المختطاف الأستاذ/ محمد ادم ادريس محمد مجاوراي
بقلم الأستاذة: فاطمة محمد آدم مجاوراي
سيـرة معتــقل الاستاذ/ محمد ادم ادريس محمد مجاوراي: ولد ابي في بيت متواضع وطيب،
وعائلة عرفت في منطقتها بالشهامة والكرم، والحاق ابنائها بخلاوي القرآن الكريم، وكانت ديارنا مأوى لكل خائف، وسند لكل محتاج.
ولد أبي في منطقة (دلك) بين التلال والجبال حيث المراتع، والمراعي، والغابات وتقع (دلك) جنوب شرق مدينة أغردات.
وكان مولده بعد ميلاد الثورة وانطلاق الكفاح المسلح بعام واحد، وذلك في عام 1962م.
هكذا استقبل أبي الدنيا حيث وجد أمَّتهُ تموج كالبركان، و تكافح ُعن بلدها وحقوقها بكل شراسة... والمستعمرالغاصب يسعى لإبادة الوطن والمواطن بكل وسيلة. كبر وهو يسمع أزيز الطيران وهى تغير على الناس، والمزارع، والبهائم، وتحرق الاخضر واليابس، وجيشها ينفذ المذابح، ويشعل الحرائق! وقد كان (فك الله اسره) يوم مذبحة (اغردات) لا يتجاوز عمره الرابعة عشر ربيعا... وكان الطفل اليافع يعتز ويفتخر بثورته ويسعى لمساعدتها واللحاق بها وهو ما زال طفلا لم تكتمل مداركه.
أبو آمنة مجاوراي:
كان رجلا كريما شهما، وكان (فك الله اسره) لا يعلم في منطقته بأرملة او يتيم او مسكين الا أعانه، ولا يعلم مكروبا الا وآساه، ولا مظلوما الا أعانه ووقف بجانبه مهما كانت المخاطر.
بدء حياته في قراءة القرآن الكريم في منطقته، ولكنه تفرغ بعد ذلك للتجارة ورعاية أسرته، حيث كان يتاجر بين المدن والأرياف، وبين السودان وارتريا.
حادثة الإعتقال:
في تمام الساعة السابعة صباحا ومع بزوغ خيوط الفجرهاجمت منزلنا قوة من الجيش الإرتري مكونة من (8 ضباط)، وقاموا بتفتيش البيت تفتيشا دقيقا! حتى قلبوها راسا على عقب! وكان ذلك في عام 1994م... ثم توجهوا الي منطقة (دقسي) جنوب مدينة أغردات حيث إنقضت عليه القوة المدججة وكبلوه، وانطلقوا به الى جهة (انقرني) ومن وقتها لا نعلم مكانه! ولا ما حدث له؟ ولا ندري اي جريمة ممكن أن يخطف بسببها، ويعزل عن العالم، ويرمي خلف الزنانزين كل هذه الأعوام المديدة!
الأسرة:
ترك عائلة كبيرة (ابناء وبنات) وكانت أصغرهم طفلة في بطن أمها! وعندما نطقت كان تسال اين ابي؟ والام تداري دموعها وتقول: هو مسافر سوف يعود يا بنيتي قريبا.
وظل السؤال يتكرر والجواب هو الجواب... وبعد ان تُرِكَتْ الأسرة بلا راع ولا عائل غادرت ارتريا الى السودان في عام 1997م.
والتحق الأبناء والبنات بسلك التعليم حيث ضحى الابن الكبير من اجل رعاية العائلة وبحمد الله اجتاز الكثير منهم العقبات، وتحدوا الصعاب، وارتقوا في سلم النجاح، ولكن ما زالت الحسرة تسكن النفس، والحزن على فقد الوالد الحبيب يخيم في ساحة الدار، ومازال الامل يتجدد مع كل صباح، والتوكل على الله يداوي الجراح... ومازالت الصغيرة تسال اين ابي؟ لماذا خطفوه؟ ولماذا من نور الحياة حرموه؟ ومازالت الأسرة جميعها تعلل النفس بالآمال أن يكحل الله عينها يوما ما برؤيته.
هذا هو حال كل حر شريف في ارتريا اصبح مسكنه اما القبر او الزنازين!
اللهم فرح على ابي الحبيب وإخوانه الاخيار جميعا.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.