن دفعة متطوعين.
أمام المحكمة الباكسانية، وقف نقيب المحامين في باكساتان متطوعا ومعاه سبعة محامين أخارون للادفاع عان الفدائيين الثلاثة، موضحين للمحكمة أن هؤلاء الفدائيين ما هم الا جنود محاربين فى جيش التحرير الأرترى وان حادث تفجير الطائرة الأثيوبية ما هو الا تعبيرا عن دوافع سياسية ضد الدولة المالكة، وصدر الحكام على الفدائيين بالحبس لمدة عامين، وبعد ذلك تم الإفراج عنهم وواصلوا مسيرتهم النضالية.
هذا وكانت الحكومة الأثيوبية قد أوفدت وزير الدولة الأثيوبى (سيوم حرقوت - وكان والده من الناشطيين الكبار في حزب الوحدة مع أثيوبيا ومدير بلدية أسمرة) زوج حفيدة الامبراطور وهو أرترى، للمطالبة بتسليم الفدائيين الثلاثة الي الحكومة الأثيوبية وبعاد إقامة الاوزير الأثيوبى والوفد المرافق له عشرة أيام فى كراتشى باءت محاولاتهم بالفشل.
ظل الفدائيون الثلاثة فى السجن لقضاء فترة الحكم الصادر بحقهم وقد انتشرت أخبارهم فى عموم البلاد حياث قامت الانسة بى نظير بوتو (الراحلة، رئيسة وزراء البكستان السابقة) بزيارة الفدائيين فى الساجن تحمل لهم الطعام ولم يكن الفدائيين يعلمون بهوية تلك الشابة التى كانت نشطة فى حزب والدها ذو الفقار على بوتو. بعد انقضاء فترة الحكم تمكن الفدائيون من العودة الى قواعدهم بمساعدة مشكورة من الشهيد خليال الاوزير - أبو جهاد - الذى صادف مروره بباكستان قادما من الصين حيث التقى بالفدائيين وأوصى ممثل فتح المناضال خالد الشيخ بتقديم كل مساعدة ممكنة لهم.
العملية الفدائية الثالثة لمجموعة العقاب:
في يوم ١٣ سبمبر١٩٦٩م تمكن فدائي جبهة التحرير الأرترية "العقاب" من الأستيلاء علي الطائرة الأثيوبية من طراز د. سي ٦ وفي قلب العاصمة الأثيوبية - اديس أبابا وإجبارها علي الهبوط في مطار عدن، باليمن بعد أن كانت في رحلة الي جيبوتي. وبهذه تعتبر هذه العملية من أجرأ العمليات الفدائية من حيث المكان والتوقيت، فقد اهتزت أجهزة الأمن الأثيوبية في اديس أبابا التي كان تستعد لأستقبال رؤساء الدول الأفريقية، مما اشتط معه غضب الأمبراطورالأثيوبي علي حكومته وأجهزته الأمنية عندما بلغه نبأ أختطاف الطائرة.
قبل تنفيذ العملية الفدائية المذكورة، كانت جبهة التحرير الارترية قد تمكنت عبر عناصرها النشطة داخل العاصمة الأثيوبية من تسريب مذكرة شكوي شعب ارتريا الي رؤساء الدول الأفريقية المؤتمريين حيث فوجيء الجميع بتوزيع تلك المذكرة في قاعة المؤتمرات، والتي تطالب بمناقشة قضية شعب ارتريا وتفدح عمليات الأبادة هناك، منذرة بأن الجبهة ستعمل ما بوسعها لتأكيد حقها.
وفي مطارعدن، عندما كان الفيدائي يهم بمغادرة غرفة القيادة بعد الهبوط فوجيء بإطلاق النار عليه من شخص منزوي خلف أحد المقاعد الأمامية، وهو عنصر الأمن الأثيوبي، فتبادل معه إطلاق النار، واصيب الفيدائي بعدة طلقات في بطنه، ولكنه تمكن أيضا في اصابة رجل الأمن بعدة طلقات.
نقل الفيدائي مستشفي في عدن بوجه السرعة، ولم يصب أي من الركاب بأذي. وكان من أبطال هذه العملية شبل في الرابعة عشر من العمر، أحمد أمين برهان، وهو من مواليد الصومال، حيث تربي وترعرع هناك، مع أسرته التي هاجرت هناك أبان الأحتلال الأيطالي.
وكانت مهمته في غاية الصعوبة والخطورة. أذ كان عليه حمل السلاح المستخدم في العملية وائصاله الي أديس أبابا مرورا بالخرطوم وقد وفق في مهمته رغم حداثة السن. قأئد المجموعة الذي أصيب كان الفيدائي محمد سعيد صالح سنقور وكان معه الفيدائي محمد صالح يححلي.
العملية الفدائية الرابعة لمجموعة العقاب:
في شهر نوفمبر ١٩٦٩م كان الهدف هو الأستيلاء علي الطائرة الأثيوبية من طراز بوينج 720 المتجهة من مدريد في اسبانيا الي أثينا ثم أديس أبابا.
وصل ٣ من الفيدائين الي مدريد قادميين من روما وتم تريب الحجز لهم في الطائرة الأثيوبية. وبينما هم في صالة المطار لفت نظر رجال الأمن حقيبة يد أحد الفيدائين وقامو بتفتيشها ووجدو بها قنابل ومسدسات وتم احتجازه، أما زملاءه سعدو الطائرة دون العلم بأن زميلهم تخلف مع الاسلحة الي كانو ينون أسخدامها.
كان الحراسة قد شددت في الطائرات الأثيوبية وكان في تلك الرحلة ١٢ من رجال الأمن بمسدساة ذو طلقات مطاطية، كما وضعت بطاقات كب عليها محجوز لفصل المقاعد عن بعضها البعض في مقدمة الطائرة. وبينما الفدائين جالسين في مقاعدهم، أجهزا عليهم رجال الأمن بطعنهم بالخناجر من الخلف وسحبو جسسهم الي المرحاض الخلفي. وقدم شراب "الشمبانيا" علي المسافريين إحتفاءا بإستشهاد الفدائيين.
هبطة الطائرة في أثينا و سمح لها بمواصلة الرحلة حيث تعللت السلطات اليونانية ان عملية القتل لم تتم في أراضيها وأستشهد في هذه العملية، كل من علي محمد عمر وحامد شتين وبقي زميلهم محمود سليمان محتجزا في أسبانيا وحكم عليه بالسجن عدة سنوات.
العملية الفدائية الخامسة لمجموعة العقاب:
الفدائي البطل محمد سعيد برحتو ٢٦ عاما من الطلبة الأرترين الدارسين فى القاهرة دفعه حماسه للالتحاق بزملائه المتطوعين عام ١٩٦٩م٠
تم تكليف الفدائى الشهيد محمد سعيد برحتو للقيام مهام ضمن سلسلة العمليات الفدائية التى نفذها فدائيو جبهة التحرير الأرترية (العقاب) إذ كان من المقرر ان يقوم الأمبراطورهيلي سلاسي بزيارة روما، إيطاليا في شهر يونيو عام ١٩٦٩م وبهدف تعطيل هذه الزيارة أو منعها وذالك بنسف السفارة الأثيوبية ولفت نظر الرأي العام الأيطالي والعالمي الي ماتقوم به أثيوبيا من عمليات الاباده والتشريد ضد شعب أرتريا.
ففى يوم ٢٠ يونيو ١٩٦٩م وبينما كان الفدائى الشهيد محمد سعيد برحتو يعد القنبلة التى تعمل وفق جهاز للتوقيت والتحرك الى موقع الهدف إنفجرت القنبلة فى وجهه وهو داخل الغرفة بأحد فنادق روما وإستشهاد البطل محمد سعيد برحتو.
وعن عمليات اختطاف أخري في تلك الفترة:
فى يوم ٢٣ يناير عام ١٩٧١م أقدم أربعة من الطلبة الأثيوبين باختطاف الطائرة الأثيوبية التى كانت تقوم برحله داخلية وأرغموها على الهبوط فى مطار بنغازى - ليبيا مرورا بالخرطوم والقاهرة. صرحوا بأن عملية ألأختطاف تمت علي الأحتجاج على مذبحة بشرية ارتكبتها السلطات الأثيوبية فى أحد المناطق الأرترية كما قالوا انهم لاينتمون الى جبهة التحرير الأرترية ولكنهم يؤيدون كفاحها من أجل تحرير أرتريا من حكم الاميراطور الأثيوبى.
ان عملية اختطاف الأثيوبين الأربعة لطائرات بلادهم جاءت صفعة فوجه الامبراطور والذى صرح من قبل بان سوريا تقف وراء اختطاف الطائرات الأثيوبية. هذا وقد ساعد ممثل جبهة التحرير الأرترية فى ليبيا فى اقناع السلطات بالسماح للطلبة الأثيوبين الأربعة مختطفى الطائرة مغادرة البلاد الى أى جهه يشاؤن.
كما ان طائرة عسكرية أثيوبية تم أختطافها من قبل طيار ارتري الذي كان يقودها واسمه أفورقي منقستو وهبط بها في مطار عسكري سري بشمال الصومال وتم هذه العملية بالتنسيق مع خلية تابعة لجبهة التحربر الأرترية في داخل أديس أبابا وكان ذالك فيشهر نوفمبر ١٩٧۱م.
يقول المؤلف، لجئت سلطات الأمن الأثيوبية الي حيلة أخري فقد أستأجرت خطوط طيران الشرق الأوسط طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية أو بالأحري أجرة بكامل طاقمها الأثيوبي للعمل في خطوط مابين عدن - جدة - بيروت وبالعكس ودون ان تزيل شعار الخطوط الأثيوبية عن الطايرة الستأجرة.
وكان الهدف من تشغيل طائرات للخطوط الجوية الأثيوبية لحساب خطوط طيران الشرق الأوسط هو خطف من تعتبره المدبر لعمليات خطف طائراتها.
ذات ليله وفي وقت متأخر من الليل جاء الي المؤلف، الأخ أبو فهد ممثل فتح في جدة مع مفود من قيادة فتح من بيروت لتوه، باادئ الأمرسأل عن عثمان صالح سبي وأخبر بأنه في عدن. فطلب منه أخبار سبي علي الفور ان لا يستخدم طيران الشرق الأوسط في رحلاته، وبالذات الي بيروت، اذ ان مخابرات فتح كان كشفت المصيدة.