المناضلة والفدائية سعدية تسفو
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن
المناضلة الجسورة الشهيدة سعدية تسفو من اوائل المناضلات اللائي التحقن بجبهة التحرير الارترية
في بدايات انطلاق الكفاح المسلح هى وكل من خديجة صالح وزينب محمد وكن ضمن الخلايا السرية لتنظيم الجبهة في مدينة كرن وكن على اتصال دائم مع فصائل جيش التحرير الارتري المتواجدة في المنطقة القريبة وهى الوحدات التابعة للمنطقة العسكرية الثانية وكن يتحججنا بزيارة الاقارب في مناطق باب جنقرين وحلحل لمقابلة الوحدات هناك ويقدمنا بعد المعينات للمقاتلين كالمواد التموينية.
بعد معركة حلحل الشهيرة في العام 1968م طلبت الشهيدة سعدية الالتحاق بالمقاتلين في الميدان ولكن قيادة الجبهة لم توافق على ذلك وطلبت منها البقاء مع زميلاتها في المدينة والقيام ببعض المهام التي تساعد الفدائين في اداء دورهم وفي هذه الاثناء سلم الخائن علي بخيت نفسه لجيش العدو الاثيوبي والذي كان مقاتلا في الجبهة وبتسليمه حدثت تطورات كبيرة حيث وشى بعضوية التنظيم في المدينة وتم اعتقال وتعزيب واغتيال بعض المواطنين نتيجة ذلك، الامر الذي ادخل الرعب في نفوس المواطنين وان بعض اعضاء التنظيم تركوا اعمالهم والتحقوا بالميدان والبعض الاخر غادر الى السودان.
طلبت الجبهة من الاخوات الملتزمات في الخلايا السرية استدراج هذا العميل لمعرفتهم بانه مولع بالنساء وبالفعل نسجت السيدة ارهيت علاقة معه لفترة من الزمن قصيرة ولكنها تركت الامر وذهبت الى السودان لتتولى الامر الشهيدة سعدية تسفوا التي اقامت علاقة معه وكان معجب بها ايما اعجاب، طلب الخائن علي بخيت من سعدية الانتقال معه الى اسمرا حيث مقر عمله الجديد الذي نقل اليه خوفا على حياته من الاغتيال، هنا كانت اللحظات الحاسمة لوضع حد لحياة الخائن.
نسقت الفدائية الجسورة مع وحدة الفدائين التي كانت متواجدة حوالى المدينة وطلبت من الخائن علي بخينت تناول العشاء في منزل الاهل لانهما سوف يغادران الى اسمرا في اليوم التالي ويكون ذلك العشاء بمثابة وداع للاهل وبالفعل حضر الى منزل اسرة الشهيدة في (عد حشل) والذي يقع في اطراف المدينة وقد حضر الفدائيون في الموعد المضروب بعد ان هيأت سعدية المكان وسحبت سلاحه الفردي منه بطريقة فنية لتتم تصفيته وتنسحب الفدائية الجسورة مع المقاتلين وتلتحق بجيش التحرير المغوار.
حضرت سلطات الاحتلال الغاشم وطلبت من والد الشهيدة سعدية احضار ابنته الا انه رفض ذلك وتم اعدامه على الفور.
التحقت الفدائية سعدية باحدي فصائل المقاتلين لفترة زمنية ثم ارسلت في دورة تمريض الى العراق وعادت ليتم توزيعها في مستشفيات الجبهة الى العام 1981م، بعد خروج الجبهة من الميدان ذهبت الى السعودية لمساعدة اسرتها وبقت هناك الى ان تم تحرير ارتريا لتعود الى الوطن الذي قدمت له زهرة شبابها وضحت باسرتها من اجل استقلاله، المناضلة والفدائية الجسورة سعدية تسفو مثال يحتذي مثلت المراة الارترية المناضلة المضحية من اجل الاهداف النبيلة العليا، وقد لحق بها العديد من الشباب ذكورا واناث فكانت البطولة الارترية التي تجسدت في اسمى معانيها.
انتقلت الى مثواها الاخير مساء يوم الاربعاء 27 يوليو 2022م بعد صراع مع المرض الذي اقعدها بمدينة القاهرة التي وصل اليها للاستشفاء، شيعها الاف من الارترين من مختلف الاعمار في مقبرة 6 اكتوبر. ندعو المولى عزوجل ان يتقبلها قبولا حسنا ويجعل مثواها الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اولائك رفيقا، وان يلهم اهلها ورفاقها وكل معارفها الصبر وحسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون.