الجبهة الشعبية مدينة بالدم للشعب ألارترى بأكمله، ودم المسلمون وأرضهم وثقافتهم كان وسيظل مطلبهم ألأول
بقلم المناضل الأستاذ: جابر سعيد - أرض الهرم
منذ ان تأسست الجبهة الشعبية بدأت دموية من غير وجود أسباب وجيهة، فالاختلاف فى الرأى ألسياسى لا يمكن ان يكون سببا لاغراق
البلاد والعباد فى بحور من الدم المسكوب من غير انقطاع او امهال كل طرف متسعا من الوقت للآخر لعله يتراجع عن رأيه بالحوار والتفاهم او الوصول الى منتصف الطريق الذى يفصل مابين الرأيين، ولكن الجبهة الشعبية قبل وبعد ميلادها وتواجدها فى ساحة النضال او وصولها لسدة الحكم كانت وستظل دموية، فقط لأن البعض لهم رأيا مخالفا لهذا الرأى او ذاك الذى تتبناه الشعبية، فزعيم اللاشعبية سفك دماء (طوف) من خمس مناضلين بات معهم ضيفا مباشرة بعد انشطاره من جبهة التحرير الارترية، غدر بهؤلاء المناضلين لانهم لم يعلموا بتمرده الذى اخفاه على التننظيم حتى ذلك الوقت، أجهز على المناضلين الخمس قبل مقابلتة للسيد محمد على عمرو الذى كان يترأس اللجنة العسكرية الاولى لقوات التحرير الارترية 1969م، ولكن قبل وصوله لهم كان الخبر قد أنتشر وان أحد قادة المجاميع فى قوات التحرير سأل أسياس عن القتلى الخمس وكان رده كيف تسال عن هؤلاء الخمس، الا تعلم كم فنطاظ من الدم نطلبكم (يقصد المسلمين) الى ان تدخل عمرو واوقف المشادة طارحا التعاون مابين الجماعتبن، وهو نفس الغرض الذى جاء أسياس من اجله، كما جاء فى مذكرات السيد سليمان هندى على صفحات موقع مجلة النهضة الالكترونية، (ونحن نقول نعم منذ ذلك اليوم أتلم التعيس على خائب الرجاء )، أما السلاح الذى أتو به عند مقابلة السيد عمرو فكان أسلاب القتلى الخمس الذين أجهز عليهم اسياس غدرا، ومن بعد التحاقه بقوات التحرير الارترية أهدر ألزعيم أسياس أفوقى دماء أبناء أكلى قوزاى وسرايى تحت مسمى (المنكع) وسالت دمائهم الباردة من غير سبب وجيه، وكان ذنبهم المعلن أنهم كانوا يسألون ويحاورون قائلين لماذا هذا الرأى او ذاك التصرف، لأنهم كانوا يمنطقون الأقوال والأفعال حتى يستقيم الامر ويتضح- ليكون مقبولا فى دواخلهم قبل ان يمارسونه او يتعاملون معه على أرض الواقع، جاء على ألسنة العاملين بقوات التحرير الأرترية انهم كانوا يعرفون بأن أسياس كان قاسيا مع جنوده، والبعض من جنود قوات التحرير يحكى عن ظواهر وتصرفات مريبة مثل اختفاء بعض الأفراد الذين كانوا يخالطونهم، حيث ان مجموعة أسياس المسمية ب(القانتات) كانت تعسكر منفردة عن مجموعة (عوبل) وزعامة قوات التحرير المؤسس والممول للمجاميع الثلاث، فهؤلاء الافراد يأكدون ان كافة الشباب الذين كانوا يختفون فجأة كانوا الأكثر وعيا وعلما والأقرب الى النفوس، وكانت أسألتهم تدور حول الوطن والعمل السياسى وكانوا يلحون لمعرفة السبب الوجيه الذى أدى الى انقسام الثورة على نفسها، وهذه الأسئلة قد تكون هى السبب فى اهدار دمائهم التى اريقت وجثثهم التى ملأت وديان الأراضى السودانية فى منطقة جنوب (طوكر) التى كانت تعسكر فيها قوات التحرير الأرترية، عندما أنسحبت من الساحة الأرترية على أثر القتال الذى نشب مع جبهة التحرير الأرترية 1972م.
أما بعد تأسيس الجبهة الشعبية فالدم الارترى لم يتوقف عن السكب بجريرة او من غير جريرة، ومن الظواهر الملفتة والمحيرة للعقول ان الجبهة الشعبية لا تعرف المحاكم او النظر فى قضايا الأفراد والجماعات المتهمة بمنظار العدل، ففى عرفهم لا يوجد التحرى او تقديم المتهم للعدالة ويكتفون بأن كل من يعارضهم او ان (منظره) يوحى بأنه ضدهم هو مجرم آثم، واذا دافع عن نفسه فهذا جرم فى حد ذاته، وقد يعدم على الفور او يلقى به فى غياهب سجونهم المحفورة فى باطن الارض اذا كان محظوظا(عدم التحرى مع المتهم وبالتالى عدم تقديمه للمحاكم أكده العديد ممن أستضيفوا معهم ووثقه ألامين محمد سعيد فى خطابه المشهور فى اجتماع الرياض، عندما سأل عن المعتقلين سبتمبر 2002م قائلا ,, نحن لا عندنا تحقيق ولا محاكم والمجرمين يقعدوا الى أبد ألآبدين،،)، ولا يفرج عن السجين أو المعتقل الا اذا أكتظت السجون ولم يجدوا مكانا للزبائن الجدد، مما يضطرهم الى اخراج البعض من قدامى السجناء والمعتقلين ممن يحالفهم الحظ من غير ان يسألوا او يخطروا بالاسباب التى كانت من وراء اعتقالهم، وقد لا يرى المعتقل اى من المسئولين الا مرتين اذا قدر له ان يبقى على قيد الحياة وذلك مرة عند اعتقاله واخرى عندما يغادر المعتقل، ولا يسعى المعتقل ان يسأل عن الأسباب التى كانت من وراء اعتقاله لأنه لا يضمن النتائج التى تتوقف دائما على المزاج الشخصى للمسئول (هذه المعلومات وغيرها أدلى بها السيد/ الحاج محمد على قرقوش رحمه الله) الذى استضيف معهم لأكثر من عامين كاملين من غير ان يعرف سبب اعتقاله.
يحكى أحد المواطنين الذين أستضيفوا فى سجون بليقات وهو شيخ طاعن فى السن- يفضل عدم اعلان اسمه، خرج من المعتقل مصابا بالعمى من جراء المدة الطويلة التى مكثها بالسجن فى باطن الارض من غيران يرى الضوء او أشعة الشمس، يحكى قائلا ان المعتقلين يخشون فترة الأسابيع الاولى للاعتقال فلا يأكلون او ينامون الا ماندرالى ان يأتوا الزبانية، فاذا لم يحضروا خلال اسبوعين فهذا يعنى انهم سوف لا يتعرضون للقتل، ويضيف ان قدامى المعتقلون متمرسون ومن خلال التكرار اصبحوا مرجعا للمعلومات التى يتطوعون بها للقادمون توا، يقول الشيخ فى السنوات الأخيرة تم تنظيم المعتقلين بحيث يرسلوا السجناء الى (أراق) أما الضحايا فيتم ارسالهم الى جهات غير معلومة، وبعد اتمام الفرز كانوا بعض الجنود يطمئنون المعتقلين قائلين لهم لا تخشوا شيئا انتم ستذهبون الى (أراق)، ومن هنا أصبحت كلمة (أراق) مصدر اطمئنان للمعتقلين بالرغم من عدم مخالطة المعتقل لأى من المعتقلين فى الشهور الثلاث الاولى.
فى الفترة 77/1991 تم اغتيال مايربو على ثلاث آلاف من المواطنين العزل من غير توجيه اى اتهام مباشر لهم، كما تم اغتيال عدد كبير من الجنود وكوادر التنظيم التحتية ولكن تحت زرائع كاذبة مثل انفجار لغم أدى الى موت ركاب الشاحنة التى كانت تحمل الجنود أو اسناد موت البعض الى معارك معروفة للعامة، وعندما اشعلت الشعبية حربها الغادرة بالتحالف مع شعبية تقراى ضد جبهة التحرير الارترية غدرت الشعبية بالمئات من أبناء الشعب الذين تم اعدامهم ميدانيا، كما تمت مصادرة أموالهم ومواشيهم وطردوا الابناء اليتامى مثلما تفعل حكومة بنى صهيون فى فلسطين الجريحة، وزادت المعاناة وزاد عدد اللاجئين للسودان وكانت الزريعة أنهم كانوا يعملون مليشيات لجبهة التحرير الارترية، ولم يتركوا هؤلاء او غيرهم آمنين حتى فى المهجر ومواقع اللجوء، لاحقوا البعض فى الأراضى السودانية وتم قتلهم او اختطافهم بالاضافة الى خيرة المناضلين الأبطال الذين قتلوا بدم بارد فى االمدن السودانية، نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر الأتية اسماؤهم:-
المناضل/ عثمان حسن أبراهيم عجيب — تم اغتياله بمدينة الخرطوم1981م.
المناضل/ ود الشيخ تم اغتياله مع عثمان عجيب — بمدينة الخرطوم1981م.
المناضل/ صالح طعديتاى وخمسة آخرون — تم اغتيالهم فى مدينة قارورة الحدودية 1982م.
المناضل/ سعيد صالح — تم اغتياله فى مدينة كسلا 1983م.
المناضل/ هيلى قرزا — تم اغتياله بمدينة الخرطوم1985م.
المناضل/ ادريس أبراهيم هنقلا — تم اغتياله بمدينة كسلا 1985م.
المناضل/ ولدى داويت تمسقن — تم اغتياله بمدينة كسلا 1986م.
محاولة اغتيال المناضل/ عبد القادر جيلانى — بمدينة كسلا 1986م.
أغتيال مناضلين/ من حرس عبد القادر جيلانى — فى مدينة كسلا 1986م.
محاولة اغتيال المناضل/ محمود طوراى — فى مدينة طوكر 1987م.
اغتيال شقيق المناضل/ محمود طوراى — فى مدينة طوكر 1987م.
المناضل/ محمود حسب محمد — تم اغتياله بمدينة كسلا 1989م.
اختطاف المناضل/ حسن رشان — من قرية المرافيت بجنوب طوكر 1987م.
المناضل/ نوراى اسماعيل تم — اختطافه من مدينة كسلا 1990م وتمت تصفيته بسجون النظام.
اختطاف المناضلين/ ودى باشاى وبهلبى — من مدينة كسلا 1990م.
أختطاف المناضل/ قبرهوت قلتا — من مدينة كسلا 1990م.
اغتيال مسئول أمنى — فى مدينة كسلا 1993م.
اغتيال ثلاث مواطنين — فى قرية ود شريفى بضواحى مدينة كسلا 1990م.
اختطاف المناضل/ محمد على حراميتاى — من مدينة بورتسودان 1990م.
محاولة اغتيال المناضل/ عبد الله ادريس — بمدينة الخرطوم 1991م.
اغتيال المناضل/ اسماعيل أزهرى — بمدينة الخرطوم 1991م.
اغتيال المناضل/ قرينت — فى معسكر الشقراب 2002م.
قتل اسرة المناضل/ آدم خير فى الشقراب المعروفة ب (مذبحة الشقراب) راح ضحيتها خمسة أشخاص جلهم من النساء والأطفال بالاضافة الى عدد من الجرحى وتدمير كامل لثلاث منازل متجاورة 2001م.
كما تم قتل أعداد كبيرة من المواطنين فى المدن والقرى الارترية وكانوا معلمى وطلاب المدارس والمعاهد العربية وشيوخ الكتاتيب على رأس الأهداف التى سعى النظام لتصفيتها بتخطيط وتدبير مسبق، فكانت مذبحة العلم والعلماء فى مدينتى كرن وقندع اللتان شهدتا القتل والاختطاف الجماعى ومصادرة المدارس والمعاهد وكافة ممتلكاتها، الجدير بالذكران تلك المدارس والمعاهد والكتاتيب تم انشاؤها على نفقة الشرفاء من مواطني تلك المناطق، كما تم قتل عدد كبير من المواطنين فى ماعرف بمعارك الشرف مابين المواطنين من جهة ووحدات أمن الشعبية المكلفون بتجميع الفتيات للتجنيد الاجبارى من جهة اخرى، فالمواطنون يرفضون تجنيد الفتيات لعلمهم المسبق بالنوايا الخبيثة والسلوك اللا أخلاقى الذى تنتهجه الشعبية، فالكل فى ارتريا يعرف ان الشعبية تجمع الفتيات فى معسكرات الرزيلة، وهذا السلوك لا يقره الدين ولا الأخلاق كما يتعارض مع العادات والتقاليد، ولهذا السبب هناك معارك مستمرة بين المواطنين والشعبية، وفى كل قرية او مدينة يسقطون الشهداء تلو الشهداء ولكن الشعبية لا تتوقف عن مخططها القذر الذى درجت عليه منذ ميلادها الاول فى 1977م.
والكثير الكثير من المواطنين الذين تم اغتيالهم او اختطافهم من المدن السودانية بالاضافة الى المجازر التى تتم فى الخفاء فى مدن وقرى ارض الوطن.
أما فى فترة حروبها المتكررة ضد دول الجوار فحدث ولا حرج فالعشرات قتلوا فى الحرب الأرترية اليمنية والمئات فى معارك همشكوريب الاولى وعشرات الآلاف فى الحرب الأرترية الأثيوبية بالاضافة الى عشرات الآلاف من الجرحى ومثليهم من الأسرى واللاجئين المشردين فى كافة بقاع العالم.
ومن هذا المنبر الشريف اهيب بقوات الدفاع الشعبى و قوات الشرطة وكافة القوى العاملة للوقوف مع جماهير شعبها الوفى، كما اهيب بجماهير شعبنا الخلاق لتجميع كافة الطاقات لارساء دعائم السلام فى ربوع البلاد والذى لا يتأتى الا بالوقوف فى وجه الطاغية، والعمل على انتشال البلاد والعباد من الهلاك الذى لم يستثن حتى الاطفال والشيوخ والنساء، فعلى ألقوات النظامية ان تعمل جاهدة على تنظيم صفوفها ومن ثم رفض الحروب والدمار الذى فرضه الطاغية،... أنقضوا على أوكار الزمرة وأعقدوا العزم على تقديمهم للمحاكم لاحقا، أزحفوا الى السجون والمعتقلات وبيوت الاشباح وخلصوا السجناء والمعتقلون القابعون بالسجون ظلما، وحدوا صفوفكم مع هذا الشعب الكريم الذى ناضل وسعى لخيرالوطن، فالشعب فى الداخل والخارج ينتظر منكم التحرك العاجل فلا تخذلوا الآباء والامهات من أجل مجموعة طغت وتجبرت وأتت بما لم يأتى به الأولون ولا ينتظره أى عاقل معاصر، لابد ان تبرؤوا ذممكم وتخلصوا شعبكم بالوقوف والتصدى لقيادة الشر التى تبرأت منكم منذ ان صعدت على سدة الحكم ورقاب البشر، ولا تنسوا انكم فى نظرهم عبارة عن مغفلون نافعون لهم وغدا سيتنكرون لكم كما تنكروا لآبائكم وامهاتكم وقياداتكم التى تقبع فى السجون وكافة اخوانكم واخواتكم من أبناء هذا الشعب، لا تشاركونهم فى أفعالهم ولا تلطخوا ايديكم بدماء مواطنيكم الشرفاء، أحقنوا الدماء ووفروا الحياة لبنى وطنكم بالوقوف مع شعبكم والتصدى للطغاة المارقين وايقاف أنهر الدم الذى سكب منذ مجيئهم ولازال يسكب حتى اليوم، فنحن جميعا نهيب بكم وننتظر منكم ألاستجابة العاجلة والانقضاض على الطغات الذين ظلوا يظلمونكم وشعبكم فهم مدينون لكم ولشعبكم بدماء غالية أهدرت من غير وجه حق... والسلام ختام